فوز حمزة
الحوار المتمدن-العدد: 7083 - 2021 / 11 / 21 - 13:43
المحور:
الادب والفن
- ماذا تريدون مني ؟
- نريد كل شيء !!
- لا أملك ما أعطيه لكم ..
- بل تملك ..
- ما هو ؟
- أخبرنا اسم أمك !!
- هل هذا كل شيء ؟
- بل هذا أول الأشياء ..
- ثم ماذا بعد اسم أمي ..
- اسم أبيك ثم أسماء أخوتك ..
- لكن أبي مات !!
- نعلم .. نحن من أهلنا عليه التراب وكذلك نعلم مصير أخوتك ..
- ثم ماذا ؟؟
- كم عمرك ؟
- لا أدري بالضبط .. لكنها كل سنوات القحط التي مرت ..
- أخبرنا ما مهنتك بعدها اسم الحسناء جارتك ..
- وما دخل جارتي ؟؟
- نعلم أنك تعشقها ..
- من أنتم وماذا تريدون ..
- نحن القضاة والجلادون ..
- هل هذا الأعور معكم ..
- أخرس وأجب .. أين كنت قبل أيام ؟
- كنت في الشارع ..
- لماذا الشارع ؟؟
- أبحث هناك عن سترة أبي وقرط الحسناء جارتي ..
- ما بال وجهك وقد انسلخ اللحم عنه ..
- يعاني الترقب الذي طال تحت أشعة الشمس ..
- لكن الوقت شتاء !!
- حقًا !! لم أعد أميز الفصول ..
- هل تعاني من ألم ما ؟
- بالتأكيد .. لكنني لا أعرف مواطن الألم في جسدي ..
- كيف عدت للحياة مرة أخرى .. ألم نقتلك في العام الماضي ؟؟
- وستقتلونني في العام القادم ..
- لمَ عدتَ إذن؟!
- قدري أن أعود ..
صاحوا بصوت واحد :
- لكن ذلك ممنوع !! هذه المرة سنقطع أيديك وأرجلك كي لا تفكر في الرجوع ..
- هل لي بطلب أخير قبل أن تتقاسموني بينكم ؟
نظروا لبعضهم .. فهز الأعور رأسه علامة الموافقة قائلًا:
- لك ذلك ما دام الأخير ..
- أخبروا الحسناء جارتي أنني سأعود .. ما عليها سوى ترك الأبواب مشرعة ..
#فوز_حمزة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