محمد شوقى السيد
الحوار المتمدن-العدد: 7099 - 2021 / 12 / 7 - 17:15
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الخداع الاستراتيجى السياسى المضاد (عملية إخراج مصر من الصراع)
يقول وزير خارجية فرنسا بالستنيات وابان النكسة موريس كوف دى مورفيل :
" أنه جرت في الشرق الأوسط معركتين معركة دخول إسرائيل، ومعركة خروج مصر، وان دخول إسرائيل لا يتحقق إلا بخروج مصر، وان بريطانيا هى الدولة التي ساعدت على دخول إسرائيل، والولايات المتحدة الأميركية هى الدولة التي يجب أن تحقق خروج مصر، وأنكم كعرب تنبهتم للمعركة الأولى الخاصة بدخول إسرائيل وغابت عنكم معركة خروج مصر"
كيف تمت عملية اخراج مصر واحتوائها من الصراع العربى الاسرائيلى
**أولا تغير نظام الحكم
خطاب الزعيم جمال عبد الناصر بالعيد السادس عشر للثورة
" اسرائيل تبقى زى ما هما بيقولوا على أمل أن تتغير الأوضاع او تتغير الأنظمة وتيجى أنظمة تقبل ان توقع معاهده صلح مع اسرائيل تتغير الاوضاع ازاى ان اسرائيل تعلم ان الاحتلال راسخ على قلب كل فرد من افراد الامه العربيه الاحتلال يمثل تمزق الاحتلال شئ غير طبيعى يمثل كابوس بالنسبة لينا واوضاعنا الداخليه مما يمكنها انها هى والقوى الامبريالية الاستعماريه التى تعمل من ورائها أن تؤثر على الجبهات الداخليه وقد تستطيع انها تغير الأنظمة وتجيب أنظمة تقبل أن تصل الى صلح مع اسرائيل طالما اسرائيل تعلم بأننا لم نوصل الى القوة العسكرية الهجومية الساحقة تبقى اسرائيل فى أماكنها على أساس أن تحقق النصر السياسى بتغيير الأنظمة لهذا اسرائيل لا تقبل قرار مجلس الامن اسرائيل لا تقبل مناقشة قرار مجلس الامن اسرائيل بتقول ان احنا موجودين مطرحنا على خطوط اطلاق النار لغايه ما تقبلوا ان تقعدوا معانا تتفاوضوا وتوقعوا اتفاقيه صلح احنا بنجابه هذا بأننا نبنى قواتنا المسلحه ... " (فديو يوتيوب)
نستنتج مما سبق وضوح رؤيه الصراع بين الطرفين الاول بقيادة زعيم يعرف ابعاد الصراع استراتيجيا والطرف الاخر يوقن ان احتلال سيناء مجرد وقت ولا أمل بالاحتفاظ بها الى ما لا نهايه فهدفهم الاساسى من احتلالها هو اجبار زعيم العرب على الاعتراف بوجود اسرائيل كأهم هدف والهدف الثانى والمهم هو تفتيت العرب من خلال ابعاد مصر عن الصراع وفصلها عن الامة العربيه
تيقنت اسرائيل وامريكا بعد رفض عبد الناصر للعروض المقدمه له بحل الصراع مقابل سيناء وسلام منفرد بين مصر واسرائيل ان نظام الزعيم جمال عبد الناصر يستحيل تطبيق ما يريدون وهو قائم ولا بد من تغيير هذا النظام الى نظام اخر موالى لهم – توفى الزعيم عبد الناصر سبتمبر 1970 وتحمل وفاته شبهات كثيرة شبهات اغتيال بالسم من خلال خيانه داخليه وهو ما كشفته احدى الوثائق لما قاله على امين ومصطفى امين عملاء المخابرات الامريكية وهذه الوثيقة عبارة عن مذكرة بخط الوزير / سامى شرف مرفوعة للرئيس / جمال عبد الناصر بتاريخ 3 يونيو 1970. وهى ترصد مجموعة من التحركات التى تتم ضد مصر على الصعيدين الداخلى والخارجى وقد قام الأستاذ هيكل بالشطب على كلام الوزير سامى شرف الذى يرصد هذه التحركات لاعتبارات تتعلق بالأمن القومى وقت صدور الكتاب.
