دينا سليم حنحن
الحوار المتمدن-العدد: 7128 - 2022 / 1 / 6 - 08:49
المحور:
الادب والفن
احتسيتُ سويعات الصباح حتى نتفت، وكعادتي، قرأتُ ما تركته نمنمات الليل في خاطري، لعبت أناملي على قيثارة القلم، دوّنتُ وحكيتُ.
استنشقتُ النهار برئتين عامرتين، الشمس مشرقة وفي منتصف وقتها، تواترت خارج نافذتي انهيارات غير عادية، أحداث صنعتها يد البشرية، احتار البلبل في أمره وصمت عن هديله، تركتُ مقعدا فارغا وخرجت لاستعلام الأمر، عصفتني هبّة غضب، مال حزني واستقر جنباتي، خارت نظراتي ثم ثبتت على مشهد المتسلق، حمل آلة حادة، وبدأ يجز أغصان الأشجار الوارفة، عذبني المشهد، فصل أوصالها وطرحها جانبا دون أن يوبخه أو يستوقفه رادع، هو العبد المأمور، انهمرت الدموع من مقلتيّ، لم أحتمل رؤية مشهد الذبح.
اقتربت خطوات آدمية، ظهر قاطع الأشجار من بين غمامة الغضب العارم الذي تصدرني، مدّ لي يده، شيء ما تكور داخل كفه، وقال بصوت مرتعش ومتقطع:
- لقد وجدتُ هذا العشّ على الشجرة، أمام نافذتك، لقد كان هناك وقمت بقطعها، والطائر الذي رقد داخله طار وترك أطفاله يتناثرون، أشعر بذنب عظيم...هم أمروني بقطعها... لقد أمـتُ شجرة كانت ممتلئة بالحياة!
#دينا_سليم_حنحن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