|
إشكالية تعدد الجنسية (ازدواج المواطنة) 1
محمد بن زكري
الحوار المتمدن-العدد: 7123 - 2022 / 1 / 1 - 02:45
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
* الجنسية في التعريف و التطبيق تختلف الآراء و تتباين حول تعريف الجنسية ، سواء في الفكر السياسي أم في البحوث و الدراسات القانونية ، و لكل منها أسانيده و منطقه في الإقناع . غير أنه في تعريف عام ، لعله يكون الأكثر توافقا مع معطيات الواقع الموضوعي المتغاير للدول و للعلاقات الدولية ؛ الجنسية : هي رابطة قانونية و سياسية ، تحدد و تنظم العلاقة بين الفرد و الدولة ، قوامها و جوهرها الانتماء و الولاء ، بمعنى انتماء الفرد لشعب و وطن ، و ولاؤه لدولة ذات سيادة . و الجنسية بهذا المنظور ، هي أداة الدولة في تحديد و تمييز ركنها الأساس ، المتمثل في العنصر البشري من السكان الدائمين - الأصليين - المنتمين إليها برابطة النسب (الدم) ، على أن يحدد القانون شروط اكتساب جنسية الدولة لسكان إقليمها عموما و لطالبي التجنس ، بما يكون لهم - جميعاً - من حقوق و ما عليهم من واجبات كمواطنين ؛ فأن يحمل الفرد جنسية دولة ما ، يعني ضمنا أن يَدين لها بالولاء و التابعية ، بما يرتبه ذلك على الفرد من واجبات ملزِمة له قانوناً تجاه الدولة التي يحمل جنسيتها . و بالمقابل تكفل له الدولة حقوقه كمواطن ، بما في ذلك حق التمتع بالحماية القانونية تجاه الدول الأخرى خارج إقليم دولة الجنسية ، و حقوق الممارسة السياسية الديمقراطية داخل إقليم الدولة ، مثل حق الترشح في الانتخابات العامة الرئاسية و البرلمانية و حق شغل الوظائف العليا في الجهاز الإداري للدولة . و للأهمية ، فقد نص الإعلان العالمي لحقوق الإنسان (المادة 15) على أن لكل فرد حق التمتع بجنسية دولة ما ، و لا يجوز تعسفاً حرمان أي شخص من جنسيته و لا من حقه في تغيير جنسيته . هذا ، على أنه بمراعاة الميثاق العالمي لحقوق الإنسان ، فإنّ لكل دولة مطلق الصلاحية - تأسيسا على ما استقر من قواعد العرف القانوني الدولي - كفعل من أفعال السيادة الوطنية ، أن تمارس سلطتها التقديرية بمنتهى الحرية و التدقيق ، لتحديد القواعد التي تحكم عملية وضع و تكييف تشريعات الجنسية الخاصة بها ؛ سواء من حيث كيفية ثبوت الانتماء الاجتماعي و الديموغرافي - الأصلي - إلى إقليمها الجيوسياسي تاريخيا ، أم من حيث شروط منح الجنسية و موجبات سحبها ، أم من حيث السماح بازدواج الجنسية من عدمه ؛ و ذلك بمرجعية المصلحة الوطنية العليا و مصالح الشعب ، ضمانا لسيادة الدولة و تأمينا لأوضاع سكانها ، على الأصعدة كافة السياسية و الأمنية و الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية . و تتباين مواقف الدول من مسألة تعدد الجنسية ، بين الحظر التام و التقييد بشروط صارمة و السماح باستثناءات محددة ، كلٌّ منها وفقا لظروفها و أوضاعها و ما تراه من مقتضيات الحفاظ على سيادتها الوطنية . و يظهر ذلك ، على وجه الخصوص ، في ما يتعلق بشغل المناصب ذات الطبيعة السيادية ؛ كرئاسة الدولة ، و رئاسة الحكومة ، و إسناد الحقائب الوزارية ، و وظائف السلك الدبلوماسي ، و التمثيل البرلماني ؛ نظرا لما يستوجبه شغل تلك المناصب من توفر وحدانية (فردانية) الولاء