|
نظرة على الإنتخابات العراقية الأخيرة، وفقدان العمق الاستراتيجي لنظام ولاية الفقيه!2-2
عبدالرحمن مهابادي
الحوار المتمدن-العدد: 7095 - 2021 / 12 / 3 - 02:22
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يمكن تقسيم الحركة الشيعية في العراق إلى فئتين عامتين، الفئة الأولى هي التيارات التابعة لنظام ولاية الفقيه المتحكم في إيران والتي كانت الخاسر الأكبر اليوم في الانتخابات الأخيرة وقد استثمر فيها علي خامنئي من خلال استخدام فيلق القدس، والفئة الثانية هي التيارات التي ظهرت في هذه السنوات، وبالرغم من وجود غالبية شيعية معهم إلا أن هناك نقطة خلاف بينهم وبين الولي الفقيه المتحكم في إيران ويسعون للسيطرة على الوضع لصالحهم، والفئة الثانية في الواقع هي الغالبية الشيعية من أبناء الشعب العراقي غير الراضين عن الوضع الحالي وقد انتفضوا وثاروا على عملاء النظام الإيراني مرارا وتكرارا. ميليشيا الحشد الشعبي! سرعان ما تحولت ميليشيا "الحشد الشعبي" التي سيطر عليها عملاء النظام الإيراني بأوامر مباشرة من قوة القدس الإرهابية التابعة لحرس النظام الإيراني إلى قوة خطيرة ، عملت هذه القوة الخطيرة بقيادة وتوجيه السفّاح قاسم سليماني منذ البداية وشكلت حكومة موازية لحكومة دولة العراق الرسمية وفرضت قراراتها كتهديد ماثل أمام الحكومة الرسمية. نظرة فاحصة على المشهد السياسي في العراق اليوم! بالإضافة إلى نهب المليارات من ثروة العراق والعراقيين من قبل الحكومتين الدميتين الأخيرتين في العراق، تجدر الإشارة إلى استشهاد أكثر من 700 متظاهرا خلال الاحتجاجات المناهضة للحكومة على يد الميليشيات التابعة لإيران، واختطاف وتعذيب آلاف آخرين، وأكثر من 30000 من الجرحى والمعوقين. وقد وفّرت هذه الأوضاع أرضية لنمو التيارات التي ترتبط في بعض النواحي بارتباطٍ طفيفٍ مع ولي الفقيه المتحكم في إيران. عقب المظاهرات المناهضة للحكومة التي قام بها أبناء هذا البلد والتي أدت إلى هزيمة وإقالة حكومة عادل عبد المهدي وصل مصطفى الكاظمي الذي قيل إنه مقرب من تيار الصدر إلى السلطة، وكان إجراء الانتخابات المبكرة خطة نفذتها المرجعية الشيعية ونفذها مصطفى الكاظمي تحت شعار الإصلاح، وبعد زيارته للسعودية ولقائه بآية الله السيستاني تمكن مقتدى الصدر من إحداث نقطة تحول في ميزان القوى السياسية العراقية أضر بمصالح النظام الإيراني. دور النظام في الفتنة والانقسام بالعراق! بنظرة عامة على العراق يظهر بوضوح أن جميع مناطق العراق تعاني من الفرقة والتشظي والانقسامات، ومن وجود جبهتين في كل جزء إحداها خاضع متأثر بنفوذ النظام الإيراني، والأخرى أصيلة متجذرة في المجتمع العراقي، وتفتقر الجبهة التابعة للنظام الإيراني إلى القاعدة والأصالة سطحية مصطنعة قائمة على المال والمصالح المادية، وتعتمد في جودها على التهديدات والرشاوى والاغتيالات وأعمال المافيا لفرض نفسها على المجتمع، والميليشيات والقوى الإرهابية هي أذرع هذه الجبهة. وعلى الجبهة المقابلة أناس يريدون تحرير بلادهم من هذا الوضع المؤلم وخرجوا إلى الشوارع عدة مرات للقيام بانتفاضات صغيرة وكبيرة الحجم لإيجاد حلول تتحقق من خلالها حكومة وطنية شعبية وديمقراطية غير طائفية، وهذه الجبهة مستقلة على عكس الأولى التي عادة ما تكون مدعومة بشكل مباشر أو غير مباشر من قبل النظام الإيراني، وقد تعرضت للقتل والقمع والتآمر عليها من قبل عملاء النظام الإيراني بالعراق، وإذا نظرنا إلى المشهد العراقي اليوم من خلال هذا الموشر فيمكننا رؤية هذه الحقيقة بشكل جيد. ضرورة مهمة ملحة وعاجلة! بغض النظر عن صعود وهبوط القوى والتقلبات العديدة في العقدين الماضيين لم تعد أهمية حقيقة الوحدة والتماسك والوقوف يدا بيد وجنبا إلى جنب أمرا خافيا على أي جزء من المجتمع العراقي وذلك لتحرير العراق والشعب العراقي، وفي هذا السياق يمكنهم تجاوز بعض الخلافات والإختلافات والانتصار على النظام الإيراني المحتل. واليوم يمكن القول وبكل جرأة وشجاعة أن النظام الإيراني نظام محتل وقوة شر مدمرة في نظر الغالبية العظمى من العراقيين لأنها انتهكت سيادتهم ومست كرامتهم وتعدت على مستقبلهم ومصيرهم وفرضت أسوأ قوة على الشعب العراقي وهي قوة الميليشيات