سعد جاسم
الحوار المتمدن-العدد: 1657 - 2006 / 8 / 29 - 07:15
المحور:
الادب والفن
قبلَكِ ...
كنتُ أكرهُ الصباحَ
الصباحُ : الذي ينبغي أَن أَذهبَ فيهِ
- بلا رغبةٍ – الى العملِ
العملُ الذي يقضمُ تفاحةَ قلبي
بجدواهُ الخادعةِ
الصباحُ : الضجيجُ
الصباحُ : النفاقُ والثرثراتُ
الصباحُ : المطاليبُ
التي تتناسلُ مثل ذئابِ أَيامنا
- بابا ...أُريدُ بيضةً بحجمِ الكرةِ الارضيةِ
خُذْ ... اشترِ البيضةَ
وأَنسَ الكرةَ الأَرضيةَ
لأنّها أَصبحتْ فاسدةً ومخيفة
- التلفزيونُ عاطلٌ
أَصلحْهُ لنتابعَ اخبارَ الكارثةِ
* نعم … سأُصلحهُ
لتَريْ حروبَكِ ياآلهةَ الكوارثِ
- لقدْ نفدَ راتبي …
والبلادُ شحيحةٌ
ماذا لو تسلفُني ألفَ دينار ؟
* خُذْ هذهِ القصيدةَ
إنّها طازَجَةٌ … بعْها ولو بسيجارةٍ
لعلكَ تنسى محنةَ البحثِ
عن الدنانير .
وتنسى محنةَ البلادِ
- أَدواتُ المكياجِ أَصبحتْ قديمةً
أُريدُ عطراً وكحلاً وروجاً
لأَطردَ عشبَ الشيخوخةِ
وأَتجمّلَ … كي أُرضيكَ
أَيها الفحلُ الكسول
* تعالي … لأُرضيكِ
- ها … لاداعي للمكياجِ …إذنْ
* * * *
رُبَّما أَسرفتُ في السردِّ
رُبَّما أسرفتُ في السرِّ
لايَهُم ….
قلتُ : قبلكِ …
كنتُ أكرهُ الصباحَ
وقبلكِ …
كنتُ صديقاً لليلِ
والنجومُ تقاسمُني يواقيتَ عزلتي
وتتعطرُ بقرنفلاتِ أَسايَ
وتقرأُ معي قصائدَ "لوركا"
صديقي القتيل القديم
وتغني معي أُغنياتِ الوحشةِ
والمنفى الخادعِ …
* * * *
وعرفتُكِ …
لاأَذكرُ كيفَ
أتذْكرينَ؟
مَنْ الذي عرفَ الآخرَ ؟
لايَهُمْ …
* * * *
مُنذُكِ …
أَصبحَ للصباحِ طعمٌ آخرٌ
هو طعمُ روحكِ
التي تفيضُ بنورِ اللذةِ
وبفراتِ الغزلِ المكشوفِ
وأصبحَ للصباحِ
لونٌ آخرٌ
هو لونُ النهرِ
الذي غادرَ عزلتهُ
وجاءَ وحيداً ليغفو في عينيكِ
وفي غابتكِ السوداء
لعلَّهُ ينسى رائحةَ الجثثِ
ويتطّهرُ من ذنوبهِ القديمة .
وأَصبحَ للصباحِ
إسمٌ آخرٌ
هو إسمكِ الذي لهُ
إنوثةُ الندى
وغوايةُ الذهبْ .
* * * * *
مُنذُكِ …
أصبحتُ أَتمنى لو أَنَّ العالمَ
بلا ليلٍ
لأَنَّ الليلَ طويلٌ
طوييييييلْ
مثلَ تابوتٍ أَسود
يُذَكِّرُنا بالمنافي والرحيلْ
* * * *
مُنذكِ ....
اصبحتُ أتمنى
لو أّنَّ العالمَ
كلُّهُ صباح .
#سعد_جاسم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