أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم ناصر - العمالة الأجنبية وتهديد الهوية العربية الخليجية .. لماذا؟ ومن المسؤول عن ذلك؟














المزيد.....

العمالة الأجنبية وتهديد الهوية العربية الخليجية .. لماذا؟ ومن المسؤول عن ذلك؟


كاظم ناصر
(Kazem Naser)


الحوار المتمدن-العدد: 7127 - 2022 / 1 / 5 - 08:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تواجه دول مجلس التعاون الخليجي مأزقا حقيقيا، وتسير نحو منعطف خطير قد يهدد استقرارها، ومن الممكن أن يهدد وجود بعضها في المستقبل نتيجة لاعتمادها بشكل كبير على وجود العمالة الوافدة من دول أجنبية بما فيها الدول العربية، حيث ان دول الخليج تعتبر الوافدين العرب "أجانب" مثلهم مثل الهنود والفلبينيين والتايلنديين وغيرهم الذين ينتمون لجنسيات غير عربية، وتجاوزت أعدادهم أعداد عدد السكان الأصليين في بعض دول المجلس كالإمارات، وقطر، والكويت، والبحرين، وقاربت على الوصول لنصف عدد السكان في السعودية، وعمان، وإلى نصف عدد سكان دول المجلس ككل. ولهذا تعد دول مجلس التعاون الخليجي من أكثر دول العالم جذبا واستعانة بالقوى العاملة الأجنبية.
فقد حذر رئيس الاستخبارات والسفير السعودي السابق في لندن وواشنطن الأمير تركي الفيصل في محاضرة ألقاها بنادي الاحساء الثقافي في الأسبوع الأخير من ديسمبر 2021، من خطر العمالة الوافدة، ومن استمرار السياسات التي تتبعها دول مجلس التعاون الخليجي بالنسبة إلى أعداد العمالة الأجنبية الموجودة فيها قائلا إن " بعض دول الخليج تعاني من خلل سكاني، وهو جرس إنذار لما يحمله المستقبل من تحديات وطنية شاملة، وإن استمرار السياسات المتبعة سيجعلنا أقليات في بلادنا وبالتالي وجودنا نفسه سيكون عرضة للخطر."
ما ذكره تركي الفيصل حقيقيا وليس جديدا، فمن المسلم به أن ثمة ارتباطا طرديا بين تزايد العمالة الوافدة، خصوصا الأسيوية، وتحديدا الهندية والفليبينية والتايلندية، وبين تصاعد المخاطر التي تقلل فرص العمالة الوطنية وترفع نسب البطالة، وتهدد الأمن والاستقرار وثوابت الهوية الوطنية المرتبطة باللغة والثقافة والعادات العربية لدول المجلس. لكن تركي الفيصل تجاهل الأسباب الحقيقة التي أنتجت هذا الوضع الديموغرافي الخطير، ومن أهمها أن دول مجلس التعاون التي تحكمها عائلات لا يهمها سوى المحافظة على أنظمتها السياسية الوراثية وعروشها ونفوذها وامتيازاتها، تخاف من تزايد الوجود العربي فيها وتعتبره مهددا لأنظمتها. ولهذا عززت حدودها الاقليمية مع الأقطار العربية الأخرى، ووضعت قيودا شديدة على دخول وإقامة العمالة العربية لخوفها من التأثير السياسي القومي الوحدوي والثقافي الذي قد ينقله الوافدون العرب لإخوانهم أبناء الخليج، أو بسبب خلافاتها السياسية مع بعض الأنظمة العربية، ومنعت المقيمين العرب من الزواج من نساء خليجيات، ومن الحصول على جنسياتها.
وفي المقابل فتحت دول المجلس الباب على مصراعيه للعمالة الآسيوية التي تعتبرها غير مسيسة لا تهتم إلا بكسبها المالي وتحسين أوضاعها المعيشية في بلادها، ومنحت بعض دول المجلس الجنسية لأعداد كبيرة من غير العرب، وتناست أن العمالة الأجنبية الكثيفة المجنسة والمقيمة قد تهدد الأمن والاستقرار بالتظاهر والإضرابات والعصيان المدني والجريمة، وقد تطلب التدخل والحماية من دولها في حال اندلاع أعمال عنف تهدد سلامتها، وهناك أيضا سيناريوهات أخرى قد يتم من خلالها تحويل المسألة الديموغرافية إلى مسألة سياسية من أهمها حقوق العمال والمهاجرين حيث طرحت الفلبين والهند ذلك في أكثر من مناسبة، فمنذ ما يزيد عن عشر سنوات تساءل وزير العمل الهندي " لم لا يكون هناك مسؤولون من الهنود المقيمين في دول التعاون في حكومات تلك الدول؟"
كان وما زال من الأفضل لدول مجلس التعاون الحريصة على أمنها واستقرارها وحماية حدودها وأوطانها من الأعداء الطامعين بها وثرواتها وهم كثر، ان تضع سياسات للاستغناء عن العمالة الآسيوية واستبدالها بعمالة عربية، وصهر العمال والمهنيين العرب من أطباء ومهندسين ومدرسين في المجتمعات الخليجية بتجنيسهم كما فعلت دول متقدمة مثل كندا وغيرها، أو على الأقل منحهم إقامات دائمة، والسماح لهم بالاستثمار، والخدمة في الجيش والمؤسسات الحكومية. فالعربي يشترك مع المواطن الخليجي في التاريخ واللغة والدين والعادات والتقاليد والمصير المشترك؛ ومستعد للدفاع عن الدولة الخليجية التي تمنحه الجنسية أو الإقامة الدائمة وتساوي بينه وبين مواطنيها في الحقوق والواجبات، لأنه يعتبرها جزءا لا يتجزأ من وطنه العربي الكبير ويختلف بذلك تماما عن الوافد الآسيوي الذي لا تربطه بدول المجلس روابط تاريخية أو لغوية أو دينية أو ثقافية، وينظر إليها كأماكن للكسب المادي، ويغادرها عندما يحقق هدفه المالي، أو عندما يشعر أن سلامته في خطر.
المسؤولون عن هذا الوضع الديموغرافي الراهن الذي يهدد أمن ومستقبل دول الخليج هم حكام الخليج الذين لا يثقون بابن جلدتهم الوافد العربي؛ فهم الذين عمقوا الحواجز الحدودية بين دولهم والدول العربية الأخرى؛ وهم الذين سنوا القوانين العنصرية المجحفة التي تميز بين المواطن الخليجي والمقيم العربي في الراتب الشهري، وتلزمه بتجديد إقامته كل عام، وتعرضه للطرد من وظيفته والإبعاد القسري من البلاد في أي وقت، وتحرم أولاده من التعليم في المدارس الحكومية والجامعات والعناية الصحية المجانية، وتفرض عليه ضرائب ورسوم إقامة مرتفعة، وتحرمه من نظام التقاعد بعد وصوله السن القانونية.
وختاما نقول لحكام الخليج ان العرب المقيمين في دولكم هم أخوة لأبناء الشعوب الخليجية؛ فهم جميعا ينتمون للوطن العربي الواحد، ويعانون من الخلافات والانقسامات العربية – العربية ويحملونكم أنتم وحكام الأقطار العربية الأخرى المسؤولية عن إيجادها واستمرارها وتداعياتها؛ أي إن الوافدين العرب ليسوا أجانب كما تعتبرهم وتعاملهم أنظمتكم، ولو أن دولكم سمحت لهم بالتجنس أو بالحصول على الإقامة الدائمة والانصهار في مجتمعاتكم لكان بإمكانهم مشاركة المواطنين الخليجيين في العمل على استقرار وازدهار وحماية دول المجلس، بينما العمالة الأجنبية التي تفضلونها على العربية تشكل خطرا ماحقا على هويتكم الوطنية، وعلى مستقبل ووجود أنظمة حكمكم وبقائكم على عروشكم!



