أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد عثمان - نعم لإسقاط الانقلاب، و لا للتمسك بالوثيقة الدستورية















المزيد.....

نعم لإسقاط الانقلاب، و لا للتمسك بالوثيقة الدستورية


أحمد عثمان

الحوار المتمدن-العدد: 7078 - 2021 / 11 / 15 - 14:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مما قمنا وشفنا الشارع
قلنا الشارع هو البيعلم
و قلنا الشارع اقوى سلاح
نبض الشارع هو البيحكمنا
هو البيوري طريق الصاح
(١)
اطلعت على بيان قوى الحرية و التغيير المسيطر عليها تماما من قبل التيار التسووي الذي أنجز الوثيقة الدستورية و قنن الشراكة مع العسكر، و اتضح لي بكل أسف أنه غير راغب في الاعتراف بخطأ إبرام الشراكة بل راغب بوضوح في العودة إليها. فبالرغم من أن البيان تم ابتداره بحديث عن إسقاط الانقلاب ، إلا أن الاستمرار في قراءته يوضح بأن قوى اعلان الحرية و التغيير راغبة في إسقاط الانقلاب لاستعادة السلطة المدنية كاملة غير منقوصة، عبر التمسك بالوثيقة الدستورية و تعديلاتها و اتفاقية سلام جوبا أيضاً!!!
(٢)
و السؤال المؤرق و المحير هو كيف يتم استعادة السلطة المدنية كاملة غير منقوصة، بالتمسك بوثيقة أسست لشراكة ، و مكنت المكون العسكري ( اللجنة الأمنية) من السلطة، و جعلت له اليد العليا، و أخرجته من دائرة الإصلاح و كرست اقتصاده الموازي اقتصادا حاكما للدولة بالتبعية. فالوثيقة الدستورية الكارثية، نصت بوضوح في المادة (٧١) منها ، على أن أحكامها استمدت من الاتفاق السياسي بين المجلس العسكري الانتقالي ( مجلس انقلاب القصر أو اللجنة الأمنية)، و قوى اعلان الحرية و التغيير، و قسمت السلطة قسمة ضيزى بينهما في مجلس السيادة و مجلس الوزراء و المجلس التشريعي. و هي بإختصار دستور منحة يؤسس لشراكة بين عسكريين و مدنيين، لا لمدنية كاملة غير منقوصة. و بما أن الادعاء بأن التمسك بها يشكل عودة كاملة غير منقوصة للمدنية حسب منطق البيان، نبقى في انتظار قوى الحرية و التغيير لتشرح لنا هذه المسألة العميقة التي استعصت على افهامنا!!!
(٣)
التمسك بالوثيقة الدستورية المعيبة ، يعني و بصفة حتمية التمسك بشراكة الدم بالتبعية، التي تمثل لحم و سداة هذه الوثيقة، و بإتفاقية سلام جوبا و تعديلات الوثيقة و بالتبعية مجلس الشركاء!!!!
لذلك يستحيل القول بمناهضة الانقلاب عبر التمسك بالوثيقة الدستورية التي انقلب عليها الانقلابيون، و التي قننت انقلابهم الاول ( انقلاب القصر) و الشراكة معهم.
فالتمسك بالوثيقة الدستورية ليس فيه اي تحمل للمسئولية عن الخطأ ، بل إصرار على الاستمرار في الخطأ الرئيس و المركزي، و هو الشراكة نفسها.
و السؤال الذي يبقى بلا إجابة حتى الآن أيضا هو : كيف ستناهض قوى اعلان الحرية و التغيير الانقلاب، و هي تنادي بالعودة إلى الشراكة مع من نفذوه و هم الطرف الآخر في الوثيقة الدستورية؟
كيف ستتم محاسبة الانقلابيين على انقلابهم، بل كيف سيتم استبعادهم من الشراكة اصلا في حال العودة للوثيقة الدستورية الكارثية؟ أليس البرهان بصفته المنتحلة ( القائد العام) هو الوحيد المتحكم في استبدال العسكريين في مجلس السيادة في حال خلو المنصب وفقا للمادة (١٤٢) من الوثيقة الدستورية المقدسة؟ و اذا كان ذلك كذلك، كيف ستتم محاسبته و انتزاع تمثيل القوات المسلحة منه بالعودة للوثيقة ذات السر الباتع؟
(٤)
التمسك بالوثيقة الدستورية يعني ما يلي حرفياً:
أ- التمسك بالشرعية المستمدة من المرسوم رقم (٣٨) لسنة ٢٠١٩م الصادر من قبل انقلاب القصر و المنشور بالجريدة الرسمية.
ب- تقنين و شرعنة انقلاب القصر عبر الاعتراف بالمراسيم الدستورية التي اصدرها كاملة وفقا للمادة (٢٢) من الوثيقة الدستورية، و منها المرسوم الذي أعفي مليشيا الدعم السريع من الخضوع لقانون القوات المسلحة.
ج- استمرار شراكة الدم المقننة بالمادة (٧١) من الوثيقة مع استحالة تغيير العسكريين و استحالة محاسبتهم على انقلابهم. على العكس ستتم مكافأتهم.
د- تكريس الاعتراف بالدعم السريع كجسم مكافئ للقوات المسلحة وفقا للمادة (٣٥١) من الوثيقة و استحالة دمجه .
ه- اخراج الأجهزة العسكرية من دائرة الإصلاح لأنها مكلفة بإصلاح نفسها بنفسها وفقا للمادة (٨١٢) من الوثيقة الدستورية. و بالتبعية تقنين اقتصادها الموازي الذي ابتلع اقتصاد الدولة و قدره رئيس الوزراء الأسير د. حمدوك ب ٨٢٪ و هو في الحقيقة أكثر.
ما ورد أعلاه على سبيل المثال فقط، و السؤال لقوى الحرية و التغيير، كيف سيقودنا التمسك به إلى عودة كاملة غير منقوصة للمدنية؟
(٥)
من البادي للعيان، أن التمسك بالوثيقة الدستورية لن يقود ابدا إلى دولة انتقالية مدنية بل إلى شراكة يتحكم فيها العسكريين، و التجربة خير برهان. فبكل اسف، تريد قوى الحرية و التغيير أن تعيدنا إلى بيت طاعة العسكريين، و إلى التسوية السياسية التي أنتجت شراكة الدم، بتقديم تنازلات مجانية للانقلابيين، في وقت مطالب الشارع و شعاراته واضحة ، و استعداده لمواصلة النضال حتى إسقاط الانقلاب و إقامة دولة مدنية كاملة غير منقوصة. فشعار ( لا تفاوض ، لا شراكة، لا شرعية) متفق عليه بين كل الثوار في الشارع بما فيها قواعد هذه القوى التي تدعو إلى العودة إلى الشراكة، و التمسك بالوثيقة الدستورية، بل و التمسك بإتفاق جوبا الذي انبنى على وثيقة أبوظبي و مشروع دولة الإمارات العربية في السودان . و الصحيح هو تبني موقف الشارع الداعي لإسقاط الانقلاب و بناء دولة مدنية خالصة دون شراكة دم، استنادا إلى اعلان سياسي جديد و وثيقة دستورية جديدة.
(٦)
بكل أسف دعوة قوى اعلان الحرية و التغيير للتمسك بالوثيقة الدستورية ، مخالفة مباشرة لموقف الشارع السياسي الرافض لهذا التمسك، و هي تهزم بدون شك الدعوة لتكوين جبهة عريضة لإسقاط الإنقلاب، لأن الجبهة يجب أن تكون استنادا إلى اعلان سياسي ينادي بمدنية خالصة، و وثيقة دستورية جديدة تؤسس لهذه المدنية، أعمالا لإرادة الشارع، بدلا من تجاهله و المطالبة بالتمسك بالوثيقة الدستورية في محاولة لإرضاء المجتمع الدولي، في استمرار محزن للنظر إلى الخارج و التبعية له، و تجاهل لإرادة الشعب.
على قوى الثورة الحية السائدة في شوارعها بناء وحدتها استنادا لرفض الشراكة و وثيقتها الدستورية المعيبة، و العمل على بناء دولة انتقال مدنية خالصة.
و قوموا إلى ثورتكم يرحمكم الله!!
١٥/١١/٢٠٢١م



