|
البالطو الأسود
خالد عابدين
الحوار المتمدن-العدد: 7089 - 2021 / 11 / 27 - 15:54
المحور:
الادب والفن
مستقلاً سيارته في ليلة ممطرة بطريق مُوحش مُظلم لاشيء على جانبي الطريق سوى صحراء مُظلمة مُخيفة وأمطار غزيرة مُنهمرة وصوت الرعد يُطلق أصواتاً يكاد يهتز لها الكون والبرق يُخيم على المكان يكاد يُصعقهُ من شدة شهابه من بعيد لمح طيفاً يقف على قارعةالطريق دنا منه رويداً رويداً وكلما دنا وأقترب تبدو ملامحه أكثر وضوحاً وإذ بها إمرأة تقف مرتعده وحيدة تشير إليه بلهفة مستنجده به يتوقف بسيارته سألته وهي ترتعد خوفاً وبرداً قارساً وملابسها مبللة من المطر ، هل يمكنك مساعدتي؟ فسيارتي تعطلت فجأة دون سبب قال لها تفضلي سيدتي فتح لها الباب شكرته، بعد دقائق شعر أنها ترتجف من شدة البرد خلع البالطو الأسود ومنحها إياه التحفت به مرتعشةوسرعان مادار حديث بينهما عرف منها أنها عائدة من زيارة لأحد أقاربها وتعطلت سيارتها فجأة بالطريق أسهبا في الحوارعرفها بنفسه وكذلك هي تحدثا معاً عن الأمطاروالطقس وبعد بُرهة من الوقت أخبرته أنها إقتربت من مسكنها وأمام قصر رائع علي حافة الطريق يبدو من أول وهلة أنه قصراً أثرياً عريق ، ثم شكرته وأثنت على شهامته وفروسيته ثم أشارت له بالتوقف إستجاب وأخبرته إنها تسكن ذاك القصر إستأذنته أن ينتظر دقائق قليلة لترسل له البالطو مع أحد الخدم مرت الدقائق فلم يأتي أحداً من الخدم تأخرت كثيراً نزل مترجلاً من سيارته صوب القصر سأل الحراس عنها أخبروه أنه لا أحد يسكن هنا سوى صاحبة القصر وزوجها فقط فوصف لهم هيئتها وأكدوا له مرة أخري أن من يسأل عنها لم تدخل القصر لكنه الح وأصر إنها دخلت هنا منذ نصف ساعة سمعت صاحبة القصر العجوز الحوار الدائر سألتهم ما الخطب ؟ أخبرها الحرس بالسائل وعن مايقوله فأمرت الحرس أن يسمحوا له بالصعود إليها ، سألته عن مَن تسأل؟ فقص عليها كل ماحدث له مع إمرأة ألتقي بها في الطريق ثم دخلت القصر مستعيرة منه البالطو فقالت أنا هنا أعيش أنا وزوجي فقط ولنا أبن وحيداً وهو مهاجراً منذ سنوات تعجب الرجل كيف ذلك سيدتي؟ لقد دخلت القصر أمامي ورأيتها بعيني في هذه الأثناء لفت نظره صورة معلقة على الحائط فأشار على الصورة قائلاً للسيدة أنها هي التي كانت معي أبتسمت العجوز بسخرية وقالت ياولدي هذه إبنتي وقد ماتت منذ سنين أُصيب الرجل بذهول ودوار أعقبه تلعثم وأرتباك وخرج من القصر وساقيِه لايستطيعان حمله ثم أسنده وعاونه الخدم على الوقوف من هول ما سمع وساروا به حتي باب القصر متجها نحو سيارته وهو يحدث نفسه ، أرتكن قليلاً علي مقعد السيارة خائفاً ويرتجف من هول ماسمع وحدث وحين أدار محرك السيارة لم تدُر إنتبه فجأة إنها لست سيارته فأزداد رعباً وخوفا فهو متأكداً أنه تركها أمام باب القصر وكانت السيارة الوحيدة فكيف تغيرت؟ وبينما هو يتأمل السيارة مذعوراً تيقن أنها سيارتها التي كانت قد تعطلت بها علي الطريق نظر للمقعد المجاور فأصيب بهلع مما رأى أنه البالطو الأسود غاب عن الوعي ثوان ، أفاق ليفتح باب السيارة لم يستجب حاول فتح الباب الآخر وجده مغلق كل ابواب السيارة مغلقة . فجأة شعر بيد تربت على كتفه من الخلف وصوت يقول كيف تدور السيارة بمفتاحك يا أحمق؟ نظر خلفه لم يجد أحد ثم سمع صوت محرك السيارة يعمل والسيارة تسير دون قيادة تملكه رعبا وتصبب جسده عرقاً من قدميه حتى رأسه. ولا يعرف ماذا يفعل السيارة تسير بمفردها وكأن سائق ماهر يقودها. فجأة مرت سيارة بجانبه أنها سيارته التي تركها امام القصر بل تأكد إنها هي بأرقامها ولونها وزجاجها الفامييه الداكن الذي يحجب رؤية سائقها حاول أن يحدث سائقها ... فلم يستطع النطق رعباً فاللسان ثقيلاً فأشار للسائق الذي يقود سيارته بالتوقف فتوقف بالفعل ونزل هو متجهاً صوب سيارته فلم يجد بها أحد سوى البالطو الاسود بالمقعد الأمامي..و سقط مغشياً عليه حين نظر للمقعد الخلفي.
#خالد_عابدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تمشريط تقليد معزز للتكافل يحافظ عليه الشباب في القرى الجزائر
...
-
تعقيدات الملكية الفكرية.. وريثا -تانتان- يحتجان على إتاحتها
...
-
مخرج فرنسي إيراني يُحرم من تصوير فيلم في فرنسا بسبب رفض تأشي
...
-
السعودية.. الحزن يعم الوسط الفني على رحيل الفنان القدير محم
...
-
إلغاء حفلة فنية للفنانين الراحلين الشاب عقيل والشاب حسني بال
...
-
اللغة الأم لا تضر بالاندماج، وفقا لتحقيق حكومي
-
عبد الله تايه: ما حدث في غزة أكبر من وصفه بأية لغة
-
موسكو تحتضن المهرجان الدولي الثالث للأفلام الوثائقية -RT زمن
...
-
زيادة الإقبال على تعلم اللغة العربية في أفغانستان
-
أحمد أعمدة الدراما السعودية.. وفاة الفنان السعودي محمد الطوي
...
المزيد.....
-
مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111
/ مصطفى رمضاني
-
جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
رضاب سام
/ سجاد حسن عواد
-
اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110
/ وردة عطابي - إشراق عماري
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
المزيد.....
|