ابراهيم مصطفى علي
الحوار المتمدن-العدد: 7084 - 2021 / 11 / 22 - 19:10
المحور:
الادب والفن
يا ليلُ يا آهة الأحزان دعك عن قلبي
فالخطب أورى الزند فيه والخفق قد سلا *
واسأل كيف اغَصَّتْهُ النازلة
بعد أن كان في غضراء الجنان *
رَفَّاف الجناحين لاهٍ يدندنْ
على العود كالنواطق باللّسْن للهوى
حتى أضَلَّ السبيل لَمَّا بَلُدَ يهذر *
يوم أضناه الفراق وآدته الدنيا *
يبحث في زحام حانات الليل
عن غنوة قرة عينٍ
كان قد ذاق منها شهد الرُحاق *
حين كانت ترضعه سهل المساغ
من سلسبيل الشِعر والمِسك
عند انسياب احرف همسها
كي يستأسر من ترف طبعها
أعلى ذُرا النشوة قبل أن ينسيه
الزمان رائحة غصنها
كفكفت عنه الدموع
ثم ..قلت يا قلبي
كنت لا تأبه للريح بالظلام عند دَنِّها *
ما لي أراكَ مائج الألحاظ والدنيا ترابٌ مثلنا
اليوم قد حَلَّت العاجلة وارتضيت المُرَّ غصبا
فالمحتوم فوق الرؤوس كالطير خفاقٌ
لا تجفله فَزَّاعَةَ عصفورٍ
أو مانع يثنيه كونه أمراً
نحن كالنهر بالركض في مسراه
للوأد في البحر نحو النوى طوعاً *
والحمد ما زال الموت بالجوار لم يوافينا
وإن غَضَّ الزمان بعض الشيء مِنَّا *
...............................................
* سَلا: سَهَا.. نَسِيَ.. أغْفَلَ
*الرُّحَاقُ: الخالصُ الصافي من الخمرُ
* بلُدَ يَبلُد ، بَلادَةً ، فهو بَليد
* غضراء : «هم في خضراء من العيش» : أي في خصب وسعة.
*آدته الدنيا .. آد العود : ثناه، عطفه.
*وأد – دفن
* غَضَّ مِنْهُ شَيْئاً.. كَسَرَ مِنْ طَرْفِهِ
* فَزَّاعَةُ الطُّيُورِ : تِمْثَالٌ عَلَى شَكْلِ إِنْسَانٍ مِنَ الْقَشِّ وَالثَّوْبِ يُنْصَبُ فِي الْمَزَارِعِ لِتَخْوِيفِ الطُّيُورِ وَالحْيَوَانَاتِ
* دَنَّ: غَمْغَمَ وَلَمْ يُفْهَمْ مِنْهُ كَلامٌ.
* النَّوَى : البُعْدُ.. و النَّوَى الناحية يُذهب إِليها.
#ابراهيم_مصطفى_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