أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نسيب عادل حطاب - ماذا وراء أحتفالات السلطة بما اسمته مئوية الدولة العراقية















المزيد.....

ماذا وراء أحتفالات السلطة بما اسمته مئوية الدولة العراقية


نسيب عادل حطاب

الحوار المتمدن-العدد: 7112 - 2021 / 12 / 20 - 10:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مؤخرا بادرت الحكومة العراقيةودوائرها وحتى بعثاتـــــها الدبلوماسية فــي الخارج بتنظيم سلسلة احتفالات وفعاليات احياء لما أطلقت عليه الذكرى المئوية لتاسيس الدولة العراقية ..يبدو الامر لاول وهلة وكأن هذه الاحتفالات بريئة في شكلها ومراميها لاتحتمل سوء الظن وان الاشارة الى هذه المناسبة والاحتفاء بها من قبل الحكومة العراقية الحالية لايعدو ان يكون جزء من سعيها لترسيخ مفهوم الوطنية والانتماء للوطن وقبل ان امضي في ما اود ان الفت الانتباه اليه أشير الى انه ليس العراق فقط بحدوده الحالية وانما معظم انحاء الشرق الاسيوي وأقطار كثيرة في القارة الاوربية بل ومعظم دول العالم لم تتشكل سياسيا و تاخذ شكلها الجغرافي النهائي الا بعد الحرب العالمية الاولى وتحصيلا لنتائجها المتمثلة بانكسار وهزيمة دول المحور (الدولة العثمانية وحليفاتها امبراطورية النمسا والمجر والامبراطورية الالمانية) امام دول الحلفاء وهي بريطانيا وفرنسا وايطاليا وامريكا واليابان والامبراطورية الروسية قبل ان تنسحب هذه الاخيره عقب ثورة اكتوبر الاشتراكية عام 1917 وتعقد معاهدة الصلح منفرده مع المانيا ودول المحور في بريست ليتوفسك عام 1918 ... لاخلاف في ان القوى المنتصرة انذاك التي اجتمعت في مؤتمر الصلح في باريس قد اعادت رسم خريطة العالم بناء على متطلبات مصالحها الاستعمارية ووفقا لرغبات الطبقات الرأسمالية الحاكمه انذاك وتصوراتها وارادتها.............................................
أي قراءة متأنية للتاريخ ومنذ أقدم العصور توضح ان بلاد مابين النهرين ( ميزوبوتيميا) بشقيها (العلوي وهو الجزيرة ) و(السفلي أرض السواد ) وفي اغلب الحقب التاريخية كانت غالبا ما تشكل وحدة سياسية واحدة اضافة لوحدتها الجغرافية تبادل الاشوريون والبابليون( الاموريون والكلدانيون ) حكم هذه المنطقة والسيطرةعليها ليمتد حكم الاشوريين مثلا من جنوب تركيا الحالية فيشمل بلاد بابل السفلى وحتى الصحراء العربية جنوبا في حين وصل غربا في حقبة معينه ليضم مصرحتى الحدود الليبيه غربا وكان الملك الاشوري انذاك يلقب نفسه بملك (بابل وأشور) توكيدا لوحدة مملكته الجغرافية وسلطته السياسية.. لاحقا كان العراق بتسميته الحالية مركزا لامبراطورية واسعة امتدت من حدود الصين شرقا حتى تخوم المحيط الاطلسي غربا..................................................................
ان الاحتفال بمئوية الدولة العراقيه يحمل في طياته توجها لاعتماد ذكرى تتويج فيصل الاول ملكا على العراق عيدا وطنيا للدولة العراقية على ان العراقيين انذاك لم يختاروا فيصلا ملكا انما نصب بناء على رغبة وزارة المستعمرات البريطانية التي حثت المجلس التاسيسي العراقي على اختياره للعرش ومع تعدد المرشحين لهذا المنصب والثقل المعنوي والعشائري لبعضهم وبغية جعل الطريق سالكا لتربع فيصل على العرش فقد لزم الامر من سلطة الانتداب تصفية منافسي فيصل سياسيا واخراجهم من السباق وهكذا تم مثلا القاء القبض على طالب باشا النقيب المرشح الاقوى والاوفر حظا انذاك ونفيه خارج العراق ...أظن ان هوسة ابناء الفرات الاوسط المشهورة لدى استقبالهم للشيخ عبد الواحد السكر واخرين من شيوخ العشائر وبمعيتهم الامير فيصل بن الحسين في أول مجيئه من الشام لتتويجه ملكا على العراق ( يوحيد صج يمجبعينه ) لاتزال تتردد اصدائها في ذاكرة التاريخ ..وهي تعبر بصدق عن نظرة العراقيين للاحداث ومقدار وعيهم وذكائهم السياسي وتسجيل معارضتهم بأن توكل امورهم الى أمير بدوي لايجيد في رأيهم قراءة عقولهم وطريقة تفكيرهم... تجدر الاشارة في هذا الصدد الى انه كان هناك اتجاها في سلطة الانتداب البريطاني تزعمه جون فيلبي ( لاحقا الحاج عبد الله فيلبي ) تبنى الدعوة الى تاسيس نظام جمهوري بالعراق مبررا ذلك بالوعي السياسي المتقدم لدى العراقيين وان النظام الجمهوري سيكون اكثر اقناعا وانسجاما مع نفسية وتركيبة الفرد العراقي .......................................................................
