أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سالم جبران - هل هناك استراتيجية عربية















المزيد.....

هل هناك استراتيجية عربية


سالم جبران

الحوار المتمدن-العدد: 1658 - 2006 / 8 / 30 - 04:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في حالة التخبط الواسع الذي تعيشه القيادة السياسية الإسرائيلية , بل المجتمع الإسرائيلي كله, ظهر في "يديعوت أحرونوت" (24/8/)مقال بالغ الأهمية بعنوان "مطلوبة استراتيجية". ويدَّعي كاتب المقال, وهو أستاذ فلسفة في الجامعة العبرية وباحث في "مركز شاليم", في القدس الغربية أن إحدى العلامات الواضحة لأزمة إسرائيل حالياً هي –غياب استراتيجية واضحة ومتفق عليها.
يقول الكاتب إن أول خطة للصهيونية ذات خطوط استراتيجية حقيقية وضعها ثيودور هرتسل تقوم على الشراكة بين الحركة الصهيونية وبين بريطانيا العظمى. وكانت نتائج ذلك الاتفاق- وعد بلفور وفيما بعد الانتداب البريطاني في فلسطين الذي مهَّد لإقامة "دولة على الطريق", كما ساعد الانتداب على استلام الصهيونية لمناطق واسعة من الأرض كانت "أراضي عامة", كما ساعد على شراء الصهيونية لأراضٍ من الإقطاعيين وملاكي الأرض الكبار من الفلسطينيين العرب.
أما بن غوريون فقد طوّر الاستراتيجية الصهيونية عندما كان مستعداً أن يصارع في داخل الحركة الصهيونية لإقامة "الدولة اليهودية صغيرة جداً من حيث الحجم", والمهم أن تقوم "دولة ذات سيادة معترف بها بين الأمم". وبعد قيام إسرائيل كانت الخطوط المركزية للاستراتيجية الصهيونية –الإسرائيلية: جلْب المهاجرين اليهود إلى إسرائيل أكثر ما يمكن وأسرع ما يمكن, وإقامة المدن الصغيرة والمستوطنات الزراعية في كل مناطق إسرائيل, وخصوصاً في الجليل " لتخفيف طابعه العربي المقلق" وبناء الجيش وكل الطاقة العسكرية – الأمنية لدولة إسرائيل.
ويقول الكاتب إن احتلال كل فلسطين وكذلك سيناء كلها وهضبة الجولان أذهل إسرائيل نفسها, فالنجاح كان أكبر من توقعاتها. وهنا بدأ التخبط حول إعادة صياغة استراتيجية للدولة الصهيونية.
كان هناك مَن طالب بإعلان "مملكة داوود وسليمان" في كل المناطق المحتلة. وكان هنا, مَن اقترح الانسحاب (ما عدا القدس) مقابل سلام مع العرب. والحقيقة أن النظام الصهيوني –الإسرائيلي إلى الآن يتخبط وهو حائر: هل يعيد الجولان يوماً مقابل السلام أم أن الجولان أهم من السلام؟ هل تنسحب إسرائيل إلى حدود 4 حزيران 1967 في فلسطين أم تتمسك بضم أكثر ما يمكن من الأراضي الفلسطينية المحتلة؟ أحقاً إسرائيل تريد أن تقوم إلى جانبها دولة فلسطينية مستقلة أم أن هذه تصريحات للتخدير, لتخدير الفلسطينيين وتخدير العرب قاطبة؟
ويقول الكاتب إن ظهور المقاومة العسكرية الفلسطينية والمقاومة الإسلامية " حزب الله" في لبنان, والمقاومة الفلسطينية "حماس" و"الجهاد الإسلامي", وتعاظم الدور الايراني في المنطقة- كل هذا يخلق تحديات استراتيجية حقيقية أمام إسرائيل أكثر عنفاً وراديكالية من " التهديد العسكري الرسمي المنظم" من الدول العربية سابقاً.
ويختتم الكاتب مقاله بالتأكيد أن إسرائيل الآن ليست لها استراتيجية حقيقية مدروسة ومحددة. ويتساءل في نهاية المقال: "هل نحن قادرون أن نوضح لأنفسنا ما هي القضايا والأهداف التي نحن مستعدون أن نضحي في سبيلها؟"
هذا المقال الصريح وبالغ الأهمية يجعلني أسأل : هل كانت, يوماً, استراتيجية حقيقية عربية مدروسة مع خطة عمل لتنفيذها ؟ كنا طول الوقت نسمع خطابات "يا فلسطين جينالك" . وكان يُفهم من الشعارات والخطابات أن الهدف هو " تصفية الكيان الصهيوني الدخيل في فلسطين والأراضي العربية ". ولكن من تحت الطاولة, وفي أروقة الأمم المتحدة, لم تكن أية دولة عربية تقصد فعلاً ما تقول عندما تتكلم عن تصفية دولة إسرائيل. وحتّى في الحركة الوطنية الفلسطينية التي انبعثت واتسعت بعد حرب حزيران 1967 كانت تفتيشات مختلفة :"دولة في كل فلسطين للفلسطينيين واليهود" (العلمانية الديمقراطية)وبعد مخاض صعب جاءت الموافقة على مبدأ "دولتان لشعبين" –إسرائيل وفلسطين. ولكن الخطاب الداعي إلى تصفية إسرائيل ظل خطاباً حماسياً يطلقه بعض الخطباء لحصد التصفيق.
