أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مها أحمد - أحمر شفاه على فم دراكولا














المزيد.....

أحمر شفاه على فم دراكولا


مها أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 1654 - 2006 / 8 / 26 - 11:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



وسط الركام والصور المأساوية للمئات من ضحايا حرب إسرائيل الهمجية على لبنان تخرج علينا الكثير من مشاهد الكوميديا السوداء ربما كان أكثرها استفزازاً ذاك النداء الذي وجّهته الممثلة الفرنسية المعتزلة بريجيت باردو إلى وزير (الدفاع) الإسرائيلي عمير بيريتس لإظهار بعض (الليونة) في حربه ضد مدنيي لبنان وأرفقت ب.ب ندائها هذا بتضامن و (شيك ) مقداره (5000) يورو لإحدى الجمعيات المحلية المعنيّة بالرفق بالحيوانات قائلة:"لا يسعنا إلا أن نشكر المتطوعين الذين يعرضون حياتهم للخطر لإنقاذ الحيوانات المهملة في لبنان وإسعافها عند الضرورة". مضيفة أن ما تقوم به هذه الجمعية يضفي معنى على القيم الإنسانية .
حيوانات لبنان تشعر بالامتنان نحو ممثلة الإغراء التي لم تفعل شيئاً ، عندما كان بإمكانها ، إلا مخاطبة أكثر الغرائز الحيوانية والشهوات البدائية في رجال جيلها .
هو الغرب الذي كأنه يعيش في كوكب آخر ، يكذب ليتجمّل ولكنه لا ينجح إلا بقدر ما يبدو دراكولا أكثر حسناً عندما يضع على وجهه أحمر شفاه ليخفي هويته كمصاص دماء...
تلك الرهافة في المشاعر التي يبديها ساسة الغرب وتأثّرهم البالغ أمام آلام الحيوانات المهملة هي التي جعلت جورج بوش الابن يصدر عفواً رئاسياً عن ديكين روميين تابعين إلى مزرعة البيت الأبيض ويمنحهما تقاعداً مريحاً في ديزني لاند بمناسبة عيد الشكر (!) وطبعاً لم يفه بكلمة واحدة عن (45) مدنيياً عراقياً قتلوا في ذلك اليوم كما لم يعبّر بعد ذلك عن أي تضامن أو تعاطف مع (3500) مدنيّ سقطوا في شهر تموز المنصرم منهم (1300) في لبنان و(200) في غزة و(2000) جثة تسلمتها مشرحة بغداد ،ليصبح معدل الشهداء في العراق في العام الحالي هو(1850) لكل شهر .... مجرد أرقام بلا ملامح ولا أسماء ، فقط أشلاء يلقى بهم في مقابر جماعية دون أن يتمكن الأهل من التعرف عليهم وتوديعهم أو دفنهم بشكل لائق .
رعاة البقر في عاصمة المأمون تاقوا أن تنضم (ست الدنيا) إلى سلسلة جواريهم المنتهكة المستباحة مهما كلّف الأمر خصوصاً أن المقارنة بين المدنيين في لبنان وإسرائيل أمر غير أخلاقي كما قال بولتون ...
لكن التاريخ لن يجترّ نفسه بعد اليوم ، بعد الآن لن تتصدر صفحات المطبوعات الإسرائيلية غداة كل حرب صور أسرى عراة أذلاء معصوبي الأعين ، فتلك اللعبة الإعلامية المازوشية انقلبت على أصحابها فمقاومةٌ تلتقط الجنود الإسرائيليين المدججين بالسلاح كأرانب مذعورة قد تمحي الصور المهينة لقادة عرب أظهرهم الاحتلال بلابسهم الداخلية في فلسطين والعراق .
بعد اليوم لن يصبح العرب قد لاتصبح غاية ما يتمناه العرب أن يكونوا ديوكاً رومية في مزارع جورج بوش أو مجرد حيوانات مهملة تستحق عطف بريجيت باردو ...



#مها_أحمد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حزب الله :حزب الناس
- أريد قنبلة نووية
- بين التعليم والتعليب: بوس الواوا
- الطعام مقابل السّلام
- ضبط الغوغاء.. أو قتلهم
- ساس .. يسوس
- مواطنو الدرجة الثانية في مؤسسة الزواج
- صناعة الرعب في أميركا الخائفة
- مجلس النوّام
- ماذا يريد وحيد القرن
- موسم الهجرة إلى الأسفل
- قمة الحضيض
- يا عزيزي كلنا منافقون
- موسم الهجرة لى الأسفل
- النساء قادمات
- عولمة المهانة و ثقافة المقاومة
- -اتصال الانفصال ووصل ما لا يتصل-
- مواطنو الدرجة الثانية في سوق العمل
- السلطان الأمريكي: الكذاب الأكبر
- المرأة كاملة الدسم


المزيد.....




- رئيس الإكوادور -مستعد- لتعديل الدستور و-سيطرة- الجيش الأمريك ...
- مصور مصري يستكشف لحظات من السعادة وسط طبيعة إفريقيا
- نيويورك تايمز: ترامب يعارض خطة لهجوم إسرائيلي على مواقع نووي ...
- الجيش الأمريكي ينشر فيديو وصورا لعملياته في اليمن والحوثيون ...
- أحمد الشرع ضمن قائمة -تايم- للشخصيات المئة الأكثر تأثيرا في ...
- إنجاز علمي غير مسبوق في مجال تجديد الكبد وعلاج أمراضه
- مسؤول أوكرانيا يدعو إلى عدم المماطلة في إجراء انتخابات بعد ا ...
- إيران تقطع الشك باليقين وتؤكد: الجولة الثانية من المفاوضات م ...
- ما اللغز الجيني وراء إصابة البعض بالتوحّد؟
- ضربات أمريكية عنيفة على مواقع للحوثيين وسط أنباء عن استعدادا ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مها أحمد - أحمر شفاه على فم دراكولا