أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بشير الحامدي - يسار يمين حركات اجتماعية!!!














المزيد.....

يسار يمين حركات اجتماعية!!!


بشير الحامدي

الحوار المتمدن-العدد: 7103 - 2021 / 12 / 11 - 20:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اليسار مصطلح برلماني

اليسار له تاريخ وهذا التاريخ بدأ مع الثورة الفرنسية ومنذ ذلك التاريخ لم يكن هذا اليسار إلا صورة من مشروع آبائه المؤسسين الأولين.
قبل 1789 لم يكن في الفلسفة السياسية مصلح باسم اليسار فهذا المصطلح مصطلح برلماني لا غير وكل الحركات الجذرية والثورية لم تكن توصّف نفسها باليسارية من الفوضوية إلى الماركسية إلى الحركات العمالية النقابية في القرن التاسع عشر ولا حتى البلشفية أو التروتسكية أو الماوية فيما بعد ولا كذلك الحركات الثورية في القرن العشرين في أمريكا الجنوبية كانت تعرف نفسها بأنها حركات يسارية. اليسار واليمين ويسار الوسط واليسار الاجتماعي واليسار اللبرالي واليسار الاشتراكي واليسار الأممي واليسا النقابي إلخ ... كلها تسميات تصنيفية لم ترق عبر كل تاريخها ولو سياسيا إلى التعبير عن الصراع في المجتمع بوصفه صراع طبقات صراع بين منتجين ومالكي وسائل الإنتاج وغالبية يضهدها رأس المال ودولته وأجهزته ولا بين مشروعين تاريخين متناقضين واحد للتحرر وآخر رجعي محافظ مهما اتخذ لنفسه من تسميات: رأس مالي ـ اشتراكي ـ اشتراكي وطني أو قومي ـ لبرالي اجتماعي إلخ.... الصراع اليوم لم يعد صراع يمين ويسار لأن في محطات تاريخية عديدة رأينا كيف أن اليسار تحول إلى يمين واليمين تحول إلى يسار واليسار نفسه انقسم إلى يمين ويسار معدل واليمين أيضا انقسم إلى يمين متوحش وآخر أقل وحشية أو اجتماعي.. الصراع اليوم هو صراع بين أغلبية لا تملك مقصية عن كل حقوقها وأقلية بيدها كل شيء من وسائل الانتاج إلى رأس المال إلى السلاح إلى التكنولوجيا إلى العلوم إلى السلاح وهي بهذه الوسائل تعدّ الطبقة الأكثر قدرة على التنظم لحماية مصالحها في كل مكان والأكثر قدرة على فرض أساليبها في الحياة فلها وحدها القدرة على صنع هذا الذي ندعوه تقدّما.
المعركة اليوم كلها تقع هنا والتناقض بين هذه الطبقة والأغلبية وعلى مستوى كوني هو الذي يجعل من طبيعة المعركة معركة موضوعيا لا يمكن حصرها في معركة بين يسار ويمين بل بين أغلبية لا تملك وأقلية تملك كل شيء ومجالها السيادة على القرار والسيادة على الثروات والموارد ووسائل الإنتاج. إنها معركة الأغلبية ضد الأقلية والتي هي بالضرورة لا أيديولوجية ولا سياسية (سياسية بمعنى أن حدودها إدارة أجهزة الدولة أو المشاركة في إدارتها) بل معركة حقوق لا يمكن أن يؤمنها لا يسار ولا يمين بل هي تتجاوزهما في نفس الوقت نحو أشكال جديدة من الانتظام والفعل السياسي للأغلبية أشكال متجاوزة لكل التصنيفات الأيديولوجية ولكل هيمنة للأجهزة الحزبية والنقابية البيروقراطية ولكل وساطة سياسية لا باسم اليمين ولا باسم اليسار.

حركات اجتماعية مقاومة أم جمعيات للمجتمع المدني!

