|
قراءة أفقية لخريطة الراهن السياسي (2)
نجاة طلحة
(Najat Talha)
الحوار المتمدن-العدد: 7123 - 2021 / 12 / 31 - 08:42
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
جبهة القوى الثورية إذا كان تكوين جبهة القوى الثورية (أياً كانت التسمية) في السابق ضرورة لتثبيت مركز موحد لقيادة مقاومة الجماهير وللإتفاق على التاكتيكات حسب ما تمليه مستجدات الواقع، فإنها الآن ضرورة لتجنب كارثة مؤكدة. فالطغمة الدولية تسابق الزمن لفرض هبوط ناعم جديد. وقوى الهبوط الناعم تحاول إستعادة ثقة الجماهير، ولن تعييها الحيل في اللجوء للتآمر كما فعلت من قبل. وقد بدأت الخطة عشية الإنقلاب بإستباقه بتمثيلية تصريحات إبراهيم الشيخ بهجومه على البرهان وكذلك ياسرعرمان وخالد سلك، ثم الإعتقال. وصاحبت الإعتقال الإشاعات حول من عُذب ومن قُتل في التعذيب، تماما كما حدث في بداية الإنتفاضة، وخرج الجميع دون أي آثار للتعذيب في التجربتين. (الحكاية شبيهة بإشاعة تعذيب الأصم) ثم ملهاة خروجهم من المعتقل وذهابهم مباشرة للمشاركة في موكب 30 نوفمبر. أما تقدم ياسر عرمان بإستقالته لرئيس الوزراء فليست آخر الفصول، إذ لازال العرضُ مستمراً. هي محاولات تؤكد أنهم لم يعوا حقيقة أنهم قد حرقوا كل سفنهم ولن يجدي الخداع. فالجهود الحثيثة لترقيع علاقتهم بالجماهيرمن إعلان المواثيق وعقد التحالفات لن تتوقف وذلك كسباً للوقت كأدنى محصلة.
لكن بالمقابل، فجماهير الإنتفاضة بقيادة لجان المقاومة أصبحت على قدر من التجربة والوعي بالدور الذي لعبه هؤلاء في فرملة الإنتفاضة وقيادة الردة عليها. وقدر من التنظيم لم يكن وفق خطة أو قيادة تنظيمية بل نشأ نتيجة للتطورالطبيعي للأحداث التي تصاعدت فتصاعدت صحبتها القدرات التنظيمية. فإن الحزب الشيوعي الذي بادر بطرح الإطار العام للمنهج من قبل سنوات قد ترك خط سير الحراك تحدده القواعد. فهي التي ستضع أمام نفسها المهام التي يمكنها إنجازها. ثم أن إنتشارالتواصل الرقمي مدد الزخم الثوري افقيا، فكانت النتيجة أن صعود القيادات لم يكن فرديا بل جماعيا. وحتى تلك القيادات الشبابية التي صنعتها التجربة وكانت منتوج مباشر للإنتفاضة، لم تتقدم كرموز بل شكلت طليعة عريضة متسقة الأداء. هذا الميلاد الطبيعي أكسب القيادة الشبابية درجة من القوة والوعي كافية لحمايتها من إختراق قوى الردة؛ قوى الهبوط الناعم.