#كاظم_ناصر (هاشتاغ)       Kazem_Naser#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العالم العربي سنة 2022 ... المزيد من التدهور وخيبة الأمل!
- فشل جامعاتنا في بناء الانسان وتطوير الثقافة العربية
- الاعتداء الإسرائيلي الأمريكي المتوقع على إيران .. من سيربح؟ ...
- البيان المشترك لمحادثات أمير قطر وولي عهد السعودية وكابوس حز ...
- زيارة محمد بن سلمان لدول مجلس التعاون الخليجي .. الأهداف وال ...
- اقتحام الرئيس الإسرائيلي للحرم الإبراهيمي إهانة للسلطة الفلس ...
- الاتفاقية الأمنية المغربية الإسرائيلية خيانة أخرى تضاف إلى س ...
- العدالة البريطانية المتصهينة...حماس - إرهابية - وإسرائيل - د ...
- محاولات المصالحة تراوح مكانها والشعب الفلسطيني يدفع الثمن غا ...
- فشل السلطة والفصائل والأحزاب الفلسطينية في التصدي للاستيطان
- أيها الفلسطينيون...لا تتوقعوا خيرا من أمريكا ورؤسائها
- حكومة نفتالي بنيت تتحدى إدارة بايدن برفض إعادة فتح القنصلية ...
- الدول الخليجية .. خنوع لإهانات أمريكا وأسرائيل وانتقام من لب ...
- الموقف الأمريكي الأوروبي من الاستيطان .. تناقض بين القول وال ...
- لماذا تعمل إسرائيل للتخلص من مؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني ...
- رحيل كولن باول الذي كذب على الشعب الأمريكي والعالم لغزو وتدم ...
- الحاكم العربي يلهف أموال الشعب ويتبرع للفقراء من -ماله الخاص ...
- رفض بينيت وشاكيد ولابيد طلبات عباس للقائهم إهانة له وللشعب ا ...
- الشعب الفلسطيني يؤمن بأن المقاومة هي الحل والسلطة تراهن على ...
- عودة سوريا للجامعة العربية


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم ناصر - العمالة الأجنبية وتهديد الهوية العربية الخليجية .. لماذا؟ ومن المسؤول عن ذلك؟