أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نجاح محمد علي - الإنتخابات العراقية أزمة!















المزيد.....

الإنتخابات العراقية أزمة!


نجاح محمد علي
سياسي مستقل كاتب وباحث متخصص بالشؤون الايرانية والإقليمية والارهاب وحركات التحرر

(Najah Mohammed Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7106 - 2021 / 12 / 14 - 21:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كان يفترض بالانتخابات النيابية المبكرة أن تساهم في تغيير المعادلة التي تفرضها الولايات المتحدة منذ الغزو العسكري للعراق، لكنّ الإدارة الأمريكية عبر مبعوثة الأمم المتحدة ، كانت لهم بالمرصاد، ولجأت أخيرا إلى التلويح بداعش ، والترويج لحكومة مقبلة تعتبر الحشد الشعبي عبئاً على البلاد، وتهدد بجر العراقيين الى اقتتال داخلي كي تصبح المهيمن على البلاد أكثر فأكثر.

تعطي نتائج الانتخابات العراقيّة فكرة عن سلوك أمريكي دولي يرفض الاعتراف بما يطمح إليه الشعب العراقي الذي يُفترض أن يكون تحرّر من نظام دكتاتوري ، كان على رأسه صدّام حسين، قبل ثمانية عشر عاما.
ظاهرياً تخلّص العراق من صدّام حسين الذي زج العراقيين بحربين مدمّرتين ليس للعراق وحسب بل للمنطقة، وتسببتا بإدخال القوات الأجنبية الى المنطقة بحجة الاطاحة به في حرب ثالثة وعدت بإقامة نطام ديمقراطي سيكون نموذجًا فريداً في الشرق الأوسط كما قال حينها الرئيس الأمريكي الأسبق جورج دبليو بوش.

لا حاجة إلى الذهاب بعيدا في وصف الوضع العراقي. ليس أفضل من يقوم بهذا الوصف في هذه الأيّام هي الأزمات المتواصلة منذ مجيء صدام للسلطة وحتى الآن، فهي لم ولن تكن وليدة الصدفة، بل هي كما يبدو خارطة طريق متفق عليه، بين القوى الدولية المشاركة فيما سمي بالتحالف الدولي ضد الارهاب وعلى رأسها الولايات المتحدة في الفترة المحددة تاريخياً، وبين القوى الاقليمية الفاعلة في تدخلاتها غير المباشرة عبر عملائها من جهة، وتدخلاتها المباشرة في الشأن العراقي بما فيه أستخدام القوة العسكرية، في حربيها 1991 و 2003 وما تلاها من عمليات عسكرية واعتداءات ، لتزيد في الطين بلة، من خلال أختيار برنامج طائفي مقيت وعنصري قومي شوفيني مدمر، على حساب الوطن والشعب.

الأزمات التي يعاني منها العراق تشعبت في جميع الأتجاهات الأجتماعية والأقتصادية والسياسية والصحية والتعليمية والأنسانية الخانقة، خاصة وأن الولايات المتحدة تعمدت الابقاء عليها ، وأن لا تجد لها حلولا فيما الاحتلال البغيض باق دون وجه حق دولياً وانسانيا رغم الادعاء بالانسحاب الكامل للقوات القتالية أواخر العام الجاري.
أدى بقاء هذه الأزمات الى تدهور أمن البلاد والمواطنين، وبات المواطن الذي قسمت مواطنته الى مكونات، يعاني الويلات في جميع مجالات الحياة بما فيها الأمنية، ناهيك عن فقدان الخدمات العامة ، مع فساد تجذر في جميع مفاصل الدولة ، ونهب المال العام العلني أمام أنظار الشعب والعالم أجمع، تجاوز مئات المليارات من الدولارات، حتى تم دفع العراق الى التوجه نحو صندوق النقد الدولي، بالرغم من الزيادة الحاصلة في تصدير النفط وعائداته المالية الضخمة، ليصل الى أكثر من 5 مليون برميل يومياً، بالأضافة الى موارده الأخرى، كبريت وغاز وزراعة بالرغم من اخفاقها الحاصل، مع تعطيل الصناعة لصالح الاستيراد ، بدلاً من تصنيعها وخلق مجالات العمل لتخفيف معاناة الشعب وإنهاء البطالة.

لا تستطيع الولايات المتحدة الاعتراف بواقع يتمثّل في أنّ العراق بلد مستقل يرفض الوصاية ويرفض أن يكون ساحة لتسوية الصراعات الاقليمية والدولية . تعتبر واشنطن نفسها أنها حررت العراقيين من الديكتاتورية ومن داعش ، وتريد أيضاً أن تحرر العراق كما تزعم مما تسميه نفوذ ايران الذي خاض معها حربا استمرّت ثماني سنوات كاملة، بين 1980 و1988. انتهت الحرب عمليّا بهزيمة صدام والعودة مجددا الى اتفاقية الجزائر ، مع ملاحظة أن القوى العالميّة وقتذاك التي أقرت قرار مجلس الأمن رقم 598 ، أبقى على المسائل المتعلقة بالحدود الدوليّة قائمة بين البلدين. هذه حدود قديمة بين حضارتين كبيرتين، الحضارة الايرانية والحضارة العراقية ، على حد تعبير الرئيس الفرنسي الراحل فرنسوا ميتران الذي هبّ لنجدة صدام في العام 1981 عندما بدأت كفّة الحرب تميل إلى جانب “الجمهوريّة الإسلاميّة”…