لم تكن نشأة لجان المقاومة عفوية، فقد كانت دعوة إستندت على التحليل العلمي لطبيعة الأزمة. حيث ناقشت دورة اللجنة المركزية للحزب الشيوعي في يونيو 2010 الطبيعة الطبقية للصراع، وخلُصت إلى أن التناقض الرئيس هو بين الشعب ونظام الرأسمالية الطفيلية. ومن الضروري لهذا الصراع تنظيمه في شكل ظاهري "إنتفاضة شعبية سلمية تتصاعد عبر لجان مقاومة تتكون علي جميع المستويات في المدن والأحياء والقطاعات والمناطق وفي الريف." (دورة اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني يونيو 2010. ثم وفي بيانه بتاريخ 27 نوفمبر 2016 وجه الدعوة لــ "تكوين لجان المقاومة في مجالات العمل والاحياء والدراسة واجب الساعة لضمان إستمرار وانتصار المقاومة وبروز قيادة من وسط الجماهير.." كانت تلك قراءة موفقة لواقع الإستعداد الذاتي للجماهير، وقد صدقت التوقعات. لم يجنح الحزب لإحتواء عمل لجان المقاومة فقد قدر أن جماهير الشباب قادرة على إدارة المعركة، ولو فعل لكان الفشل حليف التجربة. وذلك من وجهتين: 1) الشباب بطبيعته يتمرد على الخطط التي تفرض عليه من الخارج. 2) لتحالفت قوى الهبوط الناعم وسلطة الرأسمالية الطفيلية حكومة وتنظيم، لضرب حراك لجان المقاومة. لأن وجود الحزب في قيادة ذلك العمل كان سيستعجل "فرز الكيمان" الذي تأجل لكنه يحدث الآن. فهوحتمي وليس عَرَضياً كما يتوهمون. لقد وقع ما كانوا يخشونه من أن تصب التجربة في رصيد الحزب الشيوعي، عدوهم الطبقي ويُنفض الغبار عن الصراع المؤجل إعلانه الصريح، والحزب الشيوعي في موقعٍ متقدمٍ، فتسقط كل مشاريع الرأسمالية الطفيلية، البرجوازية الطائفية، والبرجوازية الصغيرة والمشروع الثيوقراطي الذي يجتمعون على قاعدته جميعاً. فقط تختلف الرؤى حول التكتيكات المرحلية، وتبقى الإستراتيجية واحدة. التاريخ يذكر أن حكومة البشير(الجبهة الإسلامية) لم تكن أول من طرح الدستور الإسلامي فقد دعت له أحزاب الطائفية وقد قطع إنقلاب مايو الطريق على إستكمال خطوات كتابة مسودة الدستور الإسلامي وإجازته من الجمعية التشريعية. وكانت الهيئة الوطنية للدستور الإسلامي التي كونها الحزبان الحاكمان آنذاك، الأمة والإتحادي الديمقراطي، قد أصدرت بياناً في يناير 1969 تدعو فيه لإتخاذ الخطوات اللازمة لتحقيق الدستور الإسلامي. ثم كانت هي نفس القاعدة التي بُنيت عليها المصالحة مع حكومة جعفر نميري في 1977، حيث دخلت الحركة الإسلامية كلاعب رئيس بعد أن ضمتها الجبهة الوطنية المعارضة لنظام مايو مع حزبي البرجوازية الطائفية/شبه الإقطاع؛ الأمة والإتحادي الديمقراطي. فقد أتاحت حاجة نميري إلى سند يكسر العزلة التي كانت تهدد حكمه، الفرصة للحركة الإسلامية لإحياء مشروع الدستور الإسلامي. فالدستور الإسلامي لم تفرضه حكومة الأخوان بقيادة البشير. لقد وجدته ساري المفعول ومطبقاً. وقد كان وسيلة البرجوازية الطائفية وشبه الإقطاع الطائفي ثم الرأسمالية الطفيلية لتوفير غطاءاً قدسياً وحارساً سماوياً لمصالحها الطبقية.
إذاً، فالخلاصة هي أن تمايز الصفوف هو سلاحٌ ذو حدين؛ فهو تكتل لقوى تعودت إستخدام كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة. وتجربة فرملة الإنتفاضة ثم ردتها كانت نموذجاً لثنائي العمالة والتآمر. أما النصف المليئ من الكوب فهو وضوح الرؤية حول فصائل الجبهة الثورية من حيث الهوية والمناهج. وقد يعيد التصحيح الذي حدث في تجمع المهنيين إلى عودته للقيادة بجانب القيادات التنسيقية للجان المقاومة. الشاهد أن هذه القيادات قد رحبت بدعوة تجمع المهنيين التي أطلقها في 15 نوفمبر لتكوين الجبهة الثورية الواسعة لإسقاط الإنقلاب، "جبهة محمية ضد الاختطاف والتزوير والنكوص، تتكامل فيها أدوار القوى الثورية القاعدية ممثلة في لجان المقاومة بالأحياء والفرقان والقوى النقابية للمهنيين والعمال والحرفيين والمزارعين والأجسام المطلبية ... إلخ " هذه جبهة واضحة الخطوط، تحتاج فقط للإتفاق على القالب العضوي الذي يجسدها. الآن هنالك ضرورة ملحة لتكوين الجسم الإطاري للجبهة وإعلان منصة القيادة.
