أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ياسر قطيشات - أزمة النخب الأردنيّة .. القومُ في السرِّ غير القومِ بالعلن !!














المزيد.....

أزمة النخب الأردنيّة .. القومُ في السرِّ غير القومِ بالعلن !!


ياسر قطيشات
باحث وخبير في السياسة والعلاقات الدولية

(Yasser Qtaishat)


الحوار المتمدن-العدد: 7132 - 2022 / 1 / 10 - 03:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جرت العادة أن يكون للنخب السياسية والثقافية والاجتماعية دوراً محورياً في صناعة التغيير وصيانة أمن البلاد ورعاية مصالح الشعب والدفاع عن منجزاته وتطلعاته .

لا خلاف أن النخبة الأردنية، السياسية والثقافية والاجتماعية والاعلامية والاقتصادية، ساهمت في مراحل مختلفة من دعم صانع القرار بالأفكار والرؤى التي تحقق مصالح البلاد وتحفظ العباد، وكان لدى الأردن – وماز ال- نخب فاعلة ذات كفاءة عالية ورؤية حكيمة وتتصف بالولاء والانتماء لأرض الوطن ومصلحة شعبه وقيادته، وكانت أغلبها تتجاوز في اعتبارها المصالح الشخصية أو الفئوية أو التحزّب لتيار أو أخر، بل كان همّها سمعة الأردن وتحقيق مصالحه العليا .

منذ فترة، ليست بالقصيرة، افتقدنا في الأردن لروح النهضة الوطنية الجادة، تلك النهضة التي كان يقودها نخب واعية مثقفة تسلك دروب الوطن من كل اتجاه وتتحّمل صعاب كل مرحلة على اختلاف ظروفها ومسارات نهوضها... افتقدنا اليوم للنخبة التي تحوّل التحديات الى فرص وتطرح الحلول بدل "التغريد" خارج السرب" ، تلك النخب – أو بعضها- التي أوحت للخارج أن وطننا أشبه بـ"بيت العنكبوت"!!

إن النخب الحقيقية التي تلتحم بالوطن وقيادته، في شتى الظروف والأزمات، هي النخب السياسية التي تتولى زمام الفكر والمبادرة وتجمع بين الانتماء وموضوعية الطرح وكفاءة النهج وحكمة العقل، ولدينا في الأردن نخب قادرة على قراءة صحيحة للأمور والأوضاع بشكل منطقي وعلمي يحفظ مصلحة الأردن وتقدّم النصح للقيادة وتهتدي على مسار الوطن وأمنه ولديها رؤية مشروع وطني للنهوض مما نحن فيه.

ربما لم تعتاد النخب الوطنية، خاصة السياسية منها، على مسألة المصارحة والشفافية مع مكونات المجتمع ومطبخ صنع القرار، فعوضاً عن طرح برامج وحلول قابلة للتطبيق وتحمل مسؤولية ما مضى من قرارات وسياسات، يتموضع خطاب النخبة السياسية في الأطر التنظيرية والأيدولوجية والشعارات والانتقاد ولبس عباءة المعارضة "المتشنّجة"، فيصبح التنصّل من المسؤولية وتحمل النتائج مدخلاً شرعياً لتبرير "العجز" عن تقديم أكثر مما كان في مرحلة حساسّة ودقيقة من تاريخ وحاضر الأردن!!


لا خير في وطن، تكاسل أو تهرّب رجالاته ونخبه، بمختلف أطيافهم، عن تحمّل مسؤولياتهم بكل أمانة واقتدار، حتى وان لم تتسنَ الفرصة لأغلب تلك النخب لتنفيذ برامجها وخططها الاصلاحية ابان تولي أمانة المسؤولية والقسم أمام الملك والشعب، عليها اليوم أن تبادر للتوافق فيما بينها لتقديم "خارطة طريق" حقيقية ورؤية رشيدة لإنقاذ الأردن ومؤسساته من متوالية الأزمات التي نمرّ بها .
و
تحتاج المرحلة الدقيقة التي يمر بها الأردن اليوم إلى إشراك حقيقي لقطاعات واسعة من النخب السياسية والاجتماعية والثقافية الأكثر تلمساً للمصلحة الوطنية والبنى الاجتماعية ونبض الوطن، ومن الأهمية بمكانة اليوم تفعيل دور الحاضنة الوطنية الجادة لفرز النخب السياسية على أساس مصلحة الوطن وحسب، وتفعيل دور المشاركة الشعبية في اختيار النخب الاجتماعية التي تتقاطع مع مكانة ودور النخب السياسية في الأردن ، والابتعاد عن نهج الاختيار الشخصي المبني على المواقف الفردية والتمايزات الشعبوية والمصالح الضيقة واختيار الشخصيات التقليدية أو الوراثية .

