أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - منى نوال حلمى - أزمة العالم بين - تقدم - مظهرى و- تأخر - جوهرى














المزيد.....


أزمة العالم بين - تقدم - مظهرى و- تأخر - جوهرى


منى نوال حلمى

الحوار المتمدن-العدد: 7098 - 2021 / 12 / 6 - 07:41
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


"التطور"، لا يعني بالضرورة "التقدم". فالتقدم ، كلمة نبيلة تستلزم أن تكون "التطورات" الحادثة في أي مجال، متناغمة مع قيم العدالة الاجتماعية بين جميع البشر، وبين جميع الدول ، وتؤدى الى السعادة ، والسلام .
يمتلئ كوكب الأرض، بالعديد من البلاد، التي وصلت إلى درجة عالية من التطورات الصناعية، والتكنولوجية، والعلمية، أي أنها "متقدمة"، صناعياً، وتكنولوجياً، وعلمياً. لكنها "متأخرة" إنسانياً. بمعنى أن كل تطوراتها،
لا تخدم العدالة الاجتماعية بين جميع البشر، وبين جميع الدول .
على العكس، نجد أن تطورها المذهل ، يرسخ مفاهيم التفرقة العنصرية، والتفرقة الجنسية، والتفرقة الدينية، والتفرقة الطبقية، والتفرقة العرقية. والنتيجة الحتمية لذلك ، كما نشهد هو التعاسة ، واشاعة الكراهية ، وزيادة ضحايا الارهاب ، والعنف ضد الطبيعة ، والأقليات ، والحروب السافرة والكامنة .
إن الدول المتفوقة في صناعة الأسلحة، وأدوات التدمير، والخراب، والإبادة الجماعية، وفنون القتل والاغتيالات ، والتحالف المستثمر فى الدعارة والمخدرات والجريمة المنظمة ، وتعيش على دم الجثث المحلية ، والجثث عابرة الحدود ، كيف ترتقى انسانيا ؟؟.
والدول التي تنفق المليارات، في تمويل أصحاب النعرات الدينية المتعصبة ، ودعم الإرهاب الديني، وزرع أمراض ، وأوبئة ، مستحدثة ، واحتلال وتدمير ،الأوطان ، باسم الدين والديمقراطية ، واذكاء تديين الشعوب وتغطية النساء ، باسم حماية التراث الثقافى للدول ، والهوية والخصوصية ، وأن الفلوس أهم ، من البشر ، وأن تضليل الناس هو الطريق المختصر للفوز ، كيف يصفها البعض بالتقدم ، بل ويعتبرها قدوة ، وقد كان بإمكان تلك المليارات المهدرة ، أن تنهي الفقر، والمرض ، والجهل ، والجرائم ، والحروب الساخنة والباردة ، والتعاسة ، على كوكب الأرض ؟؟.
والدول التى تهتم بحقوق الحيوانات ، من توفير أجود الأطعمة ، والرعاية الصحية ، والترفيه ، وحسن المعاملة ، ولا يؤرقها انتهاك أو غياب حقوق البشر فى مجتمعات أخرى ، أهى " متزنة " انسانيا ؟؟.
كان زمان الاعلام المرئى ( قبل أن يتطور ) ، قنوات أرضية ليست كثيرة ، بدون ألوان ، وزخارف ، وبذخ . لكن المضمون كان أكثر رقيا ، وعمقا ، وصدقا ، وابداعا ، حتى لو اقتصر الأمر ، على الاضحاك والترفيه .
الآن " تتطور " الاعلام . تكاثرت القنوات الاعلامية المرئية ، أرضية وفضائية ، فى سباق لاستعراض الفلوس المتاحة ، والاستديوهات المكيفة . أما المضمون ، فقير ، بائس ، أغلبه يستحق الشفقة ، يخدم اثارة العواطف العنصرية الموروثة ، واستضافة مناظرات فكرية وفنية ، صاخبة ، لمضاعفة الاعلانات ، وتسطيح القضايا ، وترسيخ الطاعة والعنف ، والترويج لمنهج " الترقيع " ، و" التبرير " ، بدلا من المواجهات الجذرية .
هذا التراجع الكيفى أيضا ، فى السينما ، والأغانى ، ومفاهيم الأخلاق ، وتغلغل الوصاية الدينية فى تفاصيل حياتنا .
وما ينطبق على الدول، والجماعات، ينطبق على الأفراد.
زيادة الفلوس للأشخاص ، لا يعنى زيادة اتساق الشخصية ، أو تراجع الانفاق على الدجل ، أو المنشطات الجنسية . والانتقال من الأتوبيس ، الى سيـارة ، ليس معناه رفض الكذب ، وجسارة الجهر بحرية الرأى ، والايمان بحرية العقيدة ، أو اللاعقيدة . والتطور من الفول المدمس، إلى الكافيار، لا يعنى نبذ الاعلام الدينى ، وفضح أشكال القهر المحجبة . ولا توجد أدلة ، على أن المرأة المتطورة من البكالوريوس الى الدكتوراة ، لم تعد تقبل طاعة الزوج ، أو أن الرجل المتطور من شاطئ الأنفوشى الى بلاج خاص ، أصبح واعيا بهدف المايوهات الشرعية ، لزرع الحكم الدينى . والناجح فى التعامل مع الكمبيوتر ، والأجهزة المعقدة ، لا يدل على نجاحه فى التعامل مع بساطة امرأة حرة . ومنْ لديه المناعة لقهر " أحدث " الفيروسات ، لا يعنى مناعته لقهر " أقدم " الوصاية ، ونزعات التملك والسيطرة .
منْ " يتقدمون" صناعياً ، ومادياً ، وتكنولوجياً ، لا " يتقدمون " إنسانياً ، لخدمة الحقيقة ، والعدالة ، والسلام ، والحرية ، والسعادة ، بل هم يزدادون شراسة ، وتنمرا ، وغطرسة . لكنهم يملكون المال ، وسطوة اعلام غسيل المخ ، ويعتلون المناصب المؤثرة ، لأخذ القرارات ، والسياسات ، و الأولويات ، والاختيارات . هذه هى أزمة عالمنا .
يجب أن ندرك أننا فى هذا العالم ، نخوض تحد مصيرى ، قضية وعى تم تزييفه ، أو استلابه ، حركة حضارية تعطلت ، ومعركة وجود لابد أن يشارك فى " تقدم " الوجود الانسانى
العام ، على كوكب الأرض ، وليس فقط للشعب المصرى .
------------------------------------------------------------------



#منى_نوال_حلمى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأعياد بعد أمى - نوال - .... قصيدتان
- خمس قصائد ... لذة العيش
- ثلاث قصائد زمن الخفافيش .. لا أطلب حسن الختام والستر .. لقلب ...
- تشريع قانون - ازدراء الحرية -
- المؤامرة ..... سبع قصائد
- - الله أعلم - لماذا اذن - بيزنس - الفتاوى ؟؟؟
- تفسخ أخلاقى يغفره الله بالصلاة والصوم والحج
- مصر ... وطنى وعملية - غسيل حضارة - عاجلة
- هاربة من الصلاة وعباءات النساء ... أربع قصائد
- أفتخر أننى بلا - هوية -
- - صعلوك - يطرق باب الاعتكاف
- خطيئة المرأة غير القابلة للغفران
- أين كل الأشياء ؟ .... ست قصائد
- العجز عن الحب .. أزمة محلية عالمية
- حبيب ليلة الأحد ..... أربع قصائد
- الاساءة الى - سُمعة الوطن - وصاية ارهابية
- رجل فى بيتى لا أتذكره ..... سبع قصائد
- انتقام من وراء الكواليس
- حياتى .. السًفاح الجلاًد .. ثمالة .. وردة قلبى ........ أربع ...
- الى - نوال - امى فى يوم ميلادها 22 أكتوبر


المزيد.....




- متحدثة البيت الأبيض: أوقفنا مساعدات بـ50 مليون دولار لغزة اس ...
- مصدر لـCNN: مبعوث ترامب للشرق الأوسط يلتقي نتنياهو الأربعاء ...
- عناصر شركات خاصة قطرية ومصرية وأمريكية يفتشون مركبات العائدي ...
- بعد إبلاغها بقرار سيد البيت الأبيض.. إسرائيل تعلق على عزم تر ...
- أكسيوس: أمريكا ترسل دفعة من صواريخ باتريوت إلى أوكرانيا
- ميزات جديدة لآيفون مع تحديث iOS 18.4
- موقع عبري يكشف شروط إسرائيل لسحب قواتها من الأراضي السورية ب ...
- مصر.. -زاحف- غريب يثير فزعا بالبلاد ووزيرة البيئة تتدخل
- تسعى أوروبا الغربية منذ سنوات عديدة إلى العثور على رجال ونسا ...
- رئيس الوزراء الإسرائيلي: ترامب وجه لي دعوة لزيارة البيت الأب ...


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - منى نوال حلمى - أزمة العالم بين - تقدم - مظهرى و- تأخر - جوهرى