ان الاتجاه لاعتماد عيد التتويج واعتماد الملكية كنظام سياسي يوما وطنيا للعراق تحت باب عيد تأسيس الدولة العراقية الحديثة يجد هوى وميلا يداعب فكر احزاب الاسلام الشيعي الحاكمة ومخيلتها الرجعية سيما اذا عرفنا ان مرجعية السيد الحكيم الدينية التي عاصرت قيام الجمهورية جاهرت بالعداء لها انذاك وتأمرت لاسقاطها بالتحالف مع قوى الاقطاع واليمين القومي الرجعي وان السيد الحكيم نفسه ومن خلال فتاويه السياسية كان واحدا من المسؤولين عن دوامة العنف السياسي الذي احاق بالعراق لاحقا ...لقد ورثت الاحزاب الشيعية الحالية التصور الرجعي السلفي الخاطيء الذي امتلك عقل السيد الحكيم بان ثورة 14 تموز كانت ثورة شيوعية في قيادتها وتوجهها ومرجعيتها وهي لم تكن كذلك بشتى الاحوال فقد كانت حركة عسكرية وطنية قادها الضباط الاحرار باختلاف اتجاهاتهم الفكرية استطاعت لاحقا من خلال التفاف الجماهير والاحزاب الوطنية حولها ودعمها من تحقيق مكاسب اقتصادية واجتماعية ومعاشية كبيرة عادت بالخير والصلاح لعامة الشعب فاقرت قانون الاصلاح الزراعي وقضت على علاقات الانتاج الاقطاعية وخرجت بالعراق من حلف بغداد واقرت قوانين متقدمة للاسرة والاحوال الشخصية بايجاز لقد حققت حركة الضباط هذه تنمية اجتماعية واقتصادية شامله طالت كل فئات وطبقات الشعب العراقي لتتحول الى ثورة شعبية عبرت بحق عن امال العراقيين وطموحاتهم .. واذا كان البعض يأخذ على ثورة تموز انتكاستها وفشلها اللاحق في تاسيس نظام حكم ديمقراطي مؤسساتي راسخ فان هذا الامر لايلغي بشتى الاحوال اهمية الحدث ودوره في تاريخ العراق المعاصر ولوقيست الامورعلى هذا النحو لكان على الفرنسيين ايضا الغاء الاحتفال بالعيد الوطني الفرنسي وهو يوم قيام الثورة الفرنسية التي اطاحت بالملكية باعتبار ان التطور اللاحق لتلك الثورة كان ينضح بالدماء والعنف والصراعات التي امتدت لسنين طويلة تجاوزت في مرارتها واوجاعها اوجاع ثورة تموز العراقية ..................
نقطة اخرى ان اعتماد يوم التتويج كيوم وطني للعراق وتسجيل تاريخ تاسيس الملكية في العراق من قبل الانكليز باعتباره بداية ظهور العراق للوجود يلغي العمق التاريخي للوطن العراقي ويطعن بوحدة ترابه ويثير الشكوك بكيان الدوله وحدودها وينزع عنها قدسيتها ويشجع ضمنا الدعوة المشبوهة الى اعادة رسم هذه الحدود وتقسيم العراق بادعاء ان هذه الحدود حديثة ليس لها سند تاريخي وانها فرضت قسرا من قبل الحلفاء وبالتاكيد فان هذا الامر لن يساعد العراقيين في سعيهم لترسيخ الوحدة الوطنية وبناء عراق ديمقراطي موحد ومزدهر..............................................
واحدة من أوجه محاربة الامم و تحطيم الاوطان وكسر ارادة شعوبها في التقدم و التحرر من عبودية رأس المال العالمي السياسية يكمن في تسفيه التاريخ النضالي لهذه الشعوب والاساءة الى كل الثورات والمأثر الوطنية والاحداث المجيدة في تاريخها وتشويهها ودفع شعوب هذه الاوطان للتبرؤ والخجل منها من خلال تحميلها وزر الواقع الفاسد والمؤلم الذي احاق بهذه الشعوب لاحقا نتيجة التأمر والحروب والانتكاسات التي كانت السبب فيها مراكز راس المال العالمي نفسها هكذا تم ويتم تشويه ثورة اكتوبر الاشتراكية العظمى وهكذا يتم وصف مقاومة الشعب الفلسطيني للاحتلال وسعيه لنيل حقوقه الوطنية بالارهاب والعنف .. نفس الشيء ونفس اللغه تستخدم مع ثورة تموز في العراق فهي التي اعاقت تطور العراق السلمي بادعائهم بعد ان كان ينعم بديمقراطية الانكليز ونوري السعيد وسجون ومعتقلات سعيد قزاز وبهجت العطيه وهي التي مهدت في رأيهم لعرس الدم الذي اعقب انقلاب 1963 المصنوع امريكيا ولولاها اي ثورة تموز لما غزا صدام الكويت..........................................................................
دعــــوة مخلصة لكل الوطنيين العلمانيين والتقدميين واليساريين العراقيين باختلاف توجهاتهم الفكرية للتصدي لورثة سلطة بريمر والاحتلال في سعيهم لقتل روح الاعتزاز بارثنا النضالي وبثورة تموز المجيدة وتشويهها في اوساط الاجيال الشابة .ان سلطة الاحزاب الطائفية الرجعية العميلة تحاول اكمال ما كان قد بدأه صدام قبلا بتزوير التاريخ الوطني العراقي واعادة صياغته بما يوافق المعايير الامريكية ومسح صفحاته المجيدة من عقول العراقيين وذاكرتهم.......................................................
لتبق ذكرى 14تموزعام 1958 يوم الثورة واعلان الجمهورية خالده في ذاكرة العراقيين وأجندتهم باعتبارها اليوم والعيد الوطني الحقيقي للشعب العراقي



