زاهر بولس
الحوار المتمدن-العدد: 7088 - 2021 / 11 / 26 - 15:38
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
دومًا كان للكيان الصهيوني ركائز، لكنها برعت في فلسفة الخيانة حتّى لا تُتّهم بها، ولتعملق فاعليّتها، حتّى ان بعضها زاود بالوطنيّة! فهذا عهدنا بالسياسة مذ وُجِدت على وجه البسيطة، لها مراتب ومستويات، المستوى التصريحي والمستوى المكنون المضمر، والركيزة لا تجرؤ على البوح بالمكنون، فتزاود بالوطنيّة، لحين سناح الفرصة، فتطعن الوطن في خاصرة الوعي.
أما ما يجري اليوم على الساحة الفلسطينيّة فمسخ وتطاول لم تجرؤ عليه قدامى الركائز، رغم ان الركائز "إن تابت عابت"، لذا لم ولن تتب، انما تغيّر اسلوبها حينما تُغِير على المنجزات بحسب ضوابط المرحلة.
حتّى السادات ومشروعه الخياني بامتياز، وسبب مقتله، وروابط القرى الفلسطينيّة، وعرب الأحزاب الصهيونيّة، وسائر الركائز، لم يجرؤ احد منهم على إعلاء المكنون المُضمر، ليتماهى مع التصريحي المُعلن! وهذا ليس خطأ تكتيكي، انما عنوان المرحلة السانحة لضرب المنجزات، وجعل قضايا القدس وعودة اللاجئين ويهودية الدولة والاستيطان وصلاة الطلاب اليهود في الأقصى، ولمن لا يعلم، فحُكم باحات الأقصى كحُكم المسجد وحائط البُراق، والقداسة واحدة لا تتجزّأ، وهدم البيوت والقرى، ومصادرة الأراضي، وزرع تنظيمات الإجرام السلطوية، وقوننة المخدرات، وغيرها، جعل هذه القضايا حوارية نقاشية، قد تخطئ بها وقد تصيب، ما هو إلا نهج شرعنة الإذعان والهوان إلى حدّه الأقصى، ألا وهو العبث بالوعي والإدراك لكل فلسطيني لهزم وجدانه الوجودي لقود أشرعتنا طوعًا مع ريح المخططات والنوايا الصهيونيّة.
علينا ألّا نعتاد ونذوّت أن النقاش حول القضايا الوجوديّة هو نتاج لعملية ديمقراطيّة، إنّها ديمقراطية تهجيريّة إباديّة.
#زاهر_بولس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