#أحمد_عثمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملاحظات أولية حول عدم دستورية بيان إنقلاب الجنرال برهان
- لا للشمولية و تسقط بس!!
- هل سترفع الولايات المتحدة الأمريكية الحظر عن النظام السوداني ...
- نهب المغتربين أم تشجيعهم على الإستثمار؟
- هل سينجح حوار الوثبة؟
- فليستعد الغرب للمزيد من موجات الهجرة!
- لا لإعدام قادة الأخوان بمصر
- كيف نواجه الفكر المتطرف؟
- ماهي تداعيات الفكر المتطرف؟
- ماذا يميز الفكر المتطرف؟
- لماذا يتطرف أبناؤنا؟
- في تحويل الفضيحة إلى فتح رباني - ملاحظات حول ما جرى في جنوب ...
- في السودان (إنتخابات الإستمرارية لا إنتخابات الشرعية الديمقر ...
- النظام السوداني ( تحول إستراتيجي أم تموضع تكتيكي؟)
- لماذا انتشر الإسلام السياسي؟
- دلالات إيجابية في السياسة السودانية!!
- الحوار تحت أسنة رماح الجنجويد !
- عقبات في سبيل تأسيس أحزاب سياسية سودانية جديدة
- جنوب السودان - مضمون النزاع وآفاق الحلول
- الأخوان المسلمون والفشل الإستراتيجي


المزيد.....




- ترامب يكشف عن ما سيفعله مع روسيا والصين إذا فاز في الانتخابا ...
- إيلون ماسك محور جدل في أمريكا واتهامات له بالتحريض على قتل ب ...
- روسيا.. انخفاض عدد مستعمرات النحل بمقدار 500 ألف على مدى الس ...
- خسوف جزئي للقمر سيتمكن سكان مختلف مناطق العالم من مشاهدته
- Lava تكشف عن هاتفها الجديد لشبكات الجيل الخامس
- من النصر إلى كارثة. الغرب يتناسى أنه قبل عامين احتفل بهزيمة ...
- المهندسون الروس يدرسون مبادئ عمل صاروخ هيمارس الأمريكي
- نمط غريب ومفاجئ في إدارة الحملات الانتخابية في أمريكا
- بلقاسم حفتر لـ-الحرة-: شرق ليبيا وغربها يتوافقان على إعمارها ...
- بعد -محاولة الاغتيال الثانية-.. بايدن يتصل بترامب


المزيد.....

- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد عثمان - نعم لإسقاط الانقلاب، و لا للتمسك بالوثيقة الدستورية