أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الحداد - لماذا تخلف المسلمون وتقدم غيرهم؟ ج2













المزيد.....

لماذا تخلف المسلمون وتقدم غيرهم؟ ج2


محمد الحداد

الحوار المتمدن-العدد: 7083 - 2021 / 11 / 21 - 11:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في مقالنا السابق ناقشنا أول أسباب تخلف المسلمين الحضاري وتقدم غيرهم، وكان السبب هو الاستبداد، فما حله او بديله اذن؟ البديل هو:

الديمقراطية الليبرالية:

فالديمقراطية هي انجح الحلول التي استطاع الوصول اليها العقل البشري المتنور، وهي نتيجة صراع طويل لمئات السنين، بل حتى تتجاوز الألف عام من أول ديمقراطية عرفتها الحضارة اليونانية، بالرغم من أنها كانت ديمقراطية البرجوازية، وديمقراطية المدينة حينها، ولم تتجاوزها لتكون ديمقراطية الدولة.

ولكن ما يهمنا هو خلاصة الفكر البشري وتجربته، فليس بالضرورة أن نمر بكل الأحداث التي مرت بها شعوب الغرب حتى نتعلم، فممكن أن نتعلم بقراءة التجربة، ومعرفة كيفية الوصول للنتائج دون دفع ذلك الثمن الغالي من الدماء والجهد والسنين.

ولكن هل هذا ممكن في حالة شعوبنا العربية، أو المسلمة؟
الإجابة لا، بل ولا كبيرة جدا، فشعوبنا لا تريد التعلم من تجارب الآخرين، خاصة لو كانت تحتقر هذا الآخر، وتعتبره كافر، فكيف ستأخذ عن الكافر؟
والمؤمن بنظر شعوبنا ما زال يجرها نحو الماضي، بشخوصه، وأدواته في التفكير، بل هو بعيد عن التفكير، فالنقل عنده أعلى قيمة من التفكير، وقال فلان عن فلان عن فلان عن الرسول عندهم أهم بألف مرة، ان لم يكن مليون مرة من فكرة عقلانية تأتي من الغرب الكافر.

لذا فالديمقراطية جميلة لو تم أخذها هكذا دون منغصات وعراقيل.
ولكن نجد هناك الكثير من أفراد الشعب نفسه ضد الديمقراطية، وإن رضي بها الشعب، فهل ستتركه الأنظمة الحاكمة في البلدان العربية الأخرى، التي تخاف أن تصاب هي بحمى الديمقراطية أيضا إن نجحت بالبلد الأول.
لذا تراها تقاتل وتدفع أي ثمن حتى تفشل تلك التجربة البسيطة الأولية من الديمقراطية، وخير دليل على كلامي هي تونس، فلم تتركها لا الامارات العربية، ولا السعودية، حتى تنشأ بها ديمقراطية حقيقية.
والعراق، فلم تتركه لا إيران وميليشياتها، ولا السعودية او قطر او الامارات، او حتى الأردن باحتضانه لبقايا البعث، او الأسد السوري، فالكل يخشى ان تكون هناك ديمقراطية حقيقية بكل هذه البلدان.
وما فشل ثورة الربيع العربي في مصر، ومجيء العسكر من جديد، إلا دليل ناصع على نجاح الرجعية العربية في وأد حلم إنشاء دولة ديمقراطية حقيقية فيها بمساعدة الامارات والسعودية.

هذا معناه أنه لتحقيق ديمقراطية ناجحة في بلد عربي ما، وجب ان تسير معه وبنفس الوقت تحركات نحو ديمقراطية حقيقية في البلدان الأخرى، فنحن لن نستطيع تحقيق الديمقراطية في البلد بمعزل عن محيطه، فالمؤامرات والدسائس لن تتوقف يوما، بل وربما تتحول لتفجيرات في الشوارع، او حتى حرب أهلية، فأكثر بلداننا العربية تتكون من قوميات وطوائف دينية متعددة، وبوجود التخلف، وعدم قبول الآخر، والتعايش السلمي معه، كلها أسباب تجعل من السهل على من يريد زراعة النعرات الطائفية، او الصراعات الطائفية، كما فعلها الزرقاوي في العراق.

الديمقراطية حل سحري للحكم الرشيد مقابل الديكتاتورية والاستبداد، ولكن وجب وجود قبول واستعداد، ليس فقط على مستوى الساسة، بل على مستوى الشعب.
بحيث يكون الشعب واع ان طريقه لن يكون مفروشا بالورود، فهناك من لا يريد له النجاح، وهؤلاء على مستوى دول، لها إمكانيات مادية وإعلامية كبيرة.
كما يجب عدم النظر الى كل بلد على حدة، بل وجب أن يكون النضال جماعي، وفي كل البلاد العربية والإسلامية، حتى لا تبقى أي بؤرة ديكتاتورية واستبداد، تحاول تنغيص وفشل الديمقراطية الناشئة، فالبلد الذي لا ينتج ديمقراطية من داخله، سيكون كبؤرة سرطان سرعان ما تنتشر في كل مكان، وتأخذ معها أولا تلك البلدان الحديثة العهد بالديمقراطية.
فالمسير يجب ان يكون جماعي، وأكبر دليل هو فشل الربيع العربي في كل البلدان التي خرج بها، لأنه لم يعم الكل.

21. 11. 2021



#محمد_الحداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا تخلف المسلمون وتقدم غيرهم؟
- عروض تخفيضات، زر الحسين واحصل على التالي
- قصص شيعية اسطورية، القصة الرابعة
- جعفر الصادق يمسك بأذن الأسد
- ما هذا ! ألا يستطيع الدب الداشر القتل والتقطيع دون ضجيج كغير ...
- أئمة خلقوا قبل الخلق كله
- قصص شيعية اسطورية، القصة الثانية ج3
- قصص شيعية اسطورية، القصة الثانية ج2محمد
- قصص شيعية اسطورية، القصة الثانية ج1
- قصص شيعية أسطورية، القصة الأولى
- انتقدت الملبس ، فحكمت بالإعدام
- الإسلام كرم المرأة
- زواج فاطمة
- كيف ولدت فاطمة
- علة تسمية فاطمة
- فاطمة عمود من نور
- رطب ينزل من الجنة
- قبة معلقة بين السماء والأرض
- فيم اختصم الملأ الأعلى
- التبرك بالبصاق


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الحداد - لماذا تخلف المسلمون وتقدم غيرهم؟ ج2