أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح أمين الرهيمي - ضعف الدعم للتعليم يهدد الأسس التربوية في العراق














المزيد.....

ضعف الدعم للتعليم يهدد الأسس التربوية في العراق


فلاح أمين الرهيمي

الحوار المتمدن-العدد: 7125 - 2022 / 1 / 3 - 11:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن التعليم في المراحل الدراسية يعتبر المهمة الأساسية في التنمية البشرية في العلم والمعرفة والثقافة والوعي في جميع مستلزمات الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتعليم التي تعتبر أساسه المدرسة هي إحدى الركائز المهمة في الأسس التربوية (البيت والمدرسة وسلطة الحكم).
إن أية ظاهرة في الوجود تؤكد حقيقتها من خلال السلوك والممارسة والتصرف ومن خلال هذا السياق لابد من الإشارة إلى الضوابط النفسية والسلوكية لدى الإنسان التي هي (منظومة من القيم) تحرك سلوك الإنسان وتوجهها نحو الأهداف المحددة وإن الإنسان في هذه الحالة لا يدركها ولا يعلم بأن هذه القيم هي التي تحرك سلوكه وتصرفاته وتوجهه في الحياة والمجتمع ولذلك فإن سلوك الإنسان (رجل دين أو سياسي أو مفكر أو اقتصادي) تختلف بين إنسان وآخر بسبب منظومة القيم في الثقافة والوعي الفكري وما ينتج عنها من سلوك وتصرف لذلك الإنسان نوعياً وكمياً وإن هذه القيم لا تولد مع الإنسان وإنما يكتسبها من خلال (الأسرة والمدرسة) وتكون هي المميزة لثقافتنا ووعينا الفكري ويكون لها تأثير كبير في طرق تفكيرنا وتعبيرنا عن انفعالاتنا ودوافعنا وما نتعلمه من معايير المباح والمحظور والعدل والظلم والحق والباطل وكذلك ما نكتسبه من معلومات ومهارات وعواطف وأذواق جميع تلك السلوكيات تحددها نوع الثقافة إلى حد كبير إن كانت ديمقراطية أم غير ديمقراطية تعاونية أم تزاحمية مادية أم روحية مسالمة أم عدوانية مستنيرة أم غير مستنيرة.
إن المدارس أنشأت عندما شعرت الإنسانية أن الأسرة وحدها عاجزة عن إعداد الفرد للتوافق الاجتماعي اللازم وقد تأكد من حيث الواقع أن للمدرسة دور مهم يفوق مقدرة الأسرة على القيام بتكوين بناء شخصية الإنسان لأنها أقرب إلى مطاليب المجتمع من الأسرة باعتبار المدرسة أرحب أفقاً وأوسع مجالاً من الأسرة وبمنجاة وبعيدة من التقاليد البالية الغريبة التي تسود الأسرة وتجثم عليها من مُثل وعادات ترزخ تحتها الأسرة وإن المدرسة أقرب وأدنى من الحدّ والجدية والضبط والالتزام وبعيدة عن الدلال في معاملة التلميذ ولذلك يكون الاعوجاج والسلوك في المدرسة أكثر مما يتجلى في البيت لأن الطفل يخرج من البيت وقد تأثرت شخصيته به تأثيراً عميقاً ولذلك يعتبر انتقال الطفل من البيت إلى المدرسة بعد الطفولة المبكرة حدث حرج خالد في حياته لأنه يعتبر انتقال من مجتمع صغير وضيق وبسيط منطو على نفسه إلى مجتمع أوسع وأعقد وأكثر اتصالاً بالحياة وهي بيئة جديدة ذات نظم وقوانين جديدة وبها من الواجبات والتكاليف ما لم يعهده الطفل وفيها علاقات جديدة ومنافسات ومغامرات جديدة وأصبح يعيش ويمارس حياته بين أتراب يختلفون عنه وعن البيئة التي كانت تعيش حوله من أنواع كثيرة ونواحي مختلفة وفيها يضطر الطفل إلى التضحية بكثير من الميزات التي كان ينعم فيها في البيت .. أما المدرسة سواء كانت روضة أو مدرسة فمعناها الانفصال عن البيت والوالدين وخاصة الأم ولذلك يعتبر هذا التغيير العنيف في بيئة الطفل له أثر كبير في شخصيته وخلقه وسلوكه الاجتماعي فالعادات والسلوك والتصرفات في البيت ليس لها وجود في المدرسة كما أنها تفرض عليه واجبات جديدة وأن يراعي ويحترم النظام ويلتزم بالآداب أن يلتفت وينتبه إلى محدثه وأن لا يقاطع ويتجاوز على حقوق الآخرين وأن يتعاون مع زملائه الطلاب ويشترك معهم في الأشغال والألعاب وأن يحافظ على نظافة وأثاث المدرسة وبذلك تعتبر المدرسة مرحلة انتقال إلى مرحلة أخرى من حياة الإنسان وتأثير كبير في نمو وتطور شخصيته وأن تفعل الكثير في حياة الطفل ونموه وتطوره وتكوين شخصيته .. ومن خلال هذه المنظومة من القيم (الأسرة والمدرسة) التي تعتبر بمثابة الرحم الذي ينمو فيها الإنسان المدرك والواعي والمفكر والعالم والمثقف والخير والشرير والتقدم والتطور .. يقول عالم الاجتماع الفرنسي (جاك بيرك) أن الوعي الفكري لدى الإنسان ينطلق من الثقافة والمعرفة التي تعتبر مطلب خاص بمجتمع يبحث لنفسه عن دلالة وتعبير.



