أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمادة جبر - إعادة الحياة لنهر الأردن والبحر الميت














المزيد.....

إعادة الحياة لنهر الأردن والبحر الميت


حمادة جبر
(Hamada Jaber)


الحوار المتمدن-العدد: 7101 - 2021 / 12 / 9 - 17:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد قيامها ببضعة سنوات وفي بداية خمسينيات القرن الماضي، قامت إسرائيل بتحويل مجرى نهر الأردن إلى داخل حدودها التي احتلتها عام 1948 قبل أن تقوم عام 1967 باحتلال كامل فلسطين وهضبة الجولان وصولاً لجبل الشيخ المصدر الرئيسي لنهر الأردن، لتقطع الطريق عن محاولات دول عربية بتحويل بعض روافد نهر الأردن، لتقلل من كمية المياه الواصلة للنهر رداً على قيام إسرائيل بتحويل مجراه وإيصال مياهه إلى صحراء النقب.
لقد خسر البحر الميت حوالي ثلث مساحته خلال أقل من مائة عام. السبب الرئيسي لنقصانه هو انخفاض حاد في المياه المتدفقة من المغذي الرئيسي له وهو نهر الأردن، فقد انخفضت كمية المياه المتدفقة عبر نهر الأردن جنوب بحيرة طبريا من حوالي مليار ونصف متر مكعب سنوياَ في النصف الأول من القرن الماضي إلى حوالي 200 مليون متر مكعب فقط. وتتسارع نسبة نقصان البحر الميت بمعدل متر إلى متر ونصف سنوياً، بسبب التغير المناخي وارتفاع درجات الحرارة وبالتالي ازدياداً في نسبة التبخر. لذلك، يجمع العلماء والخبراء بأن الموت الحقيقي للبحر الميت سيكون بحلول العام 2050 إذا بقي الحال على ما هو اليوم.
بعيداً عن الكوارث البيئية التي يصعب التنبؤ بكل آثارها السلبية -التي بدأنا نشد مقدماتها- على التنوع الحيوي والطبيعي لمنطقة نهر الأردن والبحر الميت. فإن استمرار اللامبالاة من الأطراف المعنية والتسليم بحقيقة جفاف نهر الأردن والبحر الميت، سيكون لها ارتدادات عميقة ومدمرة على كل الأطراف وستشمل كافة القطاعات الاقتصادية مثل الزراعة والسياحة والصناعة، بل على وجود الإنسان أيضاً على هذه البقعة من الأرض.

نهر الأردن:
لنهر الأردن أهمية فائقة وفريدة ومتعددة القطاعات. فعدا عن طوله المتعرج الذي يصل إلى حوالي 350 كم جاعلاً من الأراضي الواقعة على ضفتيه أراضٍ خصبة للزراعة لا يمكن الحديث عن أمن غذائي بدونها. فلمياه الأردن أهمية قصوى في تغذية أحواض المياه الجوفية. كذلك لنهر الأردن أهمية لدى كل الديانات وقدسية مرتبطة ارتباطاً مباشراً بمياهه لأتباع الديانة المسيحية الذين يفوق عددهم 2 مليار ونصف في العالم. وبالتالي فإن العائدات المتوقعة على الاستثمارات في السياحة الدينية على نهر الأردن تفوق أية استثمارات في مصادر طبيعية أخرى.

البحر الميت:
لا يوجد مبرر لاستمرار لامبالاة الأطراف المعنية تجاه جفاف البقعة الأكثر انخفاضاً على سطح الأرض، والبحر الذي تفوق ملوحته أكثر من 8 أضعاف ملوحة مياه المحيطات والبحار الأخرى. كذلك لمياه البحر الميت الغنية بالأملاح والمعادن خصائص علاجية لكثير من الأمراض، اضافة إلى أنه المنطقة الأكثر تركيزاً بالأكسجين وضغط جوي هو الأعلى في العالم. كذلك، يقول الخبراء بأن شمس البحر الميت غير ضارة بسبب فلترة الأشعة فوق البنفسجية بفضل كثافة طبق الأوزون وطبقة الضباب الكثيف والثقيل الناجم عن تبخر الأملاح المعدنية في سماء البحر الميت. إنه كنز طبيعي لا يمكن تخيل اختفائه.