ولكن ما يتعلق بموضوعنا هو تأشيرة بخط يد الرئيس جمال عبد الناصر على الطرف الأيسر أعلى الصفحة كتب فيها: (لقد تقابل على أمين فى روما مع أحد المصريين المقيمين فى ليبيا وقال له أن الوضع فى مصر سينتهى آخر سنة1970 )).
.
لقد كان على أمين هاربًا من مصر بعد اتهام أخيه مصطفى أمين بالتجسس على مصر لمصلحة الولايات المتحدة الأمريكية وكانت الشبهات تحيط بعلى أمين أيضا لذا فضل أن يظل خارج مصر ولكن كيف علم على أمين أن الوضع فى مصر سينتهى آخر 1970؟
لقد توفى الرئيس / جمال عبد الناصر فى 28 سبتمبر 1970، أى قرب نهاية العام وبوفاته انقلبت أوضاع كثيرة سواء فى مصر أو فى الوطن العربى كله.
**تطور حالة الحرب من نصفها الاول لما حدث بعد تطوير الهجوم يوم 14 أكتوبر
ولن أزيد في تلك النقطة لكثرة الكتابات والاراء حول الثغرة ولكن الاهم هو نتائج ما حدث بتلك الثغرة ويكفى ان اركز على نقطتين فقط في ما حدث وهما تدمير بعض وحدات وصواريخ سام وحائط الصواريخ وهو ما يسمح ثانية لاعادة عمل قوات العدو الجوية وامكانية قصف العمق المصرى وقصف القوات المحاصرة بالجيش الثالث وقصف المدنيين بمدن القناة والنقطة الثانية والتى أثارت أستغرابى هى كيف أنشأت اسرائيل معابرها فوق قناة السويس لعبور قواتها لغرب القناة حيث كوبرى عائم وكوبرى أخر ضخم بالتراب والحجارة بردم القناة كيف انشأتهم اسرائيل وسط غياب استطلاع قواتنا سواء استطلاع جوى أو استطلاع المخابرات الحربية وقد أوضح هذا التساؤل ابلغ توضيخ مقال الكاتب الكبير يوسف أدريس عن الثغرة من كتابه(البحث عن السادات) فقد قال فيه
لقد زرت من عامين المكان الذي عبر منه الجيش الشاروني الإسرائيلي القناة من شرقها إلى غربها ليصنع ما سماه السادات ((الثغرة التليفزيونية)) , وهالني الأمر تماماً, فالقناة عند ذلك المكان الذي أقيم فيه جسر بري مسفلت في 24 ساعة فقط, ذلك المكان أوسع كثيراً من عرض النيل الذي أقيم عنده السد العالي, , كيف يتسنى لمجاميع قليلة من جيش متسلل محصور بين جيشنا الثاني وجيشنا الثالث, كيف يتسنى لتلك المجاميع أن تسد القناة, الأعمق من نيل أسوان, والأعرض من مكان السد العالي, في ظرف أيام معدودة, إني أطلب وألح أن تتشكل لجنة عسكرية هندسية لتقدر كم العمل اللازم لإقامة طريق بري مسفلت طوله كيلومتر على الأقل وبقاعدة لا يمكن أن تقل عن خمسين متراً وارتفاع لا يقل ابتداء من قاع القناة إلى مستوى الطريق المسفلت على ضفتها, ارتفاع لا يقل بأي حال عن عمق القناة زائد عشرة أمتارعلى الاقل من سطح الماء إلى سطح الأرض, أي حوالي ثلاثين متراً ارتفاعاً.
