أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - رسائل وأطاريح الدراسات العليا في المسرح ومدى فائدتها














المزيد.....

رسائل وأطاريح الدراسات العليا في المسرح ومدى فائدتها


سامي عبد الحميد

الحوار المتمدن-العدد: 7089 - 2021 / 11 / 27 - 01:39
المحور: الادب والفن
    


منذ أن افتتحت دراسات عليا للماجستير وللدكتوراه في قسم الفنون المسرحية بكلية الفنون الجميلة جامعة بغداد قبل اكثر من عشرين سنة ، أنجزت مئات من الرسائل والاطاريح لنيل شهادتي الماجستير والدكتوراه . ولكن الى اليوم لم نشهد من تلك الدراسات ما دخل حيز التطبيق في حقل الفن المسرحي بغية تطوير ما يلزم تطويره او تحسين ما يقتضي تحسينه فقد رُصفت جميعها على رفوف المكتبات فقط.نعرف ان الجامعات في انحاء العالم تهتم بالبحث العلمي وتخصص له ميزانيات مالية كافية وذلك من اجل الاستفادة من نتائجه وتطبيقها في الميدان العملي . ولكن الذي حدث في جامعاتنا ان الباحثين المسرحيين اهتموا فقط بالجوانب النظرية وعندما يحتج المراقب بان النظريات وحدها لا تكفي اذا لم تكن صالحة للتطبيق العملي يجيب الباحثون : اننا في بحوثنا التي انجزناها اضافات للنواحي العلمية. ولو دققت في الأطر النظرية لبحوثهم لوجدت ان اكثرها، إن لم تكن جميعها مقتبسة عن مصادر ومراجع لغيرهم وكل ما يفعلونه هو الاستنساخ والتكرار والاقتباس الفج. ولا ادري متى تنتبه ادارات اقسام الفنون المسرحية في جامعاتنا الى ذلك النقص الهائل والى ذلك التكرار الممل والى السفسطة البائسة؟وما يثير الأسى في هذا المجال ان جميع البحوث التي انجزت في مجال الفن المسرحي قد ارتبطت موضوعاتها في المسرح العراقي . ونظراً لكثرة اعداد الدارسين للماجستير والدكتوراه فقد استنفدت معظم الموضوعات الخاصة بمسرحنا واصبح التكرار هو الصفة الغالبة.اطلعت قبل أيام على بحث اعدته احدى طالبات الدراسات العليا يخص معالجة الاطفال المصابين بمرض التوحد عن طريق الاداء التمثيلي وكانت تقصد في الحقيقة عن طريق المحاكاة. وللعلم فان الاداء التمثيلي غير المحاكاة رغم ان المحاكاة جزء من اجزاء الاداء التمثيلي وهذا يقتضي ان يستند مثل هذا الاداء على المشهد الدرامي – الصراع بين شخصين: ( البروتاغونست) و(الانتاغونست) . مع هذا فقد فرحت بتصدي الباحثة لموضوعة نادرة بل ومفيدة جداً خاصة وقد خرجت بنتائج ايجابية حيث تمت معالجة عدد من الاطفال المرضى ، وقلت في نفسي اهكذا استسهلت الباحثة الأمر؟ واما كان المفروض بها ان تطلب مشرفاً علمياً مختصاً بالامراض النفسية لدى الاطفال، ولو صح ما فعلت وقامت بتطبيق نتائج بحثها على جميع الاطفال المصابين بمرض التوحد في العراق بل في العالم اجمع لما بقي طفل واحد مصاب بهذا المرض. لا تعتقدوا انني اسخر ولكني اقول كان يمكن ان يكون ذلك البحث مفيداً وسيستحق كل ثناء وتقدير لو كان قد تم تقييمه من قبل خبراء مختصين بالامراض النفسية واخرين مختصين بعلم الاجتماع واخرين مختصين بعلم البيئة. نعم عراقنا ومسرحنا يحتاجان الى بحوث علمية مفيدة او مبتكرة او اصلية ولكن بشرط أن لا يكون الاستسهال هو الفعل الطاغي.وبهذه المناسبة – مناسبة البحث العلمي في الفنون المسرحية فقد اعتادت الاقسام المختصة ان تتقبل بحوثاً في مجالات يغلب عليها الطابع المهني او الحرفي مثل (التمثيل والاخراج والمناظر والازياء والماكياج والاضاءة والمؤثرات الصوتية) وكلها تعتمد على الجانب العملي اكثر من الجانب النظري ويتساءل البعض هل لك اعتراض ؟اجيب بـ(نعم) فان اعتراضي على مثل تلك البحوث يتوجه نحو خلوها مما يغير عملياً في الميدان. وان مثل تلك التخصصات لا تحتاج الى دراسة فلسفية فقط لأن الفلسفة والنظريات لا تطور المختص فيها ولا تحسن ممارسته لها ولا مهارته فيها.ولذلك لا اعتقد ان جامعة في العالم تمنح شهادات دكتوراه في تلك الاختصاصات المهنية. الجامعات الامريكية وجدت حلاً لهذه الاشكالية فبدلاً من منح شهادة الدكتوراه وضعت تعليمات لمنح المتخرجين في تلك الاختصاصات الحرفية اعلى شهادة في الاختصاص سميت (ماجستير فنون جميلة) وهي معادلة لدرجة الدكتوراه ولكن بشرط لمن يحصل عليها ان يقدم مشروعاً تطبيقياً ويرفقه ببحث مصغر تتم مناقشته من قبل لجنة مختصة من اعضاء الهيئة التدريسية . هل سمعتم او عرفتم فناناً مختصاً بالماكياج يحمل شهادة الدكتوراه؟ او فناناً مختصاً بالاضاءة المسرحية يحمل شهادة الدكتوراه؟ او آخر مختصاً بتصميم المناظر يحمل مثل تلك الشهادة؟ لو دليتموني عليه فسأسحب اعتراضي واعترف بخطئي. الفنان المبدع في تلك الاختصاصات الحرفية لا يحتاج الى شهادة علمية عالية لأن موهبته وبراعته وابداعاته وتقييم المجتمع لأعماله هي الشهادة.



#سامي_عبد_الحميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العمل المسرحي في العراق بين الأمس واليوم
- منتدى المسرح في حلته الجديدة
- (الكوانتونم) و (التقنية الرقمية في الفن) ما لها وما عليها
- نظريتان للكوميديا (المضيئة والظلماء)!! 2
- لماذا يتحّول الممثل الى مخرج؟!
- الأسلوب والأسلبة والأسلوبية!!
- نظريتان للكوميديا (المضيئة والظلماء)!!
- لغة الجسد.. وسيلة اتصال عالمية ومصدر للعرض المسرحي 1
- لغة الجسد.. وسيلة اتصال عالمية ومصدر للعرض المسرحي 2
- دراما تورجيه ام دراما توركيه ؟!
- المسرحيات الكوميدية انواع!
- جدل (أيام قرطاج المسرحية) في دورته السابعة عشرة
- المصداقية في العرض المسرحي
- المصداقية في العرض المسرحي 2
- لماذا (المونودراما)؟!
- رَحَلَ الكاتب المسرحي (نور الدين فارس) مغترباً منسياً
- خضير ميري الذي لن أنساه
- بعض أخطاء (المعجم المسرحي) لماري الياس وحنان قصاب حسن
- لغة الجسد.. وسيلة اتصال عالمية ومصدر للعرض المسرحي
- ماذا عن الميتا مسرح؟! 2


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - رسائل وأطاريح الدراسات العليا في المسرح ومدى فائدتها