أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فوز حمزة - حلم مع وقف التنفيذ














المزيد.....

حلم مع وقف التنفيذ


فوز حمزة

الحوار المتمدن-العدد: 7117 - 2021 / 12 / 25 - 17:40
المحور: الادب والفن
    


بعد أن دفعت له ثمن الخضار والفاكهه .. سألني:
- ما رأيكِ سيدتي في أن تصبحي حبيبتي ؟
رفعت رأسي إليه .. كأني أراه لأول مرة .. أنه كراسيمير بائع الخضار القريب من بيتي .. شاب بلغاري أبيض البشرة يميل للبدانة منقوش على ذراعه الأيمن وشم لثعبان مخرجًا لسانه يرتدي قميصاً أبيض فيه زهور كثيرة .. قلت لنفسي ربما لأنني لا ألبس خاتم الزواج فظن أنني عزباء .. أجبته وأنا مبتسمة:
- لكنني متزوجة !!
ارتسمت على وجهه ابتسامة أعرض من ابتسامتي ليقول لي:
- أعلم ذلك .. لقد كنت أراكِ وزوجكِ تتبضعان مني سوية وقد علمت من صديق لكما أنه في الوقت الحالي مسافر وتيقنت من ذلك لإنكِ منذ أسابيع تأتين إلي بمفردكِ .. عليكِ أن تعيشي حياتك برفقة رجل يحبكِ وهو أنا .. إذا وافقتِ سأخذكِ في رحلة إلى مدينة بركاس حيث البحر والليل والنسيم .. سنقضي أوقاتاً ممتعة سوية.
وهو يتكلم شممت رائحة البحر .. وجدت نفسي أجلس على الساحل فجراً وبيدي قهوتي الساخنة أرقب ولادة الشمس من رحم الأمواج وهي ترتدي ثوباً جديداً وأصوات النوارس تخدش الصمت بينما هناك زورق بعيد لا يذهب ولا يأتي ثم عند المساء حين تتعب الأمواج من الجري تعود لأحضان البحر .. سأكون هناك أراقب النجوم وهي تحاول شق ثوب السماء لتنير العتمة بينما ذرات الرمل تحيط بجسدي وتمده بالدفء وتغريه في المبيت فوقها .. ثمة محارة وشت لي بأسرار البحر وقالت: الأحلام هنا لذيذة فقط أغمضي جفنيك لتحصلي عليها .. أطعتها واستلقيت على ظهري لكن خلوتي لم تطل إذ حضر كراسيمير ومعه العشاء و زجاجتي بيرة باردة .. قال بعد أن ناولني علبة السجائر التي طلبتها:
- حبيبتي .. لقد حجزت لنا تذكرتين لحفلة أوبرا ليلة الغد على مسرح المدينة الكبير.
قلت له وعلامات الاستغراب بادية عليّ:
- من قال لك أنني أريد الذهاب للمسرح ؟
- لا أحد .. أنا خمنت ذلك ..
- لكني لا أحب حفلات الأوبرا وأنت تعرف ذلك !!
- لا تكوني سخيفة وتفسدي علينا السهرة.
عدلت من جلستي وفتحت عيني وأنا أسأله مندهشة:
- هل تقصد أنني من يفسد عليك سهرتك؟
صمت وبدأ يزفر ويتطلع إلى السماء هازًا رأسه ثم أخذ يتمتم بكلمات لم أفهمها .. لكنه سرعان ما استدار ليصرخ في وجهي:
- أنا أعرف لمَ تفعلين ذلك .. لأني رفضت اصطحاب أمكِ معنا .
- حقًا !! أنها أفكارك المريضة من توحي لك بذلك .
- إلا تذكرين ما فعلتيه الصيف الماضي حين طلبتِ أن نغادر الملهى الليلي بحجة أنك تنزعجين من ضجيج الموسيقى العالي ؟
- كانت حجة لمنعك من النظر للنادلة الروسية الشقراء .
- والصيف الذي قبله حينما ادعيت المرض واضطررنا للعودة إلى صوفيا ؟
- كم أنت لئيم ..
- هل تريدين أن أذكرك ما فعلتيه قبل ثلاثة أعوام حينما ..
صرخت في وجهه وأنا أهم بالوقوف:
كفى أيها البدين .. أنها غلطتي حينما قبلت بالمجىء معك ..
- لا تكوني غبية كعادتكِ !!
- كيف تنعتني بالغبية أيها الأخرق .. هل تعرف ؟ سأتركك وحدك أنت وهذا البحر .. لعل سمكة قرش تلتهمك وتريح العالم منك.
وبينما أنا أمد خطاي بصعوبة في الرمل مبتعدة عنه عدة أمتار .. ناداني بصوت عالِ:
- عودي سيدتي .. لقد نسيتِ أكياس الخضار والفاكهه !!
سرعان ماعدت إلى وعيي ولعنت خيالي الشاطح الذي كثيرًا ما يسبب لي المشاكل .. سألني وهو يناولني الأكياس:
- هه .. ماذا قلتِ ؟؟
أجبته بهدوء و بصورة قاطعة:
- آسفة لا يمكنني ذلك.
صمت قليلاً ثم رد والابتسامة ما زالت تعلو وجهه:
- أنا أيضاً آسف .. لكن لا عليك .. أرجو أن لا أكون قد سببت لكِ أي إزعاج .. مع أنني كنت أمني النفس بأن توافقي .. أتمنى لكِ نهاراً سعيداً ..
حملت أكياسي وهممت بالمغادرة .. التفت ثانية لأسأله:
- هل اسمك كراسيمير؟
- نعم سيدتي .. بائع الخضار كراسيمير ..
هززت رأسي وأنا أردد مع نفسي ..
وكأني لا أعرف إنه بائع خضار ..



#فوز_حمزة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ولادة في السماء
- العشاء الأخير
- عانقني
- الغرفة محجوزة
- زهرة من الجدول
- أنا منكِ أولى بقلبي
- أول الغيث وآخره
- هل عبث الحنين بأوردة قلبك
- أهملت قلبي
- الموت أول النهار
- ريح الجنة
- حتماً سيأتي .. فالحلم يغفو ويفز
- حتمًا سيأتي .. فالحلم يغفو ويفز
- نافذة على حلم
- إغراء بالمطاردة
- والتقينا
- تحت الموج
- تعالي لنرقص الفالس
- مذكرات امرأة في سلة المهملات
- استغرب


المزيد.....




- 6 أفلام تتنافس على الإيرادات بين الكوميديا والمغامرة في عيد ...
- -في عز الضهر-.. مينا مسعود يكشف عن الإعلان الرسمي لأول أفلام ...
- واتساب يتيح للمستخدمين إضافة الموسيقى إلى الحالة
- “الكــوميديــا تعــود بقــوة مع عــامــر“ فيلم شباب البومب 2 ...
- طه دسوقي.. من خجول المسرح إلى نجم الشاشة
- -الغرفة الزهراء-.. زنزانة إسرائيلية ظاهرها العذاب وباطنها ال ...
- نوال الزغبي تتعثر على المسرح خلال حفلها في بيروت وتعلق: -كنت ...
- موكب الخيول والموسيقى يزيّن شوارع دكا في عيد الفطر
- بعد وفاة الفنانة إيناس النجار.. ماذا نعرف عن تسمم الدم؟
- الفنان السوري جمال سليمان يحكي عن نفسه وعن -شركاء الأيام الص ...


المزيد.....

- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فوز حمزة - حلم مع وقف التنفيذ