العراق يدخل مرحلة جديدة نحو مستقبله

فلاح أمين الرهيمي

الحوار المتمدن-العدد: 7121 - 2021 / 12 / 29 - 13:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

بعد إعلان المحكمة الاتحادية العليا على نتائج الانتخابات النيابية لعام/ 2021 التي أنهت فترة حكم الأحزاب السياسية التي استمرت ثمانية عشر عاماً تعرض الشعب فيها لأزمات سياسية واقتصادية واجتماعية كلفت الشعب العراقي كثير من المعاناة والآلام والقهر والعوز التي فجرت ثورة الجوع والغضب التشرينية واستمرت سنة ونصف وقدم الشعب خلالها سبعمائة شهيد وخمسة وعشرون ألف جريح ومعوق وحققت إقالة رئيس الوزراء والانتخابات المبكرة وانبعاث وعي فكري واسع ترك أثره الإيجابي على نتائج الانتخابات التي أفرزت فوز كتلة السيد الصدر بالأكثرية البرلمانية وإعلانه تشكيل حكومة أكثرية ذات منهج اصلاحي كما أفرزت نخب من النواب الداعين إلى الاصلاح والتغيير نحو مستقبل مشرق سعيد للعراق وطن وشعب.
وأول مهمة أساسية تواجه الحكومة الجديدة الإصلاحية التي تقوم على وعي الواقع العراقي وتغييره انهاء طبيعة الاقتصاد الريعي وتعويضه بمشروع اقتصادي إنتاجي لأن هذه العملية سوف تغير الطبيعة السياسية والاقتصادية والاجتماعية للشعب العراقي مع التأكيد على المسيرة الديمقراطية في نظام الحكم التي تخلق احترام هيبة الدولة وبناء علاقة ثقة متينة بين الشعب والدولة وأول عملية تقوم بها الدولة في هذا المجال عدم اعتماد الدولة العراقية على مورد النفط واعتماد الصناعة والزراعة في الإنتاج التي تجعل الشعب العراقي شعب إنتاجي وليس استهلاكياً ويقضي على البطالة بمختلف أنواعها وأشكالها وتجعل من الشعب يعيش على جهده وعرق جبينه في خدمة وطنه وشعبه ويحافظ على أمنه الغذائي والاكتفاء الذاتي ويقضي على سلبيات المخدرات والعنف الأسري والبطالة وظاهرة الانتحار وتؤدي إلى الاهتمام بالأسس التربوية (البيت والمدرسة وسلطة الحكم) والصناعة والزراعة تستقبل الآلاف من الخريجين من الجامعات والعمل في المشاريع الإنتاجية المختلفة حسب قاعدة الرجل المناسب في المكان المناسب وتعيد للعراق هيبته ومكانته اللائقة بين الدول في العالم.
إن الشعب العراقي من الشعوب الحية التي لها امتداد عريق في التاريخ حيث تكتسب أصالتها من خلال تجاربها ومن خلال المخاضات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تعرضت لها خلال مسيرتها الطويلة وعبر مراحل زمنية امتدت إلى أعماق التاريخ القديم والحديث ... وخلال مسيرات الشعوب تجد في طريقها المطبات والحفر والحجر الذي يعرقل مسيرتها ويؤخر وصولها إلى الهدف المرسوم لها وفي بعض الأحيان يحدث انحراف في المسيرة نتيجة ضبابية الخارطة وعدم الرؤيا وتشويش الخطوط التي يجب أن تسترشد بها في مسيرتها وفي هذه الحالة يجب تعديل المسيرة والعودة في الطريق الصحيح بالرغم من أن ذلك قد يكلفنا الكثير من التضحيات والمتاعب والوقت والاستفادة من تجربة ذلك الخطأ واليقظة والحذر حتى نصل إلى أهدافنا.
إن المرحلة الآتية والظروف الحالية التي تجثم بكابوسها على العراق وطن وشعب تقف على قاعدة متذبذبة وقلقة تتسارع فيها الأحداث وفي بعض الأحيان تتجاوز سرعة الزمن ولذلك على القوى الحية والسياسية ادراك هذه المرحلة وتجاوزها من خلال تحكيم العقل في حلحلتها لأن خسارة الوطن لا تعوض وتعريض الشعب إلى المخاطر والتدمير تكلف كثيراً وإن الأيام تترى وتستعرض الأجيال أمام منصة التاريخ وسوف ينطق التاريخ حكمه الذي لا يرحم وعلى الجميع التمسك بالدستور والديمقراطية صيغة وأسلوب ونظام للحكم في العراق.

#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات