عماد ابو حطب
الحوار المتمدن-العدد: 7122 - 2021 / 12 / 30 - 14:23
المحور:
الادب والفن
Zoom in..Zoom out*
في مرحلة ما بعد الفيروس،تزداد الإجراءات شراسة ضد كل من لم يتلق التلقيح ويزداد الضغط على من لقح بجرعتين حتى،غدا ان لم تتلق الجرعة الثالثة سنمضي إلى طابور رافضي التلقيح.يوم أمس توفت صديقة لي أثناء الولادة،كما توفى الجنين ايضا،حاولنا الخروج في جنازتهما،منعنا بسبب إجراءات التباعد الاجتماعي،إلا زوجها،سار وحيدا خلف النعشين المنقولين بسيارة سوداء،لم يكن هناك من يحملهما،ولا من يردد الشهادتين خلفهما.حين انفض المولد/الجنازة اتفقنا ان نقيم لهما جنازة إلكترونية،
تمت الإجراءات ، بداية من توزيع منشورات في شوارع المدينة وعلى الموقع الإلكتروني لدار جنازات المدينة، مقدمين تعليمات حضور الجنازة عبر الإنترنت باسم الهوية وكلمة المرور وجميع البيانات اللازمة، ليس هذا كل شيء، بل أكدنا على عدم قبول الزيارات المنزلية، بما فيهم الأقارب المقربين.
وزعت رسالة مختصرة عبر منصات “السوشيال ميديا”كتب فيها: “في فترة هذا الوباء، ولتجنب امتلاء المسجد والمقبرة بالناس، تقرر إقامة الجنازة ومتابعتها على “زوم”.
.بعد انتهاءمراسيم الجنازة،حاولت نشر التفاصيل عبر الفيسبوك.حينما فتحت تطبيق العم مارك هالني ما وجدت من نعوات متعددة لأصدقاء رحلوا دون أن يتمكن أحد من توديعهم. هنا وجدت صفحة لشاب لم يتعد العشرين من عمره،استشهد قبل يومين في القدس،آخر ما فعله قبل استشهاده تغيير صورته الفيسبوكية،وبعد استشهاده نشرت الى جانب صورته الشخصية،صورة جثته النازفة ملقاة على قارعة الطريق.اما صديقي الآخر فقد كتب وداعا على صفحته قبيل انتحاره.وصديقتي الثالثة تركت ورائها صورة إبتسامة تزين صفحتها قبيل مقتلها على يد شقيقها "غسلا للعار"!...اليوم انتبهت الى أن كل من غادر الفيسبوك إلى الأبد قد ازدانت صفحته بدمعة كبيرة تركناها خلفنا بعد زيارة صفحاتهم للاطمئنان إن كانوا قد عادوا فجأة .
*نصوص جديدة من مجموعة جديدة قيد الإعداد.
#عماد_ابو_حطب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