إن السلام الذي دعا إليه الرئيس الراحل ياسر عرفات وقسّم المنظمة في سبيله, لم يتحقق. الدولة الفلسطينية الصغيرة, على جزء من فلسطين, جزء قليل –ما زال حلماً صعب التحقيق, طبقاً للنوايا الإسرائيلية, وحلماً مرفوضاً طبقاً للقيادة الفلسطينية الجديدة, "حماس"وشركائها.
ما هي الاستراتيجية الفلسطينية العربية الآن؟ هل هي "دولتان لشعبين". أي قبول التقسيم بين فلسطين وإسرائيل؟ أم هي حلم "حماس", بأن كل فلسطين هي "وقف إسلامي غير قابل للتفريط".
هل المنهج العربي في هذه المرحلة هو منهج الواقعية السياسية- أي دولة فلسطين في مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية, ام منهج الرفض المبدئي , "القومي" و"الديني" لكيان يهودي في فلسطين؟
وهل هذه الرؤية المكسمالية تأخذ بالاعتبار أن العالم كله الغرب والشرق, يعترف بإسرائيل ويتمسك بحقها في البقاء؟
الآن, هناك انطباع واضح, أن الدول العربية الرسمية جميعاً, بما فيها سورية, مستعدة لسلام مع إسرائيل في حدود 4 حزيران 1967, مع الانسحاب من كل المناطق الفلسطينية والسورية واللبنانية المحتلة. ولكن التيارات الأُصولية الدينية الفلسطينية وغير الفلسطينية في المنطقة, تبدو غير مستعدة مبدئياً للاعتراف بالكيان الإسرائيلي. مؤتمر القمة في بيروت يقر خطة الملك السعودي عبد الله, بينما التنظيمات الراديكالية "القومية" و"الإسلامية", متمسكة بتحرير كل فلسطين وتحلم بتكرار انتصار صلاح الدين الأيوبي ضد الغزوات الصليبية.
يجب أن نقول- مهما يبدو ذلك موجعاّ وجارحاً- إن الصهيونية في كل تاريخها كانت "براغماطية" تقبل ما هو ممكن, وتحلم بالمزيد, أما الجانب العربي فكان طول الوقت يُطلق الشعار "المكسمالي", يطالب بالحد الأقصى-"التحرير الكامل ولا أقل من التحرير الكامل", وتكون النتيجة, النجاح الصهيوني, والفشل الكامل العربي. وكان الجانب العربي بعد عشر سنوات أو عشرين سنة يطالب بما كان معروضاً عليه قبل عشرين سنة!
أليست هناك حاجة استراتيجية عربية لدراسة شاملة موضوعية وعلمية للواقع لفحص ما هو ممكن وما هو غير ممكن لفحص إمكانيات الأُمة العربية عسكرياً وسياسياً واقتصادياً؟
لماذا يجب أن تظل التمنيات, وكأن مهمتنا كتابة قصيدة حماسية لا تخطيط السياسة, بينما العالم من حولنا يتغير تغييراً عاصفاً, ليس لصالحنا. إن السياسي ليس ممنوعاً أن يحلم, ولكن عندما يضع خطة يبنيها على الحقائق القائمة, لا على الأحلام والأوهام والتمنيات والهذيان, وهو يعرف في قرارة نفسه أن الخطة التي يخطب داعياً لها بكلمات نارية, هي خطة غير ممكنة.
إن مواصلة التخبط العربي, بلا تخطيط وبلا رؤية عقلانية وواقعية, وبلا إدراك لآفاق التحالفات العالمية, أو انعدام آفاق التحالفات العالمية, من الممكن أن تقود إلى تفاقم الكارثة الفلسطينية وتُقَدِّم المشروع الاستعماري لفكفكة وتفتيت الأُمة العربية إلى دويلات هزيلة طائفية , لا حول لها ولا قوة, مما يجعل الشعوب العربية فريسة سهلة للطامعين.
علينا أن نقول, بأعلى صوتنا, إن تطرف الشعار القومي ليس دليلاً, بالضرورة على الإخلاص القومي. وكثيراً ما كان تطرف الشعار القومي مظلة يجري تحتها التفريط الكامل بالمصلحة القومية.
بعيداً عن التشنج والغوغائية والتطرف الديني والشعارات الهذيانية , وأيضاَ بعيداً عن الاستسلام وانهيار الثقة بالذات, تحتاج أُمتنا العربية الآن إلى رسم استراتيجية تقيم دولة فلسطين على جزء من فلسطين, إلى جانب إسرائيل, وتضع سدوداً لوقف ودحر التوسع الصهيوني, استراتيجية تعطي الأُمة العربية إمكانية واقعية للنهضة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتنسيق والتكامل بين الدول العربية , وتجعل الدول العربي