تكتظ الساحة الآن وتمور بمبادرات المواثيق والتحالفات والإعلانات السياسية فهذا وإن لم ينجح في تخريب إنتفاضة الشباب، ولن ينجح، فسيخلق ربكة تعطي تلك القوى مساحة زمنية تكفيها لرسم وتنفيد مخططات جديدة، فالطغمة المالية بقيادة الولايات المتحدة وبيوت خبرتها المتمرسة في هذا النوع من الأدوار جاهزة بالمساعدات المادية واللوجستية. سيستمر هذا التكتيك بالتوازي مع عرض مسرحية قرارات الكونغرس التي ولدت "مجمدة" إلى حين الوصول إلى تنفيذ هبوط ناعم بملامح مختلفة بغـرض التمويه. مخطط التحالفات والإعلانات ومسودات المواثيق التي تزحم فضاء البلد الآن بينها مبادرات لمن لسان حاله يقول "يكاد المريب أن يقول خذوني". فبحسب الراكوبة، إصدارة 11 ديسمبر، "كشف المدير العام لجهاز المخابرات العامة ، الفريق أول أحمد إبراهيم مفضل، أن الجهاز يعمل على تقديم مبادرات وطنية عديدة، تساهم في تجاوز التحديات الراهنة التي تمر بها البلاد في كافة القضايا السياسية والأمنية والاقتصادية".
إذن فقد أزفت ساعة المواجهة، ووصل حراك الجماهير إلى مهمته المفصلية التي لا يمكن أن ينجح فيها دون قيادة موحدة. وهذا هو الدرس الأول المستفاد من تجربة انتفاضة ديسمبر. فبرغم أن تجمع المهنيين قد لعب دورا قياديا مؤثرا، لكن غياب القيادة السياسية الموحدة هو نقطة الضعف التي قادت إلى تجميد مكتسبات الإنتفاضة التي بقيت قوية ولم تنحسر، بفعل قاعدة الشباب العصية على اليأس. لذلك فالآن القيادة المركزية ضرورة وضرورة قصوى، لإتخاذ القرارات وترتيب الخطوات وتنظيم الحراك. فهذه معركة كسر العظم لعصابة اللجنة الأمنية والخط الفاصل بينهم وبين المشانق. ولحظة حكم التاريخ على المرتزقة الذين تكالبوا على الغنائم فوق دماء الشهداء. لذلك فهي مواجهة تحتاج للتنظيم والحساب الدقيق للخطوات. فقد بُني تحالف قوى الحرية والتغيير على خطأٍ قاتلٍ ذلك أنه ضم قوى الهبوط الناعم، فأدارت دفة الإنتفاضة إلى الوراء. عانى ذلك التحالف من تناقض أساسي وهو أنه تحالف قام لقيادة الجماهير ضد مشروع الهبوط الناعم، لكنه للأسف ضم دعاة الهبوط الناعم داخله. لم يكن الدافع الحقيقي لإنتفاضة الجماهيرهو إسقاط حكم البشير فقد كان حكمه يتهالك ولم يكن يحتاج لثورة، لكن الجماهير كان لسان حالها يقول أنها ضد البديل المطروح وهو الهبوط الناعم. لذلك كان من الخطأ القبول بدعاة الهبوط الناعم داخل تحالف قام أصلاً ضده ولإسقاطه. تلك كانت بداية الانتكاس والقاعدة التي انطلقت منها الردة. تكتلت داخل ذلك التحالف قوى: الرأسمالية الطفيلية المتخفية (المؤتمر السوداني)، البرجوازية الطائفية (الإتحادي)، شبه الإقطاع الطائفي (الأمة) البرجوازية الصغيرة’ (البعث) ثم ذلك الفصيل "المقطوع من شجرة"، طبقياً (مرافيد الحزب الشيوعي). إلخ. وقد نجح هؤلاء في إدارة دفة الأحداث حيث شاؤوا أو على الأقل فرملة عجلة التغيير. فهؤلاء قد كانوا حصان طروادة الهبوط الناعم داخل تحالف الحرية والتغيير وكذلك داخل تجمع المهنيبن. لكنهم لا يستطيعون إيقاف حركة الجماهير ولن يتمكنوا من تزوير خارطة طريقها.
فالآن احتدمت المعركة. وهذا حراك لاسقاط سلطة دموية مسنودة بمرتزقة الهبوط الناعم ودعم العصابة الدولية وعملائها في البلد والمنطقة. فليكُف الجميع عن جدية التعامل مع النفاق الأمريكي؛ امريكا حذرت، وأمريكا أصدرت قراراً، وأمريكا اتصلت. هذا مجرد نفاق بائن فالجميع يعلم أن السلطة الحاكمة الآن هي من صنع أمريكا. لكن الإنتفاضة لإسقاط السلطة لا تنجح دون قيادة سياسية. فقد سالت الدماء انهاراً ولم تتراجع الجماهير، لكن خذلتها القيادة الإرتزاقية وفرملت الانتفاضة.
في تاريخ البلد إرثٌ من التحالفات التي تمت على عجل في عشية الثورة/الإنتفاضة وأوصلتها إلى الانتصار، لكنها نفس الفصائل الطائفية وتحالف الإسلام السياسي والإنتهازيين هم من كانوا يقودون الردة على إنتفاضة الجماهيردائماً. تتميز التجربة الحالية بعلامة فارقة تجعلها تختلف عن كل التجارب السابقة. فالآن قد تكتلت كل عناصر الردة واصطفت في مواجهة الجماهير. وهذا ما يجعل من التحالف الآن، يختلف إختلافاً جذرياً، حتى ولو جاء على عجل كسابقيه. فإختراقه حتى ولو كان ممكنا فلن يكون سهلاً، وسيصعب معه ويستعصي تنفيذ مخططات الردة. من المؤكد أن قوى الردة ليست بدرجة من الغباء تجعلها تنفذ نفس الخطط، فستكون لها "توليفاتها" البديلة. لكن اصطفاف الجماهير وتوحدها حول مطالبها، وشعاراتها التي تضع الخطوط الأساسية لبرنامج يصاغ ويتم الالتفاف حوله، مسنودا بقيادة موحدة، هو الذي سيفرض القرار الأخير. فالتحالف الذي يقوم على برنامج وميثاق واضح المعالم هو الضمانة الوحيدة من تكرار تجربة الحرية والتغيير. يجب أن تكون القاعدة التي يؤسس عليها التحالف واضحة ومحددة. لا مجال ولا فرصة فيها لــ "مسك العصاية من النص". ولن تنجح كل هذه المحاذير دون تضمين الميثاق نصاً واضحاً بأن من يقف في أي وجهة ضد القاعدة أو الدعوة الأساسية التي قام عليها التحالف يعتبر نفسه خارج هذا التحالف مباشرة. وهي التغيير الجذري والإنتقال الكامل للدولة المدنية. ذلك عبر تصفية دولة الرأسمالية الطفيلية، المحاسبة، إعادة الحقوق ورفع الظلم، جعل المعيشة ممكنة، ثم قيام المؤتمر الدستوري.
فتشكيل جبهة القوى الثورية لن يعاني من التناقضات التي صاحبت التحالفات السابقة. فقد وحّدت الأحداث فصائل الجبهة الثورية وقواها الحية. وقد تمايزت الصفوف ووضحت دون مجالٍ للبس. إذ لم تستطع قوى الإرتزاق تأجيل إقتسام الغنائم، وخيراً فعلت، فقد أصبح هؤلاء في العراء دون ساتر نفاق أو شعارات كاذبة. الواقع الآن واضح كما لم يكن من قبل أبداً، لا في تجربتنا ولا في تجارب كل الشعوب. هؤلاء قد ضربوا مثلا غير مسبوق في التكالب المبتذل على خَراجٍ دفع شباب الثورة مهره دماءاً ذكية وأرواحاً جسورةً، فباعها هؤلاء برُخص الغنائم. الآن وقد وضحت الرؤية فللجماهير كلمتها وهي التي ستكون الحاسمة. لن يجير سعاة المكاسب الضيقة ظلٌ كذوبٌ ولن تحميهم قوى اللصوصية الدولية أو عملائها الإقليميين. هذه الجماهير لن تُنهزم مهما تآمر المتآمرون. ومهما وجه السفاحون سلاحهم نحو الصدور العارية. فليس في قاموس هؤلاء الثوار كلمة الخوف أوالهزيمة. منذ بداية الآنتفاضة كانت ملحمة الإعتصام. تلك الكومونة الرائعة كانت حدث وقف له التاريخ إجلالاً ودهشة. وفوق كل روعة تلك الملحمة سجلت الجماهير تجربة فريدة، فكلما جاءت الأخبار بأنه ستكون هنالك هجمة لفض الإعتصام تتنادي الجماهير وتزحف جيوش جرارة لحماية الإعتصام متحدية رصاص القناصة ودهس تاتشرات الجنجويد. وقبلها يوم أذاع البشير أوامره بفرض حالة الطوارئ، وبعدها عندما أعلن البرهان حالة الطوارئ، كانت ردة الفعل أن تدافعت الجماهير فاتحة صدرها للرصاص وكأن إعلان الطوارئ كان دعوة للإحتفال. هذه جماهير غافلٌ من يظن أنها يمكن أن تهزم.
