أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حنان بديع - أحن إلى خبز أمي














المزيد.....

أحن إلى خبز أمي


حنان بديع
كاتبة وشاعرة

(Hanan Badih)


الحوار المتمدن-العدد: 7120 - 2021 / 12 / 28 - 13:06
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يرافق صباحي في العمل قطعة الخبز التي أفضلها "كرواسون" مع قهوة ساده، لكن جال في خاطري هذا الصباح أن لهذا الخبز تاريخ طويل ربما بدأ بدائياً ثم ليصبح له فن وفنون،، بل ورمزية وعواطف وقصص وفلسفة وأمثال شعبية .. ربما تلخصها أغنية "أحن إلى خبز أمي" الشهيرة التي كتبها الشاعر الفلسطيني محمود درويش..
وحسب الروايات كان الشاعر محمود درويش، يشعر في طفولته بأن أمّه تُفضل إخوته عليه، مما ولّد لديه مشاعر سلبيّة تجاه أُمّه، وكبر هذا الشعور معه، إلى أن جاء يوم في عام 1965، واعتقلته السلطات الإسرائيلية على خلفية إلقائه لقصيدة شعرية في جامعة القدس دون تصريح ثم رحل إلى السجن..
وبعد فترة جاءت أُمّه لزيارته في السجن تحمل إليه القهوة والخُبز، إلا أن الجنّدي منعها ، وبعد مقاومة منها وإصرارها سمحوا لها بزيارته، وعندما رأته احتضنته وأخذت بالبكاء، وأحس حينها الشاعر محمود درويش بأنه عاد طفلًا صغيرًا بين يدي أُمّه، وشعر بحبها، وأدرك أنه كان مُخطئًا طوال تلك السنين، وأنه ظلم أمه، وبعد ذهابها لم يجد ما يعبر عن أسفه، واعتذاره لأمه سوى الكتابة، فكتب هذه القصيدة على ظهر ورقة الألمنيوم لعلبة السجائر،
لكن ما علاقة الخبز ورائحته بالأم أو الوطن؟
أكد استطلاع للرأي أن ذاكرتنا المفضلة المرتبطة بالخبز تشمل ذكرياتنا مع الأمهات والجدات! وحسب البحث، فإن الخبز لديه القدرة على استحضار "رائحة الذكريات السعيدة" لدينا، التي ترتبط بصورة أكبر بمرحلة الطفولة.
إذن يرتبط الخبر بشكل أو بآخر بذاكرتنا الطفولية وربما لكل منا قصته مع هذا الخبز لكن للخبز أيضا قصته الخاصة، قصته التي تعود إلى عشرة آلاف سنة خلت. آنذاك أكل الإنسان القديم أول خبز شبيه بالذي نعرفه اليوم، بعدما طحن حبّات القمح ومزج دقيقها بالماء وحمصه على النار، وهو مهما اختلف شكلاً ومضموناً يبقى الغذاء الأساسي للإنسان وشأناً حياتياً حاضراً أبداً،،
الخبز إذن ليس قطعة مغطاة بالزبدة او الشوكولاته للمرفهين والأغنياء بل هي أيضا رمز لأساسيات غذاء الفقراء، ربما لهذا تندر الناس بحكاية الملكة "ماري أنطوانيت" حين قالت عن شعبها الغاضب: إذا لم يكن هناك خبز فليأكلوا البسكويت!
وعلى الرغم من أن المؤرخين يشككون في صحة هذه الرواية، ويعتبرونها مجرد شائعة شعبية، إذ لا يعقل أن تكون زوجة لويس السادس عشر على هذا القدر من السذاجة،فإن هذه الحكاية تلخص تاريخ طبقية الخبز المغمس دائماً بالسياسة، وبعيداً عن السياسة والفلسفة فإن للخبز في رأيي الشخصي وظيفة تتعدى الأكل وهي المشاركة.. لم لا، وقد دخل الخبز أيضاً الأمثال الشعبية العربية. إذ لا زال يعتقد أنه يشكل الرابط القوي الذي لا يمحى بين اثنين: فيقال: "بيننا خبز وملح".
لكن لحظة، ماذا عن الملح هو الآخر؟



#حنان_بديع (هاشتاغ)       Hanan_Badih#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عالم الهدايا
- أتحدث عن الملل
- المشهد الرياضي بين المنافسة والعداوة
- ورقة مكتوبة بخط اليد
- للحنين فصل مدلل هو الشتاء!!
- الحب
- زوم ديسمورفيا
- بين المتعة والسعادة
- بقلم قطة
- إليك أيها المتقاعد  
- حياة بلا شغف هي حياة بلا معنى
- الزواج ام العزوبية؟ 
- كن مستعداً لدفع الثمن
- كن مستعدا لدفع الثمن
- هل يجب أن نستيقظ من سباتنا الرقمي ؟؟
- بعض الكسل مطلوب
- مجاملة فن أم نفاق
- فيك انطوى العالم الأكبر؟
- هل نحن أشرارا أم خيرين بالفطرة؟
- لماذا نختلف ونتفرد؟


المزيد.....




- -أسر غواصة تجسس أمريكية في كمين إيراني-.. هذه حقيقة الفيديو ...
- -سرايا القدس- تقصف مستوطنات في غلاف غزة
- إسرائيل تقوم بـ-تجزئة- غزة.. ومظاهرة جديدة ضد حماس في القطاع ...
- ترامب يلقي -القنبلة-.. رسوم جمركية على دول في مختلف القارات ...
- -أسوشيتد برس-: الولايات المتحدة تنشر المزيد من قاذفات -بي 2- ...
- وزير الدفاع الإسرائيلي من موقع في جنوب لبنان: -حزب الله- لم ...
- الأوقاف المصرية والأزهر يحذران من اقتحام بن غفير للأقصى: است ...
- محللون: نتنياهو يضع المنطقة على الحافة وترامب يساعده على ذلك ...
- غزة في لحظة فارقة.. هل تتحرك روسيا والصين؟
- تامر المسحال يكشف آخر تفاصيل مفاوضات الهدنة بغزة


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حنان بديع - أحن إلى خبز أمي