الأدباء والفنانين المبدعون من أبناء مدينة النفط (البصرة الفيحاء) يشكون عوزهم وفقرهم

فلاح أمين الرهيمي

الحوار المتمدن-العدد: 7112 - 2021 / 12 / 20 - 11:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

إن نتاج الأفكار والوعي والتصورات مرتبطة بالنشاط المادي والتعامل الذهني بين البشر الذي هو انعكاس للواقع الموضوعي .. فالوعي لا يمكن أن يكون سوى الوجود الواعي والوجود البشري في مجرى حياتهم الواقعية كما أن نشاط الإنسان في الحياة تتركز وتحددها بصورة مباشرة البحث عن السعادة له وللآخرين ويسعى وراءها وهذا الهدف والغاية يأتي من خلال نشاط الإنسان ولذلك تعتبر نشاطاته وجهده وإبداعاته جزء من النشاط الذي يحقق تلك الأهداف والغايات وذلك ينجز بوعي الإنسان وإدراكه وإرادته إضافة أن العمل الهادف والبناء يخلق ويحفز الوعي في المجتمع وفق رؤية جديدة وتقدمية تتجاوز الواقع الثابت والجامد نحو الأفضل ويترك أثره الإيجابي في المجتمع ويفعل دوره بتغييره اجتماعياً وسياسياً واقتصادياً ليخلق ويعبر عن حالة جديدة للمجتمع من خلال بث الوعي الفكري وتنميته وتطوره الذي يؤدي نحو بناء عالم جديد وفق المفاهيم الجديدة الإيجابية التي تخلق التقدم والتطور للمجتمع.
اختار مجلس النواب مدينة البصرة العاصمة الاقتصادية للعراق ومدينة البصرة تزهو بتاريخها الأدبي والفني فهي ثورة الزنج على الحكم العباسي ومدينة الفراهيدي والمربد والسياب وسعدي ويوسف والأديبة وفاء عبد الرزاق الشاعرة والأديبة الروائية البارعة التي تغنى بشعرها كبار الفنانين المطربين والتي نالت الجوائز والتكريمات المحلية العالمية .. كما يبذل الممثل جهداً غير اعتيادي حتى يستطيع أن يتفاعل مع الجمهور ويستطيع أن يعكس صورة واضحة عن شخصية الإنسان الذي يمثله ولا ننسى الفنان الممثل الراحل يوسف العاني وخليل شوقي وزينب وغيرهم من المبدعين.
ظهرت شريحة من الفنانين على شاشات الفضائيات وقد حبست الدموع في عيونها من شدة العوز والفقر والمعاناة حيث أصبحوا عاجزين من توفير سعر الدواء لهم وكان بينهم الممثل والمخرج وكاتب السيناريو والرسام والنحات وهذه النخبة من الفنانين كانت تدخل البهجة والفرح إلى الناس وتعكس الواقع الاجتماعي من خلال فنها المبدع وتنير المناطق المظلمة في حياة الإنسان بمصابيح العقل حتى تدخل الوعي الفكري للشعب ولا يقع ضحية للقوى الظلامية التي تستفيد من الغموض والجهل من خلال معرفة الطريق الصحيح أن إحدى الحكومات السابقة خصصت راتب سنوي قدره مليون دينار لكل أديب وفنان وبالرغم من قلة هذا المبلغ إلا أنه كان أفضل من لا شيء والآن وقد توقف هذا العطاء الآن على الدولة أن تقدر دور وعمل هذه الفئات في تنمية وتطوير الوعي الفكري والثقافي للشعب وتخصيص راتب شهري للمحتاجين من الأدباء والفنانين لمساعدتهم وجعلهم عطاء دائم ومتقدم منهم في الإبداع والتطور .. كما من المفروض تخصيص وزير أديب أو فنان في كل وزارة لأن مثل هكذا إنسان يدرك ويقيم دور وفعل الأديب والفنان في المجتمع مثلما فعلت حكومة الكاظمي بتعيين الرياضي عدنان درجال وزيراً للرياضة لأن دور الشعر والأدب والفكر والإبداع الفني أوسع وأكثر أهمية عالمياً من المجالات الأخرى مثلما يفعله مؤتمر المربد الآن وكما كانت المؤتمرات الأدبية في السابق وسمعة الجواهري النواب وسعدي يوسف والفنان كاظم الساهر وغيرهم من سمعة طيبة للعراق ورعايتهم للفن والأدب كما أن الشعب يحتاج إلى القيم الروحية والترفيه عن نفسه من خلال الأدب والفن كما في الرياضة لأن القيم الروحية لا تقل أهمية عن القيم المادية في الترويح النفسي عن ضغط الحياة المادية.

#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات