خالد محمد جوشن
محامى= سياسى = كاتب
(Khalid Goshan)
الحوار المتمدن-العدد: 7130 - 2022 / 1 / 8 - 17:05
المحور:
الادب والفن
ركبت الأسانسير من الدور العشرين ، ضغت على الزر للنزول الى الاسفل ، صعد الأسانسير ثم نزل وصعد وتوقف فى منتصف مسافة الدور العشرين الذى كنت فيه
كنت أرى بوضوح عتبة الدور العشرين ، لأن الأسانسير ليس له باب داخلى ، كنت ارى من الفجوة طفلتين صغيرتان تلهوان قرب فتحة باب الاسانسير ، طفلة كبيرة الحجم نسبيا والاخرى اصغر منها كثيرا .
صرخت فيهم للأبتعاد خشية السقوط فى الفتحة ، لم يعيرانى أهتمام وزحفت الطفلة الأصغر وسقطت كم توقعت فى المسافة بين الأسانسير وعتبة الدورالعشرين .
الأسانسير قد يتحرك فى أى وقت ولو تحرك لدهست الطفلة الصغيرة المعلقة فورأ ويستحيل على انقاذها ، كونى لا يمكننى القفز.
صرخت بأعلى صوتى لانقاذ الصغيرة ، وطرقت جدار الاسانسير طرقا عنيفا حضرت أمرأة ريفية ترتدى جلابية سوداء ملامح الفقر تنهشها ، انها زوجة البواب بلا شك وأم لطفلتين .
مدت يدها واستطاعت انتشال صغيرتها بمعجزة ، ونظرت لى بطريقة لا معنى لها وتركتنى معلقا بدون كلمة شكر ، او محاولة لمساعدتى فى محنتى .
حضرت المرأة التى كنت فى شقتها بالدور العشرين ، وعرضت عليا انقاذى على ان اضاجعها ، قلت لها هو شرط ؟
بنظرة افعى قالت اه . طلبت منها ان تنادى الحارس أولا حتى اخرج من الاسانسير ونتكلم.
لم ترد على كلامى وقالت لى انها طلبت الطلاق من زوجها ، نسيت ورطتى وقلت لها هذا قرار خطير عليكى التمهل فيه .
اليس فراق زوجى شرطك لمعاشرتى ؟ قالتها لى وهى تنظر لى بولهه ورومانسية
اخرج اولا ياست من ورطتى ونتحدث سويا ، قالت سوف احضر ورقة الطلاق واعود لك حالا .
ما هذه المجنونة ؟ ، طفقت افكر كيف اخرج من الاسانسير ، لو حاولت القفز لامكن ذلك ولكن شرطة الا يتحرك الأسانسير ، كيف أضمن ذلك ؟
عادت امرأة البواب وقال يا استاذ انا كلمت صبحى ، وهيجى دلوقتى ينزلك الاسانسير ، صبحى مين ياست ؟ جوزى ؛قالتها لى وغادرت .
تكومت فى زاوية من الأسانسير فى انتظار اى صبحى يخرجنى من ورطتى .
#خالد_محمد_جوشن (هاشتاغ)
Khalid_Goshan#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