المسماة بـ "الحشد الشعبي" التي أوجدها النظام الإيراني تحت ستار "محاربة داعش"! لذلك أصبح الوقوف في وجه النظام الإيراني ضرورة مهمة وعاجلة ملحة في المجتمع العراقي، وإذا كان أو أصبح هذا الوقوف المطلوب بوجه النظام الإيراني "كسد منيع" فلن يكون الوضع في العراق كما هو عليه الحال الآن بل سيكون مختلفا تماما، ويشير تراجع نسبة المشاركة في الانتخابات العراقية إلى غياب مثل هذا العنصر عنصر التماسك والترابط والمواجهة الموحدة، وخلافا لذلك كانت هذه القدرات ولا تزال موجودة في المجتمع. وبالرغم من أن إقليم كردستان العراق يختلف إلى حد ما عن باقي مناطق العراق الأخرى من حيث التاريخ والسوابق، إلا أن كردستان العراق ليست استثناءا، فبالرغم من خصوصية وسوابق كردستان العراق فإن الميليشيات الموالية للنظام الإيراني لم تتمكن من الفوز بمقاعد في الانتخابات العراقية الأخيرة، وقد كانت كردستان ولا زالت معرضة للتهديد على الدوام من قبل التيارات المقربة من النظام الإيراني والتيارات الأصولية والمتطرفة، وإن سنحت لهم الفرصة فسوف يدمرون هذه المنطقة. التحصن والإحتراز من تكرار الكارثة! استثمر النظام الإيراني منذ وصوله إلى السلطة وحتى اليوم بشكل دائم في العراق وسعى لتحقيق أهدافه بطرق مختلفة من خلال عملائه العراقيين وأصبح هذا واضحا للجميع وخاصة الشعب العراقي، واستطاع هذا النظام ان يحتل اهم المناصب الرئيسية في العراق بسبب الاخطاء الاستراتيجية للدول الغربية، حيث احتكر النظام الإيراني في العقدين الأخيرين أهم منصب ومركز تنفيذي في البلاد وهو نصب رئيس الوزراء تحت مسمى «الأغلبية الشيعية»، وقد ارتكب تحت هذا العنوان جرائم جسيمة أيضا. وعلى الرغم من خبرة الشعب العراقي الكبيرة الآن بالدور التخريبي للنظام الإيراني وعملائه العراقيين في بلدهم، يبقى الشعب العراقي عرضة لخطر عدم إدراك مؤامرات النظام وتهديداته، لذا فإن عليه الإستفادة من إنجازاته وتجاربه السابقة كنقطة انطلاق لخلع يد النظام الإيراني وعملائه من العراق، وطرد العملاء المقربين من هذا النظام من المناصب الرئيسية في بلادهم، والعمل والتكاتف من أجل تشكيل حكومة وطنية شعبية وديمقراطية.
@m_abdorrahman
#عبدالرحمن_مهابادي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نظرة على الإنتخابات العراقية الأخيرة ، وشرخ العمق الاستراتيج
...
-
نظرة على الوضع الإقتصادي لنظام الملالي في رئاسة إبراهيم رئيس
...
-
إيران عشية انتفاضة أخرى!
-
الهارب من العدالة! 2-2
-
الهارب من العدالة! 2-1
-
هزيمة إلى الهزائم المتوالية للنظام الإيراني!
-
صورة الوضع في إيران ودور المقاومة!
-
لماذا ذهب رئيسي إلى طاجيكستان ولم يذهب إلى الولايات المتحدة؟
-
قوى المقاومة الإيرانية المركزية وبضع نقاط !
-
نظرة على أبعاد جريمة كبرى لا تغتفر في إيران!
-
مواجهة لا تقبل المصالحة
-
إبراهيم رئيسي ورقة علي خامنئي المحترقة
-
رسالة رئاسة جمهورية إبراهيم رئيسي .. بقاء النظام أو زواله
-
خريطة طريق المقاومة الايرانية.. الصعود النهائي للانتصار على
...
-
الفائز في مهزلة الانتخابات في إيران وآفاقه!
-
ما هو الهدف من وراء تولي رئيسي السلطة في البلاد؟
-
إستراتيجية المقاومة الإيرانية عشية الانتصار على الديكتاتور
-
الشعب الإيراني يرفض مسرحية انتخابات نظام الملالي
-
إيران في العام الإيراني الجديد
-
من سيكون الرئيس في إيران هذا العام؟
المزيد.....
-
مشهد يحبس الأنفاس.. مغامر يتسلق جدارًا صخريًا حادًا بسويسرا
...
-
وسط التصعيد الأوكراني والتحذير من الرد الروسي.. ترامب يختار
...
-
انخفاض أعدادها ينذر بالخطر.. الزرافة في قائمة الأنواع مهددة
...
-
هوكستين في تل أبيب.. هل بات وقف إطلاق النار قريبا في لبنان؟
...
-
حرس الحدود السعودي يحبط محاولة تهريب نحو طن حشيش و103 أطنان
...
-
زاخاروفا: الغرب يريد تصعيد النزاع على جثث الأوكرانيين
-
صاروخ روسي يدمر جسرا عائما للقوات الأوكرانية على محور كراسني
...
-
عشرات القتلى في قصف إسرائيلي -عنيف- على شمال غزة، ووزير الدف
...
-
الشيوخ الأمريكي يرفض بأغلبية ساحقة وقف مبيعات أسلحة لإسرائيل
...
-
غلق أشهر مطعم في مصر
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|