مراد سليمان علو
شاعر وكاتب
(Murad Hakrash)
الحوار المتمدن-العدد: 7117 - 2021 / 12 / 25 - 14:44
المحور:
الادب والفن
عثر على هذه المذكرات فوق جثة طالب انتحر للتوّ:
الأول من سبتمبر. أيلول ـ الساعة واليوم مجهولين:
تبدأ الدراسة في هذا اليوم، أو، كنت أظن ذلك، ومع هذا لا أزال قابعا في خيمتي بانتظار أن يبدأ الدوام.
*
س 07:45 صباحا. الخامس عشر من شهر أكتوبر. تشرين الأول ـ اليوم مجهول:
تأخرت عن موعد المحاضرة الأولى.
لا داعي للإفطار.
في الواقع لا يوجد ما أفطر به.
تأخرت.
س 02:30 من نفس اليوم:
انتهت المحاضرة الأخيرة.
أشعر بالدوار.
أنا جائع جدا.
س 03:00من نفس التاريخ:
اختلفت مع شريكي في السكن.
هو لا يجيد الطبخ.
وأنا لا أجد ما أطبخه.
*
اليوم الثالث والأربعون من الدوام ـ اليوم والتاريخ مجهولين:
أما أساتذتي أغبياء أو يتغابون! فأنا لم أتعلم منهم شيئا بعد.
*
س 08:20 من يوم الأحد ـ التاريخ غير معلوم:
لن أحضر المحاضرة الأولى، فلقد تأخرت على أية حال.
أكره المحاضرة الأولى!
في المساء سألني زميلي في السكن:
ـ لماذا لا تبدل قميصك المتسخ؟
ـ هل لديك قميص إضافي؟
ـ أنا لا ألبس القمصان!
*
لا يوجد وقت أو يوم أو تاريخ:
في منتصف امتحانات الكورس الأول قرأت:
" الانتحار قرار!". قلت لصاحبي هامسا:
" ما أغبانا لا نتخذ أية قرارات!". فقال صاحبي:
" نعم، بوسعك الانتحار!".
*
هذا اليوم:
طال كلّ شيء:
الحرب.
النزوح.
السنة الدراسية. تناولت فطوري هذا الصباح، فمن الجيد الموت بمعدة ممتلئة!
ملاحظة أخيرة:
بقية المذكرات دسها زميله في السكن في جيب معطفه الأسود قبل حضوري.
***
#مراد_سليمان_علو (هاشتاغ)
Murad_Hakrash#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