ما العمل؟
لا شك أن الأطراف المعنية تدرك الكوارث التي ستنتج عن جفاف نهر الأردن والبحر الميت. لذلك حاولت تلك الأطراف البحث عن حلول أهمها مشروع "قناة البحرين" وذلك بفتح قناة تربط مياه البحر الأحمر بالبحر الميت. فكرة المشروع بدأت قبل أكثر من عشرين عاماً، وبعد أعوام من الدراسات وتجنيد الأموال، لم يعُد المشروع مطروحاً على الطاولة. وأعتقد أن السبب الأهم لعدم تشجع الأطراف المعنية للمشروع هو عدم اليقين من أن المشروع سينجح دون الإخلال ببيئة البحر الميت إضافة للتكلفة المالية العالية.
بالعودة إلى ما ذكر سابقاً حول السبب الرئيسي للنقص الحاد في مياه نهر الأردن وبالتالي البحر الميت. إن الحل الطبيعي والأسهل والأسرع هو تراجع إسرائيل عن عبثها المدمر في الطبيعة والبيئة بإعادة مياه نهر الأردن لمجراها الطبيعي. وعلى الأطراف المعنية بما فيها إسرائيل الاعتماد على تحلية مياه البحر في توفير حاجاتها للمياه. كذلك على الأطراف المعنية الاتفاق على كيفية الاستثمار في نهر الأردن والبحر الميت بشكل عادل وغير مضر للبيئة.
لاشك أن العقبة الكبرى أمام إعادة الحياة لنهر الأردن والبحر الميت هي إسرائيل. لذلك يجب البدء بحملة دولية تشمل الكثير من المؤسسات والنشطاء الإسرائيليين المدركين لأهمية وسرعة التحرك لإنقاذ البحر الميت. على الحملة الدولية أن تشرح أن العبث الإسرائيلي بالطبيعة هو وراء جفاف مياه نهر الأردن المقدسة وجفاف البحر الميت الفريد على مستوى العالم، لإجبار إسرائيل على التراجع عن تحويل مياه نهر الأردن.



#حمادة_جبر (هاشتاغ)       Hamada_Jaber#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلسطين: شغور منصب الرئيس
- هل أخطأ مروان الرغوثي؟
- قوى اليسار الفلسطيني بين صراع البقاء وفرصة القوة الثالثة الم ...
- الانتخابات الفلسطينية: تقارب المأزومين وفرصة البديل
- إلى الاتحاد الأوروبي ودوله: كفى مراوغة!
- المشهد السياسي الفلسطيني: ما بين التصفية والبديل الثوري
- الانتخابات الفلسطينية: لا لنظام التمثيل النسبي الكامل
- دولة واحدة أو دولتان: الطريق واحد
- في المقهى..
- إن كان لابد من بقاء السلطة وإجراء انتخابات
- الفلسطينيون في موقع المبادرة: حل السلطة وتبني استراتيجية حل ...
- وزير الحب!!
- أتريد بأن تكون نفساً؟؟!!
- بلاهة مصطنعة!!
- لمن يريد الخلود!!
- شظايا قلب!!
- سوء مطابقة !؟
- محطات سماوية !!
- حوار بين حبيبين
- خاطرة


المزيد.....




- معلقا على -عدم وجوب نفقة الرجل على علاج زوجته-.. وسيم يوسف: ...
- مشتبه به يشتم قاضيا مرارًا وسط ذهول الأخير وصدمة متهم آخر.. ...
- نائب رئيس الوزراء الصربي: لست -عميلا روسيا-
- -نيويورك تايمز-: التدريبات المشتركة بين روسيا والصين تثير قل ...
- بالضفة الغربية.. مقتل 5 فلسطينيين برصاص القوات الإسرائيلية ...
- -معاناتي لم تنته بخروجي من السجن، لكن فقط تغير شكلها- - أحد ...
- شاهد: الرضيعة ريم أبو الحية الناجية الوحيدة من عائلتها الـ11 ...
- صحيفة SZ: بولندا لم تقدم أي مساعدة في تحقيق تفجيرات -السيل ا ...
- بولندا والولايات المتحدة توقعان عقدا لشراء 96 مروحية -أباتشي ...
- -إسرائيل ترغب في احتلال سيناء من جديد-.. خبراء: لا سلام مع ت ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمادة جبر - إعادة الحياة لنهر الأردن والبحر الميت