بالرغم من تكاثر وتعدد الهيئات التي تقول عن نفسها أنها حركات اجتماعية إلا أننا في تونس لا نعثر على حركات بهذا المعنى وأغلب ما نراه وما يقدم على أنه حركة اجتماعية هو مجموعات أشخاص في غالب الأحيان ينصبون أنفسهم متحدثين باسم قاعدة شعبية غائبة فأغلب الحركات التي ظهرت في العشر سنوات الماضية هي من هذا الطراز وقد اقتصرت تركيبتها على هؤلاء "القادة" "جنرالات بلا جيوش" الذين يصوّغون لأنفسهم تقديم مطالب وتنظيم احتجاجات وندوات باسم هذه القاعدة الغائبة وعموما وطيلة العشر سنوات الفارطة لم نشهد تحقيق أي مطلب من المطالب التي رفعت والأهم من ذلك أنه كلما احتد الصراع والذي غالبا ما تكون انطلاقته من خارج مساحة فعل هذه الجمعيات إلا وغابت هذه الجمعيات عن المشهد تاركة أصحاب الحق من الفاعلين الاجتماعيين في صراع مكشوف مع السلطة صراع انتهى كله سواء باتفاقات تكون الغاية منها فك التعبئة خشية تطورها للحدود التي لا يعود ممكنا لجمها اتفاقات تتقصّى منها السلطات ما إن تتغير الأوضاع أو يقع قمع التحركات والاحتجاجات و إغراقها في عجزها وعدم قدرتها على مواصلة المواجهة وقد تجلى ذلك عديد المرات سواء في تطاوين أو في المثلث المنجمي أو حول موضوع المحاسبة التي تحولت لمصالحة أو حول موضوع الحق في ثروات وموارد البلاد أو الحق في الشغل....
وعموما يمكن القول في هذا المقال القصير الذي لم نشأ أن نتوسع فيه إلى أن ما يسمى عندنا بالحركات الاجتماعية هي في الحقيقة جمعيات نخبوية أقرب منها لمنظمات وجمعيات المجتمع المدني منها للحركات الاجتماعية فلا هوية ذاتية لها (طبقة ... شريحة اجتماعية... مجموعة بشرية ما) وهي بعيدة عن ثمثّل وتحديد خصمها خصومها الاجتماعيين ولا نعثر لدى جل الحركات على وعي جمعي يعكس مشاركة جماعية لأصحاب الحق بل إن كل ما هناك هو وعي نخبوي فردي يعمل على كسب تعاطف المعنيين من أجل الحصول على تنازلات لصالحهم من السلطة. 



#بشير_الحامدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حركة النهضة تناور من جديد وتصعّد ضد قيس سعيد
- معركة -شغل حرية كرامة- مازالت مهمة للتنفيذ
- 17 ديسمبر كان أمضى على موت -التجمع- فهل يكون عهد قيس سعيد اي ...
- تونس: هل لقيس سعيد حلول يمكن أن ينقذ بها البلاد؟
- انحطاط النقابات وحاجة منتسبيها للمقاومة عبر مساحات أوسع من م ...
- تونس: غول العنف في مؤسسات تعليم المقهورين
- تونس:أي موقف لمنتسبي الاتحاد من خلاف البيروقراطية النقابية م ...
- عن الحوار الذي سيجريه قيس سعيد مع الشباب والشعب التونسي
- صراع الشقين
- - حزب العمال -* الواضح حزب العمال- الذي لا يقدر على تغيير أ ...
- زعيم الطبقات الفقيرة وقائد تصحيح مسار 17 ديسمبر أم منقذ السي ...
- أربع ورقات من مرثية ناظم الحصري أو كما عنونها هو: مرثيتي لأه ...
- لماذا نعارض مشروع حكم قيس سعيد الفردي مشروع الدائرة البرجواز ...
- ديكتاتور صغير آخر ولكنه سيكبر مع الأيام ويصير ديكتاتورا كبير ...
- ملامح الوضع الراهن في تونس: السير حثيثا نحو نظام رئاسي بمعار ...
- متابعة ونقاش لمقال الصديق رزكار عقراوي: -أبرز الأسس الفكرية ...
- تونس: هل يستعد قيس سعيد لإعلان -ديمقراطية الاستفتاءات- التي ...
- تونس: ملف الفساد المالي في اتحاد الشغل
- لماذا ننقد قيس سعيد ونعارض مشروع من سيحكم باسمهم
- تونس: ما المطلوب اليوم المقاومة المستقلة من أجل مشروع للتغيي ...


المزيد.....




- معلقا على -عدم وجوب نفقة الرجل على علاج زوجته-.. وسيم يوسف: ...
- مشتبه به يشتم قاضيا مرارًا وسط ذهول الأخير وصدمة متهم آخر.. ...
- نائب رئيس الوزراء الصربي: لست -عميلا روسيا-
- -نيويورك تايمز-: التدريبات المشتركة بين روسيا والصين تثير قل ...
- بالضفة الغربية.. مقتل 5 فلسطينيين برصاص القوات الإسرائيلية ...
- -معاناتي لم تنته بخروجي من السجن، لكن فقط تغير شكلها- - أحد ...
- شاهد: الرضيعة ريم أبو الحية الناجية الوحيدة من عائلتها الـ11 ...
- صحيفة SZ: بولندا لم تقدم أي مساعدة في تحقيق تفجيرات -السيل ا ...
- بولندا والولايات المتحدة توقعان عقدا لشراء 96 مروحية -أباتشي ...
- -إسرائيل ترغب في احتلال سيناء من جديد-.. خبراء: لا سلام مع ت ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بشير الحامدي - يسار يمين حركات اجتماعية!!!