إني متأكد أن أي طالب هندسة أو حتى أي مقاول صغير إذا رأى المكان, وعرف أبعاده – لا يمكن إلا أن يؤكد أنه عمل لابد يستغرق شهوراً طويلة في ظل وفرة من الأيدي العاملة وفي ظروف سلام تام مواتية, أما أن يقول الإسرائيليون أو يقول بعض المختارين من المصريين إنه عمل قد تم خلال 48 ساعة على الأكثر فهذا هو الكذب بعينه أو بالأصح التمويه المراد به خداع شعبنا عن حقيقة لابد لمن يرى المكان ان يدركها عن يقين : حقيقة أن قناة السويس , في ذلك الجزء عند ((الدفرسوار)), كانت مسدودة فعلاً بكتل خرسانية, وأنه عمل استغرق وقتاً طويلاً ليحدث, وأنه تم إما بتكتيك عسكري لا نعرف بالضبط كنهه بحيث أبعد أنظار جيشنا عن تلك البقعة بالذات, أو كثَّف المدفعية في تلك البقعة أثناء حرب الاستنزاف بحيث أصبح الاقتراب منها مستحيلاً, وأما وهذا هو الشيء المخيف فعلاً – أن يكون هذا السد قد أقيم بعلم السلطات المصرية, ولأن هذه مسألة مستحيلة بغير اتفاق مع الإسرائييليين ليسمحوا بإقامة سد قد يتخذ معبراً في أي وقت للجيش المصري, وهو أمر مستحيل التصديق فإن المسألة تشكل لغزاً لابد أن يحل, فقط لم ينتبه له الرأي العام إلى الآن,
ولكن لا حقيقة هناك مختفية إلى الأبد, ولابد لشعبنا يوماً أن يعرف كيف أن سداً كهذا قد أقيم ليكون الخنجر الذي يسدد إلى ظهر جيشه في اللحظة المناسبة, خنجر خفي كان باقياً, لكي يصبح سداً كاملاً وطريقاً ((مسفلتاً)), بعد وضع الطبقة الأخيرة فقط من كتل الخرسانة وهو عمل فعلاً من الممكن إنجازه بكم هائل من الآليات والأوناش في ظرف 48 ساعة. وهنا أيضاً لا يملك أي إنسان لديه أي ذرة من القدرة على التفكير , لا يملك إلا أن يتساءل كيف استطاع شارون بقواته الصغيرة أن يستجلب هذا الكم من الأوناش واللوريات والمعدات الآلية , يستجلبها من إسرائيل ويصنع بها السد في أقل من 24 ساعة من قراره أن ((يعبر)) القناة ؟ وفي ظل حرب ، أما إذا لم يكن قد استجلبها , وأنها كانت طوال الوقت هناك فإن هذه تكون قمة المأساة المضحكة, إذ معناها أن شارون , أو الجيش الإسرائيلي , كان يعرف أن حرب 73 كانت ستقوم , وأن الجيشين المصريين الثاني والثالث سيعبران القناة بنجاح , وأن الرد على هذا العبور يكون من خلال هذا السد !!
لقد أطلت في تأملي لحكاية الثغرة , أو بالأدق لحكاية عمل الجسر البري عبر القناة لأنني لست عسكرياً من ناحية , ومن ناحية أخرى لأن أي زائر للمكان , وأي عابر سبيل يرى منطقة الدفرسوار ويتصور إقامة سد عليها طوله كيلومتر في ظرف 48 ساعة لن يتمالك نفسه وسيقسم بأغلظ الأيمان إن هذا مستحيل تماماً , وإن ثمة مؤامرة كبرى – مؤامرة ضد الجيش وانتصاره تمهيداً لفرض الاستسلام عليه – وراء سد الدفرسوار إن كنا لا نعرف عنها الكثير اليوم , فسنعرف وحتماً , كل شيء غداً .
أقول أطلت , لأن الدفرسوار يشكل بالنسبة لعلامات الاستفهام التي طرحتها متسائلاً أو مراجعاً للأحداث اتي دارت في منطقتنا منذ سبتمبر 1970 إلى الآن , يشكل دليلاً من الممكن أن تراه ((أي العين)) دليل إثبات واضح لا يمكن دحضه , يشكل شيئاً كجسد الجريمة في لغة القانون , وهو هناك قائم وموجود وباستطاعتك انت نفسك , لو شئت أن تراه , وأن تبني حكمك دون أي حاجة لإعمال ذكاء كثير
**حصر الصراع الى صراع منفرد بين مصر واسرائيل
يلخص تلك الزاوية الزعيم " "الموضوع مش هو مسألة جلاء إسرائيل عن سيناء وحدها، يمكن لو كانت دى هى المسألة. أقدر احصل عليها بكرة بتنازلات.
أنا بقول للمثقفين يفكروا ما ينفعلوش، أنا بقول لو العملية سيناء بس عايز.. برضه تفهموا كلامى.. لو العملية سيناء بس سهلة.