#نسيب_عادل_حطاب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رداد أل مريهج
- صواريخ حماس أم صواريخ المقاومة
- سيد جابر سمبه
- ببساطة....انه ليس صهيلا بل نهيق حمار
- حكايتان
- أقبح من عورة ضفدع
- عن انتفاضة تشرين وماينبغي
- اليسار العراقي لم يعد يساريا
- رحلة في عالم السخرية والنقد السياسي الساخر
- بيني وبينك البحر
- تهجير العباد وتدمير البلاد
- حكايات عراقيه
- أخراج تراجيديا بن لادن.. أمريكيا
- الانتخابات العراقية تفاؤل ام تشاؤل في التغيير
- قراءه اخرى عن صناديق الاقتراع
- الحوار المتمدن واحة الفكر التقدمي
- عن ثورة أكتوبر أيضا...
- رساله الى البرلمان
- تداعيات رجل حزين


المزيد.....




- قضية قطع رأس رجل الأعمال فهيم صالح بأمريكا.. القضاء يكشف تفا ...
- شاهد دبًا أسودًا يداهم رجلًا في فناء منزله الخلفي.. ماذا فعل ...
- التصق جلده بعظمه.. والدة طفل يعاني من الجوع في غزة: أفقد ابن ...
- لحظات مؤثرة لوصول ولقاء جوليان أسانج بعائلته في مطار كانبرا ...
- فيدان: حرب أوكرانيا قد تتوسع عالميا
- شاهد: المنتخب البرازيلي يصل إلى لاس فيغاس استعدادا لمواجهة ا ...
- الرئيس الكيني يصف الاحتجاجات وما أحاط بها من أحداث دامية -با ...
- مشاركة عزاء للرفيق خليل عليان بوفاة أخيه
- -الشبح الطائر-.. مميزات مقاتلة Su-57 الروسية
- -أطباء بلا حدود- نعته.. إسرائيل تغتال مسؤول تطوير منظومة صوا ...


المزيد.....

- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نسيب عادل حطاب - ماذا وراء أحتفالات السلطة بما اسمته مئوية الدولة العراقية