#سالم_جبران (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعد الفشل في الحرب إنتخابات برلمانية مبكرة
- انتخابات الآن
- بعد توقف العدوان على لبنان بدأت الحرب الداخلية في إسرائيل
- الفرق بين القومية والجعجعة القومية
- تكاليف الحرب
- قبل أن تنتهي الحرب
- المؤرخ الإسرائيلي الدكتور توم سيغف
- أمة أقوى من الموت
- الكارثةالإنسانية في لبنان كشفت الوجه الحقيقي الشع لإسرائيل
- تساؤلات رافضة للحرب القذرة
- الهزة الأرضية قادمة
- الإعلام الإسرائيلي
- حرب شاملة لا مناوشات على الحدود
- أولمرت زعيم بالصدفة
- الاكاديميون يهربون من اسرائيل
- المرتكزات الاستراتيجية للسياسة الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين ...
- المؤرخ اليهودي البريطاني آفي شلاين: إسرائيل لم تكن ترغب يوما ...
- جرح قديم.. وجراح جديدة محتملة!


المزيد.....




- ستشعر بزيادة سعر قهوتك بسبب الرسوم الجمركية بعد 14 إلى 90 يو ...
- بالأرقام.. 9 دول تتوزع بينها الرؤوس الحربية النووية
- أول رد من الصين بعد دخول تعريفات الـ 104% لترامب حيز التنفيذ ...
- -أمر مرعب-.. لماذا يشعر بعض الأمريكيين بالقلق من السفر في عه ...
- صناعات تمس حياتك اليومية.. ما عليك الاستعداد له مع دخول تعرف ...
- تقارير إعلامية تتحدث عن استخدام ميناء طنجة بالمغرب في شحن مك ...
- رئيس أذربيجان يحث أرمينيا على -عدم إضاعة الوقت- لإبرام اتفاق ...
- تحذير استخباراتي إسرائيلي من استعداد مصر للحرب
- تنفيذ حكم القتل تعزيرا بحق سعودي ارتكب جرائم إرهابية
- صحيفة أمريكية: روسيا تحقق تقدما ملحوظا في بناء حاملة مروحيات ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سالم جبران - هل هناك استراتيجية عربية