نعتقد أن الآوان قد آن اليوم لتراجع النخب الوطنية ذاتها ونهجها ومنهجها لتحدث مقاربة موضوعية في خطابها وبرامجها صوب هدف واحد هو نص المصلحة الوطنية المقدّسة وكفى، لقد آن أوان أن تلعب النخب الأردنية دورها الحاسم في رسم وصناعة القرار وقيادة الأردن الى برّ الأمان، تماما كما لعبت النخب الوطنية مطلع القرن الماضي ومنتصفه دوراً حاسماً في بناء الدولة الحديثة، وكما ساهم رجالات الأردن في تعزيز النهج الديمقراطي وحماية التحولات التي مرّ بها الأردن خلال العقود الماضية..


بات لازما عليها اليوم أن تمارس دورها التنويري والتوعوي الوطني، وأن تفتح صفحة جديدة مع بعضها ولأجل الوطن لتقود دور الموجّه الحقيقي للحركة السياسية الوطنية ، وتعزز من مكانة مؤسسات المجتمع المدني لتعود من جديد الى ميدان التوجيه والمنافسة لتكون رافعة للنظام السياسي وصمام أمان لمؤسسات الدولة السيادية .

هي فرصة الأن تلوح أمامنا لإعادة توجيه البوصلة صوب مصلحة الوطن ومساراته العلاجية ، هي فرصة لضمان وصول الأردن لبر الأمان قبل أن نترك الحبل على الغارب لغيرنا ليرسم لنا طريقاً ضبابياً...



#ياسر_قطيشات (هاشتاغ)       Yasser_Qtaishat#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدولة الصغيرة ... ومتوالية الأمن والسلم الداخلي ..
- النموذج الأردني والهِويّة الجامعة
- الأمن العربي -الطائفي- !!
- نظرية دوركايم والانتحار الاجتماعي ... الأردن نموذجا
- إيران وثورات الربيع العربي!!
- الدولة الفلسطينية استحقاق تاريخي يضع مصداقية المجتمع الدولي ...
- موقف القوى الإعلامية والسياسية من انضمام الأردن إلى مجلس الت ...
- -مشروع- إعادة هيكلة الرواتب والقطاع الحكومي من وجهة نظر الإع ...
- السياسة الخارجية الأردنية ... لا اجتهاد في نص المصلحة الوطني ...
- مجلس التعاون الخليجي ... ثمرة الجهود والتفاعلات السياسية الك ...
- الحصان الأمريكي يجر عربة أوروبا: العلاقات الامريكية – الاورو ...
- واقع الحرية الدينية في العالمين العربي والإسلامي: صورة في قب ...
- الدولة عندما تكون زائدة عن الحاجة- : -إسرائيل نموذجاً-
- الشخصية اليهودية في الميزان !!
- مستقبل توازن القوى الإقليمي في منطقة الخليج العربي
- واقع الجغرافيا السياسية في الخليج العربي (2-2)
- واقع الجغرافيا السياسية في الخليج العربي (1-2)
- الرئيس الراحل ياسر عرفات ... زعيم ثورة وقائد دولة
- الأردن وفلسطين .. قصة توأمة ووحدة شعبين
- -لغز- وجود النفط في الأردن: أحجية عصية على الفهم


المزيد.....




- معلقا على -عدم وجوب نفقة الرجل على علاج زوجته-.. وسيم يوسف: ...
- مشتبه به يشتم قاضيا مرارًا وسط ذهول الأخير وصدمة متهم آخر.. ...
- نائب رئيس الوزراء الصربي: لست -عميلا روسيا-
- -نيويورك تايمز-: التدريبات المشتركة بين روسيا والصين تثير قل ...
- بالضفة الغربية.. مقتل 5 فلسطينيين برصاص القوات الإسرائيلية ...
- -معاناتي لم تنته بخروجي من السجن، لكن فقط تغير شكلها- - أحد ...
- شاهد: الرضيعة ريم أبو الحية الناجية الوحيدة من عائلتها الـ11 ...
- صحيفة SZ: بولندا لم تقدم أي مساعدة في تحقيق تفجيرات -السيل ا ...
- بولندا والولايات المتحدة توقعان عقدا لشراء 96 مروحية -أباتشي ...
- -إسرائيل ترغب في احتلال سيناء من جديد-.. خبراء: لا سلام مع ت ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ياسر قطيشات - أزمة النخب الأردنيّة .. القومُ في السرِّ غير القومِ بالعلن !!