المشي على رِجل واحدة...

ياسين لمقدم

الحوار المتمدن-العدد: 7092 - 2021 / 11 / 30 - 02:23
المحور: الادب والفن
    

قص...
***************
استيقظ الناس على خبر لم يعتبروه غريبا في ظل القرارات الإرتجالية التي تصادف رتابة حياتهم اليومية. إذ انفرد موقع يُصنَّف بالموثوق به بنشر إعلان رسمي عن عزم السلطات فرض قرار غير مسبوق في العالم، قال فيه بعض "المحللين الإستراتيجيين" أنه سيدخل البلاد من أوسع باب إلى موسوعة كَِينيس للأرقام القياسية التي لا يمكن تحطيمها أو قرصنتها أو إسقاطها على عِرق أو إثنية من غير جِنسنا الفريد.
وفي إطار الشفافية والوضوح، فالقرار سيهم جميع المواطنين والمُقيمين دون تمايز أو تفاضل أو تهاون، باستثناء السياح، إلا من سيقيم منهم أكثر من ثلاث ليالٍ، فسيكون ملزما باتباع سُنّة القرار مع بعض التساهل معه إلى أن يتحقق فيه شرط التعود تحت رقابة لجان خاصة بذلك...
والقرار الجديد سيلزم الناس بالمشي على قدم واحدة دون الإستعانة بعكاز أو ما شابهه، ويسري هذا القرار على المرضى والعجزة والصغار والكبار. وفي فقرة منه تضمنت ملحوظة تعقيبية تظهر أن القرار كُتب بمكرٍ وعلى عجل ودون استشارات موسعة مع أهل الإختصاص، وتقول الملحوظة أن فئة ذوي الإحتياجات الخاصة التي سيشملها القرار هي الفئة التي تستعين بالعكاكيز، فذو العكازين سيُسحب منه عكاز، وصاحب العكاز الواحد سيكون مضطرا للتخلي عن عكازه ومنحه الترخيص بالقفز على كِلتَا قدميه. مع التنبيه على الفئة الثانية أن لا تقوم بمحاولة التحايل على القرار الجديد بتسجيل نفسها أنها كانت من الفئة الأولى ذات العكازين. ولتدقيق المراقبة فالسلطات ستستعين بالشيوخ والمقدمين والمنتخبين والأعيان. والزجر بأشد العقوبات المادية والمعنوية سيلحق كل مخالف أو مستهين أو متهاون.
وأعطت السلطات مهلة أسبوع لسريان القرار الجديد، ونصبت في الشوارع والأزقة وعلى أبواب المؤسسات العمومية ملصقات تعلن عن ذلك.
وتحوَّل بعض الإعلاميين والمستشاريين الصحيين من الحديث عن أخطار أوبئة العصر إلى قافزين على الشاشات التلفزية ليعلِّموا الناس القفزة الصحيحة على قدم واحدة.
تلقفت مواقع الأخبار المحلية هذا الإعلان وتوسعت فيه بالتحليل والتمجيد وقليل من النقد والتبخيس. واستدعت منصات إعلامية عالمية بعض المحللين المعروفين بصداحة صوتهم للتعريف بمسوغات ومضامين القرار الجديد. وكانوا وكالعادة بارعين في الردود السريعة والإطناب في الحديث وإفحام المتحاورين... وببلاغة أجابوا عن كل الأسئلة إلا عن سؤال واحد: لماذ؟...

#ياسين_لمقدم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات