امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 7111 - 2021 / 12 / 19 - 14:39
المحور:
كتابات ساخرة
" ما هذهِ الكدمات على وجهك ؟
ـ أكلتُ بعض الكيك الشهي .. فأصبت بهذه الكدمات .
* ماذا تقول ؟ أكل الكيك لا يُسّبب الكدمات .
ـ في الحقيقة .. قالب الكيك كان معروضاً في ذاك المحل الكبير على الناصية … كُنتُ جائِعاً ، إقتربت خلسةً وأكلتُ قطعة كبيرة من الكيك ، لكن كما يبدو ان ذلك لم يعجب صاحب المحل ! " .
………..
ـ لماذا أنتَ مسجون ؟
* لأنني أحبُ القراءة والكتابة .
ـ هه هه هه … قُل الحقيقة يارجُل … ان حبك للقراءة والكتابة ، لا يدخلك السجن . صارحني هل قتلتَ أحداً ؟ هل تاجرتَ بالمخدرات ؟ هل سرقت ؟ هل أحرقتَ منشأةً ؟
* صّدِقني .. انا مُسالِمٌ جداً ، في حياتي كلها لم أطلق سوى تلك الطلقات في ساحة التدريب أثناء خدمتي العسكرية الإلزامية قبل خمسين عاماً ، أنا أكره السلاح والعُنف أصلاً . نعم قتلتُ بعوضاً وذباباً في مناسباتٍ عديدة ، وقتلتُ عصفوراً صغيراً في صباي ما زالتْ ذكراه تُعّذبني حتى الآن . لم أقترب يوماً من المخدرات لا إستعمالاً ولا مُتاجرة … صّدقني أنني ماعدا تلك المرات القليلة في مراهقتي عندما كنتُ آخذ درهما او درهمَين من " الدَخل " في محل مرطبات قريبي الذي كنتُ أساعده أحياناً ، فأنني لم أسرق ولم أختلس في حياتي .
كنتُ أقرأ الفلسفةَ وعلوم الإجتماع والإدارة وأصول الحُكم والعدالة ، وأكتبُ أحياناً عن الحقوق المُستَلَبة والنزاهة المفقودة ، لكن كما يظهَر ، فأن ذلك لم يلقَ هوىً عند المسؤول ، فأمَرَ بإعتقالي .
……….
كما ان أكل قطعة كيك ، قَد تُصيب وجهك بكدماتٍ عديدة … فأن القراءة والكتابة ، قد تُدخلك السجن .
#امين_يونس (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