العملية مصيرنا؛ مصير العرب.. علشان لو كنا عايزين نسترد سيناء ممكن بتنازلات بنقبل شروط أمريكا وشروط إسرائيل، نتخلى عن الالتزام العربى ونترك لإسرائيل اليد الطولى فى القدس والضفة الغربية وأى بلد عربى، ويحققوا حلمهم اللى أتكلموا فيه من النيل إلى الفرات، ونتخلى عن التزامنا العربى.. بندى هذه التنازلات ونقول لهم يعدوا فى قنال السويس، ويرفعوا علم إسرائيل فى قنال السويس، وبيمشوا ويتركوا سيناء.
الموضوع مش هو الجلاء عن سيناء وحدها، الموضوع أكبر من كده بكتير..الموضوع هو أن نكون أو لا نكون. موضوع إزالة آثار العدوان أكبر من الجلاء عن سيناء.هل سنبقى الدولة المستقلة اللى حافظت على استقلالها وعلى سيادتها ولم تدخل ضمن مناطق النفوذ واللا حنتخلى عن هذا؟
إحنا مجروحين.. جزء من أرضنا محتل، ولكن رغم هذا؛ رغم الجرح هل نتنازل عن كل التزاماتنا العربية، وكل المثل وكل الحقوق، ونقبل إن إحنا نقعد مع إسرائيل لنتفاوض فى الوصول إلى حل؟إسرائيل بتقول كده، أمريكا بتقول كده إيه المقصود بإزالة آثار العدوان؟
أما نتكلم على إزالة آثار العدوان لازم نفهم أطراف وأبعاد إزالة آثار العدوان.. والمسألة مسألة كبيرة؛ كبيرة جداً، ومسألة أيضاً خطيرة؛ لأن أمريكا أيدت إسرائيل، ساعدتها فى الأمم المتحدة، وادتها الأسلحة، وأدتها المعونات المالية، وبمقدار كبر وخطورة الموضوع.. بمقدار ما يحتاجه من تكاليف وتضحيات. المسألة مش مسألة حل أزمة الشرق الأوسط.. المسألة هى نوعية الحل، شرف الحل، شرفنا.. مستقبلنا.. ومصيرنا."
من خطاب الرئيس جمال عبد الناصر فى 25 أبريل 1968
**وداعا للتضامن العربى
بعدما اعلن السادات نيته لزيارة اسرائيل فى عقر دارها امام نواب مجلس الشعب فى يوم 9/11/1977
زار اسرائيل بالفعل يوم 19/11/1977
هل يعقل ان بين اعلان السادات نيته للزيارة والزيارة الفعليه عشرة ايام فقط عدم وجود تدبير واتفاق مسبق مع امريكا واسرائيل حيث اعلن انه سياخذ رأى الدول العربية وزعمائها قبل الزيارة وبالفعل زار سوريا يوم 16/11/1977 هل يعقل ان تتخد الدول العربية قرارا استراتيجيا مثل هذا فى غضون يومين
بينما كان المسلمون يحجون بيت الله الحرام وبعد وقفه عرفة ويتجهون الى المزدلفه كان السادات يحط بطائرتة بمطار بن جوريون باسرائيل معلنا امام العالم اعترافة بهم وبدولتهم وشرعيه وجودها
عاد السادات من زيارتة صفر اليدين والكاسب الوحيد هو مناحم بيجين لم تنعقد اتفاقيه سلام بعد الزيارة كما توقع السادات بل تركة الاسرائيليين والامريكان يخسر اصدقائة العرب ويخسر شعبه لمزيد من التنازلات يقدمه حتى يستنفذ كل ما يمكن تنفيذة من تنازلات واخيرا عقدت الاتفاقيه بعد عام ونصف العام من الزيارة فى سبتمبر 1979
اجتمعت القمه العربية وقرر القادة العرب طرد مصر من الجامعه العربيه وتعليق عضويتها واخيرا تحقق هدف الاسرائيليين والامريكان
خرجت مجله التايم الامريكية العالمية صباح اليوم التالى بعنوان رئيسى " وداعا للتضامن العربى "
" Goodbye Arab solidarity"
#محمد_شوقى_السيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