ما عجزت عنه الولايات المتحدة في دعمها حرب صدام على ايران في ثمانينات القرن الماضي، تريد تحقيقه منذ غزوها العراق العام 2003 بعدما خاضت الولايات المتحدة حربا على الشعب العراقي وتدمير وحدته الوطنية. وزجه في أزمات متتالية أزمة تلد أخرى . تدفع الولايات المتحدة باتجاه أن يرفض العراقيون قبول نتائج تلك الحرب العبثية وهاهي تثير أزمة المياه وتسعى لتدويلها بما يعني أن الأزمات يجب أن تبقى كما كان يفعل صدّام.
لكن العراقيين الذين أجهضوا مشروع داعش ، وتظاهر المخلصون منهم ضد الفساد والاحتلال في آن، حاولوا تغيير المعادلة مرات عدة، لكنّ الولايات المتحدة كانت لهم بالمرصاد دائما، ولجأت أخيرا إلى فرض داعش كورقة يجري التلويح بها حسب الحاجة، لمواجهة “الحشد الشعبي” في معادلة غير متكافئة ، كي يكون التنظيم الارهابي بمثابة الحربة التي تجعل أمريكا المهيمنة على العراق أكثر فأكثر.

لا وجود لمفهوم الانتخابات في العراق بطبيعته الديمقراطيّة في العقلية الأمريكية . الانتخابات كما تريدها واشنطن وسيلة لا أكثر لتكريس نفوذها وقطع ما تعتقد أنه نفوذ ايراني متجاهلة استحقاقات الجوار الجغرافي و التأريخ.
إنّ الانتخابات العراقية كما أفرزت نتائجها المتلاعب بها، وسيلة أمريكية لفرض أمر واقع يؤمن به ما يسمى المجتمع الدولي وقائده الأعلى أي “مجلس الأمن” . قرّر هذا المجلس أن تكون الانتخابات نزيهة وأن نتائجها مقنعة للجميع!.
مطلوب الآن في العراق فرض نتائج الانتخابات الأخيرة التي أجريت قبل أسابيع قليلة ، بحجة أنّها تناسب العراق…

الأكيد أنّ الولايات المتحدة تمارس التصعيد على غير جبهة هذه الأيّام. تعتقد أنّ في استطاعتها أن تبقى القوّة المهيمنة على المنطقة حتى بعد الانسحاب من أفغانستان. ما تقوم به واشنطن في العراق حيث تدفع إلى فرض نتائج الانتخابات و الاعتراف بها تحت طائلة صعود داعش من جديد. ليس جديدا، سبق لها أن فعلت ذلك في العام 2018، عندما فرضت مصطفى الكاظمي رئيسا للوزراء بعد مظاهرات غير عفوية أجبرت رئيس الحكومة السابق عادل عبدالمهدي على الاستقالة.

نعم، لدى الولايات المتحدة مفهومها الخاص للانتخابات في الدول التي تريد الهيمنة عليها والتحكم بمقاديرها، طبقته في لبنان أيضا عبر أدواتها المحلّية لمواجهة حزب الله والمطالبة بنزع سلاح المقاومة ، وتطبقه في العراق تحت طائلة القوات القتالية التي ارتكبت جرائم استهدفت أمن العراق واستقراره، ومنها بالطبع ، اغتيال القائدين المهندس و سليماني.



#نجاح_محمد_علي (هاشتاغ)       Najah_Mohammed_Ali#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رهانات خاسرة!
- المطلوب دولة قوية في العراق!
- رسل القوم!
- نعم للمظاهرات الدستورية !
- كنت معارضاً لإسقاط صدام !
- المظاهرات العراقية: ما لا يُدرَكُ كُلُّه ،  لا يُترَكُ جُلُّ ...
- إن الجوكر عدو لكم فإحذروه!
- الشيعة ضد الشيعة
- إيران والعراق هل يمكن الفراق؟!
- الجهود الأوروبية تسفر عن انفراج-ملغوم- في الأزمة بين واشنطن ...
- إيران : -إخبطها واشرب صافيها-.. !
- عندما قالت بيلوسي لترامب : هذا يوم عسير!
- ديبلوماسية التخريب بين واشنطن وطهران والبادي أظلم !
- ايران ترد على سياسة التصعيد ضدها:صاروخ جواب صاروخ!
- الحرب بين واشنطن وطهران .. بالتصريحات!
- ايران تهدد بحرب مفتوحة إذا تطورت العقوبات الى عدوان عسكري!
- الحشد الشعبي العراقي يثير غضب المعارضة الايرانية في الخارج!
- خطة لاغتيال روحاني !
- -محطة الكذب الأخيرة- ..وثائقي إيراني يبعث رسائل غير مشفرة ال ...
- ظريف بعد الاستقالة : حصوننا مهددة من الداخل!


المزيد.....




- ماكرون يدعو نتانياهو لإنهاء محنة المدنيين في غزة
- وزير خارجية فرنسا : العلاقات في وضع مؤسف للغاية
- وزير الخارجية الفرنسي يؤكد أهمية استئناف -حوار صريح وواضح- م ...
- عامان من الحرب ولا نهاية في الأفق.. كيف -امتدت- الحرب الأهلي ...
- ماذا يريد ترامب من كندا؟
- هيئة كبار علماء الأزهر تهاجم محمد رمضان
- روسيا.. الحكم بالسجن 15 عاما على أسير أوكراني أدين بترويع ال ...
- صحة غزة: الجيش الإسرائيلي تعمد قتل المسعفين في القطاع ودفنهم ...
- لمواجهة ضغوط الاحتكار.. زوكربيرغ يبحث فصل -إنستغرام- عن -ميت ...
- عون يبحث مع عبد الله الثاني نتائج التحقيق مع خلية تصنيع الصو ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نجاح محمد علي - الإنتخابات العراقية أزمة!