فاطمة شاوتي
الحوار المتمدن-العدد: 7104 - 2021 / 12 / 12 - 13:05
المحور:
الادب والفن
يكسِرُ الزجاجَ ...
ويأكلُهُ
فيتَقَيَّأُ نافدةً...
يُطلُّ منهَا العالمُ
حاملاً أسمالَهُ ...
هارباً منَ الغرقِ
في حربِ الحضاراتِ...
وصدامِ الجباهِ
وأورامِ التكنولوجيَا...
الحالمةِ بغدٍ
يتَمَاسُّ فيهِ الواقعُ بالإفتراضِ...
عندَ نقطةٍ في خيالِ البشرِ
فلَا هوَ لَحْمِيٌّ / أوْ نباتِيٌّ /
يأكلُ المعدنَ
طعاماً بديلاً...
يُفَتِّتُ المِلْحَ ...
ويأكلُهُ
يتقَيَّأُ الدودَ...
الجِلْدُ أكلَهُ الملحُ / وأكلَ الملحَ /
فلمْ يتبقَّ للدودِ سوَى بياضِ الملحِ
ليموتَ خارجَ مَعْيِ العالمِ الغليظِ...
والعالمُ يتغذَّى على بقايَاهُ
باحثاً عنْ بْرُوتِينِ البقاءِ...
قبلَ أنْ يُعِيرَ الدودُ البقاءَ
للحياةِ...
الأمعاءُ الدقيقةُ تحولتْ حِبالاً
تشنقُ مصيرَ الجميعِ...
يُقَشِّرُ لونَهُ الأبيضَ والأسودَ...
ثمَّ يزرعُ ألْسِنةً سمراءَ
في الترابِ...
لَا هيَ بالبياضِ ثلجٌ /
ولَا بالسوادِ فحمٌ /
لَا هيَ باردةٌ كجليدٍ قطبيٍّ /
ولَا ساخنةٌ كبركانٍ خامدٍ /
ينبتُ الكلامُ سنابلَ عجفاءَ
يحملُ رأسَهُ ...
مُتصدِّعاً / متفحِّماً /
بينَ المنزلتيْنِ...
يسمعُ منَ النافذةِ عويلاً :
يَا لَلْفضيحةِ
لقدْ صارَ العالمُ عارياً منَ الإنسانِ...!
#فاطمة_شاوتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