عماد ابو حطب
الحوار المتمدن-العدد: 7122 - 2021 / 12 / 30 - 01:36
المحور:
الادب والفن
تواصل اجتماعي *
مل من الوحدة القاتلة .قرارات جديدة تباعد إجتماعي أكبر.لم يعد لدى هذه الحكومة من إهتمام إلا بتحويل حياته إلى سجن كبير، طوال عامين لم يتعرف إلى اي مخلوق جديد،لم يتواصل أو يعاشر اي إمرأة،فهو المنطوي على نفسه الخجول اصلا،قبل هذه القرارات المجنونة لاحتواء الفيروس كان يعاني من انقطاع صلاته مع العالم الخارجي.أثار فضوله الإعلان التلفزيوني عن المرأة الدمية المستوردة من الصين أو اليابان. الامر سهل مجرد طلب عبر Amazon .بوسعه أن لا يعيش وحيدا بعد الآن، سيجد من ينتظره دوما غير كلبه الكئيب .هل يعاشرها ويقيم علاقة حقيقية معها؟ .سارع لاختيار دمية.حرص على أن تكون ملامحها مختلفة عن بقية الدمى.ما أن حطت رحالها في الشقة حتى تنفس الصعداء...بات يجد من يبعد عنه الوحدة،لا بل من يعاشره كزوجة ..شهور مرت حتى مل من خرسها...فهي لا تتحدث معه ولا تصدر أي صوت ينم عن الرغبة والشبق.بات يراها كل صباح ومساء جثة هامدة ممدة على السرير.قرر الخلاص منها .لم ينتبه إلى حركة رعشة خفيفة صادرة عن الدمية وكأن الروح قد دبت فيها.في منتصف الليل لف جسد الفتاة ببطانية وحملها إلى المقبرة . من فوق السور المنخفض أطاح بها إلى الداخل وهرول مبتعدا.
صحف الصباح تشير الى اكتشاف جثة فتاة مخنوقة ملقاة في المقبرة بعد لفها ببطانية و الشرطة تبحث عن القاتل.تأمل الصورة جيدا لم تكن الا فتاته...وبطانيته.
*نص من مجموعة جديدة قيد الإعداد
#عماد_ابو_حطب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