#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على جميع القوى السياسية العراقية الاستفادة من التجربة السابق ...
- العراق الآن يعيش مرحلة صراع وتناقض بين القديم والجديد
- العراق يدخل مرحلة جديدة نحو مستقبله
- الديمقراطية والتوافقية ونظام الحكم في العراق
- من يحمي حيتان الفساد الإداري شريك معهم في الجريمة
- لماذا السيد مقتدى الصدر اختار حكومة من الأكثرية ؟
- الأدباء والفنانين المبدعون من أبناء مدينة النفط (البصرة الفي ...
- لماذا تعتبر من الأولويات الموجبة على المصلح قبل البدء بعمليت ...
- النواب المستقلون من خلال فوضى السياسة العراقية
- صفحات الانترنيت والصحافة الوطنية اللسان الناطق باسم الشعب وا ...
- ماذا حققت التوافقية من إنجازات إيجابية حتى تصبح تجربة ناجحة ...
- الديمقراطية الحقيقية ودورها في تنمية وتقدم وتطور المجتمع
- السفسطائيون معلمي فلسفة الحكمة والخطابة في التاريخ
- التجديد والتغيير يؤدي إلى تقدم وتطور المجتمع
- دور المفكر والكاتب والباحث والأديب في تنمية الوعي الفكري وتط ...
- معالجة الاقتصاد الريعي المهمة الرئيسية للحكومة القادمة
- العراق وصراع المصالح
- الأستاذ أحمد الأبيض ونهجه المعارض الجديد
- الإنسان والمستقبل
- أمام السيد الصدر مهمات كثيرة لإنجاز مشروعه الإصلاحي


المزيد.....




- إغلاق المخابز يفاقم الأزمة الإنسانية في غزة، ومقتل وإصابة أل ...
- هل يهدد التعاون العسكري التركي مع سوريا أمن إسرائيل؟
- مسؤول إسرائيلي: مصر توسع أرصفة الموانئ ومدارج المطارات بسينا ...
- وزارة الطاقة السورية: انقطاع الكهرباء عن كافة أنحاء سوريا
- زاخاروفا تذكر كيشيناو بواجبات الدبلوماسيين الروس في كيشيناو ...
- إعلام: الولايات المتحدة تدرس فرض عقوبات صارمة على السفن التي ...
- الولايات المتحدة.. والدة زعيم عصابة خطيرة تنفجر غضبا على الص ...
- وفاة مدير سابق في شركة -بلومبرغ- وأفراد من أسرته الثرية في ج ...
- لافروف يبحث آفاق التسوية الأوكرانية مع وانغ يي
- البيت الأبيض: ترامب يشارك شخصيا في عملية حل النزاع الأوكراني ...


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح أمين الرهيمي - ضعف الدعم للتعليم يهدد الأسس التربوية في العراق