المطلق للدولة . و لا علاقة لمواقع الدول على درجات سلم التقدم ، بمسألة تعدد الجنسية ، فالغالب على الأمر هو إعمال سلطة الدولة التقديرية ، سياديّاً ، في رؤية و تحديد مصالحها القومية . فعلى سبيل المثال : تمنع ألمانيا و الصين تعدد الجنسية . بينما يسمح لبنان بازدواج الجنسية دون قيود . و في فرنسا تسمح الدولة بتعدد الجنسية ، لكنها تشترط (فردانية) الجنسية لشغل المناصب السياسية و ذات الطبيعة السيادية . و تسمح مصر بتعدد الجنسية ، لكنها لا تسمح لمتعددي الجنسية - ممن يحملون الجنسية المصرية - بالترشح للرئاسة أو لعضوية مجلس الشعب (البرلمان) . و في ليبيا ، يفقد جنسيته الليبية (ضمنا و تلقائيا) مَن يكتسب باختياره جنسية دولة أجنبية ، ما لم يؤذن له (مسبقا) بذلك من قبل السلطة المختصة ، استثنائيا و لمبررات تقبلها . * ظاهرة تعدد الجنسية مع الإقرار باحترام الالتزامات المنصوص عليها في أدبيات (وثائق) القانون الدولي ، بشأن الجنسية ؛ فإن مسألة تعدد الجنسية (أو : ازدواج المواطنة) ، تستثير لدى الدول كثيرا من التحفظات ، ذات الصلة بقضايا السيادة الوطنية و الأمن القومي ، لجهة الحق - من عدمه - في الترشح للانتخابات و تولي مسؤولية المناصب ذات الطبيعة السيادية و شغل الوظائف العمومية . و من ثم فإن مسألة ازدواج المواطنة ، أو ما يُعرف - اصطلاحا - بازدواج الجنسية ، قد صارت موضوع تناول بحثي ، في الدراسات القانونية و الفقه الدستوري ، بمختلف زوايا النظر و مناهج التحليل و التقييم . و في دراسة مهمة أنجزها اثنان من أساتذة كلية القانون في جامعة ميسان بالعراق ، هما د. رحيم حسين موسى و دعاء إبراهيم زهراو ؛ ذهب الباحثان إلى القول بأن ظاهرة (تعدد الجنسية) ، تُعد من أهم المشاكل التي تثار في مجال الجنسية ، و ذلك بوصفها (وضع شاذ) ، يتعارض مع طبيعة الجنسية و وظيفتها و ما تقرٌّ به من اندماج الفرد في الحماية الوطنية للدولة التي ينتسب إليها . و بالإشارة إلى ما نص عليه قانون الجنسية العراقية (النافذ) ، من أنه " لا يجوز للعراقي الذي يحمل جنسية أخرى مكتسبة أن يتولى منصباً سيادياً أو أمنياً رفيعاً ، إلا إذا تخلى عن تلك الجنسية " ؛ فقد فسر الباحثان حجب المناصب السيادية عن مزودوجي الجنسية ، بأن " طبيعة بعض المناصب وعلاقتها بسيادة الدولة وأمنها الوطني ، تقتضي حرمان متعدد الجنسية من توليها ، إذّ أنَّ تولي متعدد الجنسية منصباً سيادياً من شأنه التأثير على سيادة الدولة و أمنها ، و ذلك لخطورة المهام التي يمارسها شاغل هذا المنصب ، و ما يتولد عنها من قرارات مصيرية ترتبط ارتباطاً مباشراً بمصالح الدولة العليا " ، كما هو الحال في مناصب : رئيس الجمهورية ، و أعضاء مجلس النواب ، و أعضاء مجلس الوزراء ، و المحافظون ، و القيادات العليا في الأجهزة الأمنية و العسكرية ، و أعضاء السلك الدبلوماسي . و تأسيسا على أن الولاء للدولة ، يشكل ركيزة أساسية و قاعدة لقيام رابطة الجنسية في بُعدها السياسي ، نظرا لكون الجنسية رابطةً قانونية و سياسية جوهرها الشعور بالولاء و الانتماء لدولة معينة ؛ فإن متعدد الجنسية ، فيما ذهب إليه رأي الباحثين ، هو بالنتيجة متعدد الولاء بتعدد الدول التي يحمل جنسيتها ، و بالتالي فإن توليه منصبا سياديا في إحدى تلك الدول ، يشكل مخاطر عديدة ، و تتمثل أبرز تلك المخاطر في تهديد الأمن الوطني للدولة . https://m.annabaa.org/arabic/referenceshirazi/16088
