كاظم ناصر
(Kazem Naser)
الحوار المتمدن-العدد: 7099 - 2021 / 12 / 7 - 08:03
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بدأ ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يوم الاثنين 6/12/2021 جولة رسمية لدول مجلس التعاون الخليجي يجري خلالها محادثات مع قادة عمان، والإمارات، وقطر، والبحرين، والكويت؛ وتسبق هذه الجولة انعقاد القمة الخليجية 42 في الرابع عشر من ديسمبر الجاري، وهي الأولى منذ المصالحة الخليجية مع قطر؛ واستبقها الملك سلمان بن عبد العزيز بإرسال رسائل خطية إلى سلطان عمان، وأمير قطر، وملك البحرين، وأمير الكويت يوم الأحد 5/12/2021 أي قبل يوم واحد من بدئها! وكشفت مصادر دبلوماسية ان القادة الخليجيين سيبحثون التعاون السياسي والعسكري والاقتصادي بين دولهم، ومحو آثار الخلافات مع قطر، ومفاوضات الاتفاق النووي بين إيران والقوى الدولية واستمرار التدخلات الإيرانية في المنطقة، وإمكانية إيجاد حل للحرب في اليمن، والتطورات على الساحة العراقية في ضوء نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة، والوضع في سوريا، ومستجدات القضية الفلسطينية، والعلاقات الاستراتيجية بين دول المجلس والتكتلات الدولية.
ولهذا يمكن اعتبار رسائل الملك سلمان وزيارات ولي عهده لدول مجلس التعاون محاولات لدعم مواقف المملكة وتأثيرها على قرارات القمة من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن بن سلمان يهدف إلى توظيفها لتلميع صورته، وتعزيز علاقاته مع قادة دول مجلس التعاون بعد تسببه في احداث انقسامات داخل اسرة آل سعود الحاكمة، ودوره المحوري في الخلاف الذي حدث بين قطر ودول المجلس، ومسؤوليته عن قتل مئات آلاف اليمنيين وتدمير وطنهم، ومشاركته في قتل جمال خاشقجي، ورفض الرئيس الأمريكي جو بايدن استقباله، وفقدانه للمزيد من مصداقيته عربيا واسلاميا ودوليا.
الملك سلمان وولي عهده يشعران بالمزيد من القلق بسبب الخلافات البينية بين أفراد العائلة السعودية المالكة وتراجع مكانة المملكة ونفوذها السياسي والديني في العالمين العربي والإسلامي نتيجة لسياسات ولي العهد الفاشلة في اليمن وسوريا وليبيا وأخيرا لبنان، وازدياد نفوذ الامارات وقطر عربيا واسلاميا ودوليا؛ فهل سينجح بن سلمان في تحقيق أهدافه من جولته الخليجية؟ وهل ستتمكن المملكة من المحافظة على هيمنتها على قرارات مجلس التعاون في القمة القادمة وما بعدها؟
لا أعتقد ذلك لأن جولة محمد بن سلمان التصالحية لدول مجلس التعاون هي بمثابة هبوط اضطراري نتج عن فشل سياساته؛ فأزمة الثقة بينه وبين أمير قطر ما زالت قائمة، والتحركات الإماراتية الأخيرة ومن أهمها الزيارات التي قام بها مؤخرا محمد بن زايد لتركيا، وعبد الله بن زايد لسوريا، وطحنون بن زايد لإيران تعكس خلافا واضحا بين المملكة والإمارات في التعامل مع قضايا المنطقة! أضف الى ذلك ان سلطنة عمان ودولة الكويت لا تتفقان مع السعودية فيما يتعلق بالعلاقات العربية الإيرانية، واستئناف العلاقات السياسية والاقتصادية مع سوريا وعودتها للجامعة العربية.
#كاظم_ناصر (هاشتاغ)
Kazem_Naser#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