أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعود سالم - صالة الإنتظار














المزيد.....


صالة الإنتظار


سعود سالم
كاتب وفنان تشكيلي

(Saoud Salem)


الحوار المتمدن-العدد: 7105 - 2021 / 12 / 13 - 14:43
المحور: الادب والفن
    


لاحظ السيد نون ظاهرة غريبة تحدث من حين لآخر، وتجعله يشك في حواسه السمعية والبصرية، ظاهرة الصمت المطبق في بعض الأوقات، الذي يتحول إلى نوع من الهمهمة والهمس البعيد، ثم يصبح في لحظات أخرى ذلك الهرج والمرج الذي يمكن سماعه في الشوارع العامة أو في الأسواق الشعبية الضخمة .. وكذلك ظاهرة النور القوي الذي يضيء هذا المكان الفسيح الذي لا يستطيع رؤية نهايته ولا بدايته، بل لا يستطيع تكهن شكله ولا معماريته، فهو في البداية بدا له كصالة ضخمة لأحد المطارات العملاقة، ثم في بعض الأحيان تتحول الصالة إلى مجرد أرضية بيضاء، وتتحول الإضاءة إلى شمس حارقة تعمي البصر. على كل حال سوف لن نهتم بما عاناه السيد نون في هذه اللحظات الطويلة من الملل والقلق والإنتظار، ولا بالمقابلات والمعارف العديدة التي كونها طوال هذه المرحلة من رحلته نحو الآخرة، سنذهب مباشرة إلى اللحظة التي سمع فيها إسمه ينطق بصوت عال وجهوري في ما يشبه مكبر الصوت ويطلب منه الإتجاه إلى الباب رقم ٢٢ ك. لا يدري بالضبط الوقت الذي قضاه للوصول إلى الباب المعين، فيبدو أن الوقت هنا لا وجود له على الإطلاق، حيث لا وجود لأي شيء يمكن بواسطته التكهن بمرور الوقت. لقد اجتاز العديد من الصالات المتشابهة أو الساحات الفسيحة وعشرات الممرات التي تؤدي بدورها إلى صالات وممرات أخرى، ثم أرشده شخص يبدو وكأنه من الإستعلامات أو ما شابه ذلك إلى أن الرقم يشير إلى الطابق الثاني، ثم اكتشف أن هذا الطابق يتكون بدوره من مجموعة كبيرة من الأقسام الكبيرة المتشابهة تحمل حروفا بدلا من الأرقام، وتمكن أخيرا بعد رحلة طويلة وشاقة من الوصول إلى الطابق الثاني ثم الوصول إلى القسم أو الجناح ك ثم الباب المعني رقم ٢٢.
فطرق على الباب بحكم العادة رغم عدم وجود اللافتة : اطرق قبل الدخول، ودخل إلى ما اعتبره مكتب الإستقبال حسب ما استنتجه من مظاهر المكتب والموظفين الذين يشغلونه. كانت هناك سيدة جالسة وراء مكتب كبير مقابل للمدخل وسيد يجلس إلى مكتب جانبي وأمامه عدة كمبيوترات وملفات ورقية، وفي عمق الصالة كان هناك عدة موظفين وموظفات يشتغلون في صمت ونظراتهم مركزة على شاشات أجهزتهم العديدة. وكانت هناك مجموعة من الكراسي بجانب الحائط على يمين المدخل ويساره يجلس عيها العديد من الرجال والنساء في إنتظار دورهم على ما يبدو لمقابلة السيدة التي تبدو منشغلة مع إمرأة تجلس قبالتها. خيل إليه أن الصالة تشبه أي صالة إنتظار في عيادة أو محطة قطار أو شيء من هذا القبيل، وجلس على أقرب كرسي شاغر ليس بعيدا عن المدخل. وبعد عدة لحظات قال له الشخص الذي كان جالسا بجانبه وهو يدفعه بمرفقه : عليك أن تأخذ رقما، وأشار إلى آلة لم يلاحظها عندما دخل، توزع الأرقام على المنتظرين ، فنهض من مقعده وأخذ الورقة الصغيرة التي لفظتها الآلة عندما ضغط على أحد الأزرار وعاد إلى مكانه، إنه يعرف هذا النوع من الأجهزة التي توزع الأرقام في صالات الإنتظار المزدحمة. كان المكان هادئا، ولا يسمع سوى بعض الأصوات الخافتة للمنتظرين، وبعض التمتمات الخفيفة الصادرة عن الموظفين والموظفات في المكتب. وبينما هو ينتظر أن يأتي دوره، جائت سيدة تحمل رزمة من الأوراق وأخذت توزعها على المنتظرين الجالسين في صالة الإنتظار. مطبوعة ملونة مكونة من أربعة أجزاء مطوية تشبه المطبوعات الدعائية التي توزعها المكاتب السياحية.

يتبع



#سعود_سالم (هاشتاغ)       Saoud_Salem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عرق البحار
- تشققات البحر
- عالم المعجزات
- يوم الحشر
- بداية الإنفجار
- الإختيار المستحيل
- صور من تحت الأرض
- القبر الذهبي
- دراكولا
- السيفيروت وعلم الأرقام
- هيا بنا نهاجر
- الحلم المصادر
- ليلة ممطرة
- اللامتناهي : الله أم العالم ؟
- المرأة الأولى
- أحزان العنكبوت الأزرق
- ثورة إبليس
- حكاية للأطفال
- سارق النار
- التمرد والأسطورة


المزيد.....




- القبض على مغني الراب التونسي سمارا بتهمة ترويج المخدرات
- فيديو تحرش -بترجمة فورية-.. سائحة صينية توثق تعرضها للتحرش ف ...
- خلفيات سياسية وراء اعتراضات السيخ على فيلم -الطوارئ-
- *محمد الشرقي يشهد حفل توزيع جوائز النسخة السادسة من مسابقة ا ...
- -كأنك يا أبو زيد ما غزيت-.. فنانون سجلوا حضورهم في دمشق وغاد ...
- أطفالهم لا يتحدثون العربية.. سوريون عائدون من تركيا يواجهون ...
- بين القنابل والكتب.. آثار الحرب على الطلاب اللبنانيين
- بعد جماهير بايرن ميونخ.. هجوم جديد على الخليفي بـ-اللغة العر ...
- دراسة: الأطفال يتعلمون اللغة في وقت أبكر مما كنا نعتقد
- -الخرطوم-..فيلم وثائقي يرصد معاناة الحرب في السودان


المزيد.....

- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعود سالم - صالة الإنتظار