* النيابة عن الشعب تتنافى مع ازدواج الجنسية في انتخابات مجلس النواب المصري سنة 2000 ، تمكن بعض المترشحين من مزدوجي الجنسية ، أن يفوزوا في السباق الانتخابي و يصلوا إلى مقاعد البرلمان ، بناء على توفر شرط حمل الجنسية المصرية (دون تقيد بفردانية الجنسية) ؛ الأمر الذي أثار مشكلة حق متعدد الجنسية في الترشح لشغل المناصب السيادية . و بانتقال المشكلة من السجال العام إلى ساحة القضاء ، انتهت هيئة المفوضين بمجلس الدولة (قضاء إداري) ، إلى إصدار حكمها القانوني ، بتاريخ 21 أغسطس 2001 ، في صورة تقرير شديد اللهجة ، أفردته لمناقشة ظاهرة ازدواج الجنسية (ازدواج المواطنة) ، فاعتبرت أن ازدواج الجنسية ، يعني - ضمنا و بالضرورة - ازدواج الولاء ، و هو ما يشكل انشطارا قانونيا في الولاء بين الوطن الأصلي و الوطن الآخر (الموازي) الذي اكتسب الشخص جنسيته ، ما يخل بمبدأ الولاء المطلق و الكامل لمصر ، في حالة النيابة عن الشعب ؛ حيث إن أحكام الدستور المصري ، تؤكد اختصاص البرلمان بسلطة التشريع ، وإقرار السياسات العامة للدولة ، إضافة إلى ممارسة سلطاته الرقابية على الحكومة ، مما يتطلب انتماء وطنيا عميق الجذور لدى نائب البرلمان ، لا يكفى لتوفره مجرد مصرية الأبوين . ولفتت هيئة مفوضي مجلس الدولة ، في تقريرها (المرجعي) ، انتباه الجميع إلى أن الإذن بازدواج الجنسية للمصريين المستقرين في دول المهجر بالخارج ، هدفه تعزيز موقفهم و دعمهم نفسيا . أما في حالة عودة مزدوج الجنسية للإقامة بمصر ، فهنا تزول الأسباب الداعية إلى احتفاظه بالجنسية الأجنبية ، إلا إذا كان حمله الجنسية الأجنبية إلى جوار المصرية يمثل شرفا له يرفض التنازل عنه ، أو يمثل حماية له في دولة أجنبية ، وكلا الاعتبارين يزعزع من يقين الانتماء لمصر . واعتبر التقرير أن حمل جنسية أخرى غير الجنسية المصرية ، يعنى أن الولاء للوطن الأم أصبح منقوصاً ، في حين أن النيابة عن الشعب تتطلب ولاء مطلقاً لمصر ، كشرط أساسي لا يتوفر مع انشطار الولاء لدى المترشحين لعضوية البرلمان من مزدوجي الجنسية ، و ذلك بطبيعة اختصاص و حساسية عمل من يتولون سلطة التشريع ، و يقرون السياسة العامة للدولة و الخطة العامة للتنمية الاقتصادية و الاجتماعية و الموازنة العامة للدولة . وتناول التقرير القَسَم الدستوري الذي يؤديه نائب البرلمان قبل مباشرة عمله ، متعهدا على نفسه أن يحافظ على سلامة الوطن ، وأن يراعي مصالح الشعب . و ليس من المتصور أن يكون الولاء للوطن شركة مع وطن غيره أو أن يكون الشعب خلاف شعب مصر . https://www.albayan.ae/one-world/2001-08-21-1.1209524