ولابد للنصر أن يأتي محمولا على أكتاف النضال وعلى كل قطرة دم سالت، في بيوت الأشباح، في دارفور وجبال النوبة، في كجبار وبورتسودان، في معسكر الجريف، في سبتمبر وفي ديسمبر وختامها وليس آخرها ملحمة البطولة في ساحة الإعتصام، وكل الدماء الجسورة التي تدفقت أنهارا ما بين ذلك اليوم المجيد في تاريخ شعبي وحتى يومنا هذا وما تحمله الأيام القادمات من ملاحم البطولة. لن يُقهر هذا الشعب، الباسل صارم القسمات أبدا. بل هو الذي سيحدد كيف يحكم وعلى أي قواعد. فهذا هو أساس المعركة "وميسها" وهو المنتصر لا محالة. أيكون هنالك ثمنا أغلى مما بذله وهو دماء فلذات أكباده؟
ميثاق "إستعادة الديمقراطية واسترداد الثورة" الذي وضع فيه الحزب الشيوعي السوداني كل إرثه التاريخي والنظري وخبرة النضال الطويل داخل معمعة تعقيدات التجربة السياسية في البلد. دائماً ما يخطئ المراقبون من خارج البلد عندما يحللون قضايا السودان السياسية بواسطة المناهج التقليدية ويُغفلون التعقيدات الحصرية للواقع في السودان. خير شاهد على ذلك إنقلاب الجبهة الإسلامية فقد ذهبت بعض الأطراف الخارجية إلى أن ذلك الإنقلاب من صنعها، فقد كانت لها مساعٍ وخطط للإنقلاب على الديمقراطية في السودان. قيادة الصراع السياسي في كم من الظروف الإستثنائية والواقع الإستثنائي هو الذي أنتج "ميثاق إستعادة الديمقراطية واسترداد الثورة" الذي أخرج الحلول من باطن الواقع. فقط النشر العضوي للميثاق هو أهم الوسائل لإنزاله على أرض الواقع. الجلوس إلى كل فصائل القوى الثورية منفردة ثم مجتمعة. ولن يغير الحزب الشيوعي من منهجه القديم الجديد وهو إعطاء الفرصة للجميع للمساهمة، فذلك يجعله قابل للإلتزام والتطبيق من جميع مكونات وفصائل جبه القوى الثورية، المتفقة حول التغيير الجذري و تصفية الرأسمالية الطفيلية.
#نجاة_طلحة (هاشتاغ)
Najat_Talha#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قراءة أُفقية لخريطة الراهن السياسي (السودان) (1)
-
فقط كفوا أيديكم
-
الإحتفاء بذكرى يوليو المجيدة
-
في مئوية نجاح الثورة البلشفية - كيف يتحصن الحزب الثوري من ال
...
-
إلى الثورة البلشفية العظمى في عيدها المئوي - راهنية الماركسي
...
-
وداعاً فيدل الجسور فهكذا يجب أن يكون الشيوعي والا فلتنفض الم
...
-
خواطر من وحي الجدل الشيوعي/الشيوعي حول إنهيار الرأسمالية
-
المآزق تحاصر البرجوازية: الولايات المتحدة مثالاً (2)
-
المآزق تحاصر البرجوازية: الولايات المتحدة مثالاً (1)
-
لمن تقرع الأجراس - الحزب الشيوعي السوداني وسبعون عاماً من نش
...
-
تعقيب على مقال الأستاذ امال الحسين -أي دلالة لفاتح ماي في عص
...
-
الرأسمالية تنازع الإحتضار فهل نعيش عشية الثورة الإجتماعية ال
...
-
الدفاع عن ديكتاتورية البروليتاريا دفاع عن الماركسية
-
بوادر إنهيار النظام الرأسمالي
-
صعود بيرني ساندرز: سقوط الدعاية البرجوازية ونهوض الجماهير ال
...
-
الماركسية ودعوة الإنفتاح على المعارف الإنسانية
-
عودة المعونة الأمريكية للسودان - وجب دق ناقوس الخطر
-
الإقتصاد الصيني لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى - هل سينفض مولد
...
-
برنامج الحزب الشيوعي السوداني - العدالة الإنتقالية والمصالحة
...
-
تصدعات في عرش الرأسمالية - أزمة البطالة
المزيد.....
-
الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
-
متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
-
نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
-
اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا
...
-
الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
-
اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
-
مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع
...
-
رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51
...
-
العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل
...
-
أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع
...
المزيد.....
-
ثورة تشرين
/ مظاهر ريسان
-
كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي
/ الحزب الشيوعي السوداني
-
كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها
/ تاج السر عثمان
-
غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا
...
/ علي أسعد وطفة
-
يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي
/ محمد دوير
-
احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها
/ فارس كمال نظمي و مازن حاتم
-
أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة-
/ دلير زنكنة
-
ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت
...
/ سعيد العليمى
-
عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|