و لقد أثبتت الأحداث في ليبيا ، بالدليل التجريبي القاطع ، صحة ما ذهب إليه رأي هيئة المفوضين بمجلس الدولة المصري ، من أن النيابة عن الشعب تتطلب ولاء مطلقاً لا يوفره ازدواج الجنسية . فبالرغم من أن قانون انتخاب المؤتمر الوطني العام (أول برلمان بعد انتفاضة فبراير) ، الصادر عن المجلس الوطني الانتقالي (برقم 4 لسنة 2012) ؛ اشترط فيمن يترشح لانتخابات المؤتمر الوطني العام " أن يكون ليبي الجنسية " . و نفس الاشتراط ، تكرر بنفس الصيغة ، في القانون (رقم 10 لسنة 2014) بشأن انتخاب مجلس النواب ، للمرحلة الانتقالية ، التي تنتهي في 20 أكتوبر 2015 ؛ فالواقع هو أن العشرات من أعضاء المؤتمر الوطني العام (الذي غير اسمه إلى : المجلس الأعلى للدولة) ، المستمرين في السلطة - سُدى - لتسع سنوات متواصلة (حتى اليوم) ، و كذلك العشرات من أعضاء مجلس النواب (برلمان طبرق) ، المستمرين في السلطة - سُدى و عبثا - لسبع سنوات و نصف السنة (حتى اليوم) ؛ هم فاقدون للجنسية الليبية قانونا ، أي أنهم (أجانب) غير ليبيين ، بحكم قانون الجنسية الليبية (النافذ) رقم 24 لسنة 2010 ، الذي نصّ على أنه " يفقد الجنسية الليبية ، من يكتسب باختياره جنسية أجنبية ، ما لم تأذن له بذلك اللجنة الشعبية العامة للأمن العام (وزارة الداخلية) " . و حقيقة الأمر ، هي أنه - مؤكدا و يقينا - لا أحد منهم ، حصل على إذن (مسبق) من وزارة الداخلية ، يسمح له باكتساب جنسية أجنبية ؛ عندما كانوا خارج ليبيا ، في الدول التي اكتسبوا جنسياتها ، قبل سنة 2011 . و المهزلة الكارثية ، التي يشاهد العالم تتابُع فصولها ، في الصراع الهمجي على السلطة و المال بين المجلسين (بما فيهما من أعضاء يحملون جنسيات أجنبية) ، هي أكبر حجما من أن تقع تحت أي تقييم ، بمخاطرها متعددة الأبعاد ، التي طالت و تطال سيادة الدولة الليبية و أمنها القومي و مستوى حياة الشعب الليبي ، بأقسى الويلات و أوخم العواقب المتناسلة . يتبع ... 2
#محمد_بن_زكري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كان حاكما فوق التصنيف و لم يكن مواطنا عاديا !
-
لم أكن شيطانا أخرس أو شاهد زور
-
من زوايا رؤية أخرى
-
الولايات المتحدة : أفول الحُلم و ضلال الاتجاه
-
خدعوكم فقالوا إنها ثورة ! (2/2)
-
خدعوكم فقالوا إنها ثورة ! (2/1)
-
عشتاريات
-
عيد المغيرة بن شعبة
-
بلد غنيّ و شعب فقير و حكام (مْخانب) 2/2
-
بلد غنيّ و شعب فقير و حكام (مْخانب) 2/1
-
هي فوضى .. فلِمَ لا ؟
-
... و باعوها في سوق النخاسة الدولية 2/2
-
... و باعوها في سوق النخاسة الدولية 2/1
-
الخطر الأكبر الآتي من الشرق 3/3
-
الخطر الأكبر الآتي من الشرق 3/2
-
الخطر الأكبر الآتي من الشرق 3/1
-
(نهر الكفرة) يفجر الأطماع المصرية بليبيا 2/2
-
(نهر الكفرة) يفجر الأطماع المصرية بليبيا 1/2
-
لن تدخلوها (قراءة في الحرب على طرابلس)
-
أبو الأنبياء .. ....!
المزيد.....
-
الثلوج الأولى تبهج حيوانات حديقة بروكفيلد في شيكاغو
-
بعد ثمانية قرون من السكون.. بركان ريكيانيس يعيد إشعال أيسلند
...
-
لبنان.. تحذير إسرائيلي عاجل لسكان الحدث وشويفات العمروسية
-
قتلى وجرحى في استهداف مسيّرة إسرائيلية مجموعة صيادين في جنوب
...
-
3 أسماء جديدة تنضم لفريق دونالد ترامب
-
إيطاليا.. اتهام صحفي بالتجسس لصالح روسيا بعد كشفه حقيقة وأسب
...
-
مراسلتنا: غارات جديدة على الضاحية الجنوبية
-
كوب 29: تمديد المفاوضات بعد خلافات بشأن المساعدات المالية لل
...
-
تركيا: نتابع عمليات نقل جماعي للأكراد إلى كركوك
-
السوريون في تركيا قلقون من نية أردوغان التقارب مع الأسد
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|