أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جلال حسن - كبرنا مبكرا














المزيد.....

كبرنا مبكرا


جلال حسن

الحوار المتمدن-العدد: 7074 - 2021 / 11 / 11 - 11:49
المحور: الادب والفن
    


لا جدوى! نحن الذين كبرنا بسرعة، نتحايل على الزمن، وما زلنا لا ندرك قيمة الوقت في قادم نوبات الرمق الأخير، لم ندرك قيمة الهدوء على توتر أعصاب متجعدة، لا يفيد أي شيء، ثمة توجس لقدوم زائر ثقيل يسمى عزرائيل قابض الحيوات كما تقول كتب السيرة والتاريخ والفلسفة والغيب والعجائز،
نحن الذين شخنا بسرعة، أدخلونا عنوة، وشغلونا بحروب لا نهاية لها، وما تزال متوقدة كحفلة شواء دائمة، بداياتها نزوات وحماقات ورعونة جنرالات حمقى، فانشغلنا في خوفنا أكثر من حريتنا وهوامشها التي لا تعد أكثر من مطالب عادية لحقوق مهضومة أصلا،
كنا نطوف على كسل في الاستراحات الشهرية، نطوف على دكه السعادات بقمصان بيض واهمين بفجر سيأتي، الفجر لا يأتِ راقصا، ولكن لا فجر يأتي من ليل كسول!؟
كنا نحرص على الحضور، كأن حضورنا غيابا يتلعثم في اللا جدوى، كنا من دعاة الحب، أذن ما فائدة الأقنعة على أنوف فنص؟، خدعتنا الأقنعة، خدعتنا الحكمة لأنها جاءتْ متأخرة، ما فائدة حكمة متأخرة على جرح يسيل! لقد وقع الفأس بالرأس وما عاد الضماد يفيد، كأن الأقنعة خنقها الشهيق والأتربة،
لم نغادر الطفولة رغم المشيب، وكما قال أبي لا تجرح أي شعور، إياك ان تجرح مشاعر الآخرين، حتى وان كنت صاحب حق، ستعيش معك الكلمات أكثر من البشر، ستعيش معك الذكرى على مائدة التذكر، لان الناس يتذكرون السيئات فقط، هكذا قال أبي وأغلق مفاتيح الكلام،
هكذا هربنا بالذكريات فواجهتنا الحروب، حروب مملة وسقيمة وتافهة وتثير اليأس والقنوط والشفقة،
حروب قذرة، وهي أشد فتكا من موت يستغيث على الطرقات، وكل حرب مكفولة بموت مجاني وسجن موحش وأناشيد كاذبة وهراوات وقمع مدون في سجلات الجنرالات والمليشيات والأحزاب الحقيرة،
كانت متاهة، وموت وصحراء ورمل كانت غثيانا يشبه حلم فاطس تحت الرمل، خدعة ان تحلم بشجرة، حلم يركض من خوفه على طرق نازلة نحو الهاوية،
لا مكان لك، لا مأوى، لا مدينة، لا حائط، لا ظل، لا متكأ، لا سند، ولا رحمة،
غرباء في صحارى قاحلة، نخشى رمال متحركة كي لا نفطس في السراب، نحن الذين هرمنا بسرعة لم نتعظ من الوقت، لا زمان لنا، ولا مكان، ولدنا غرباء ونموت غرباء، سألنا كثيرا ولا أحد يجيب!
كانت حياتنا عبارة عن صدف ومواعيد وأوهام وآمال كثيرات، ثم صدمتْ بحقائق، حقائق ثقيلة، كدمع تيبس في المآقي على تجاعيد الخدود، هكذا تحت لسان مقطوع،
لقد أبكانا صوت المغني كثيرا، فانشغلنا بالنواح على عمر تقطعت أوصاله، وصار هراءً بانتظار من يأتي بالخبر الحزين لكي يعلق خرقة فيها اسمك ونعي ليوم أو يومين فقط.



#جلال_حسن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لست متشائما
- في شوق المقهى
- صعاليك بغداد
- جنائز على قيد الحياة
- سحر الدهشة
- في ذكرى قدوري
- أيتها السمكة
- ثنائية الأسئلة
- عابرون
- لا تأت متأخرا
- ورقة من خريف أيلول
- موجة تستغيث من الغرق
- سينما أطلس
- في مراسيم تشييع جنازة
- في رحيل نزيهة أديب
- هذا ليس أنا
- أصابع على وتر الكمان
- مرآيا الغياب
- عكاز يتوكأ بلا بوصلة
- آخر المطبات


المزيد.....




- عاجل | حماس: إقدام مجموعة من المجرمين على خطف وقتل أحد عناصر ...
- الشيخ عبد الله المبارك الصباح.. رجل ثقافة وفكر وعطاء
- 6 أفلام تتنافس على الإيرادات بين الكوميديا والمغامرة في عيد ...
- -في عز الضهر-.. مينا مسعود يكشف عن الإعلان الرسمي لأول أفلام ...
- واتساب يتيح للمستخدمين إضافة الموسيقى إلى الحالة
- “الكــوميديــا تعــود بقــوة مع عــامــر“ فيلم شباب البومب 2 ...
- طه دسوقي.. من خجول المسرح إلى نجم الشاشة
- -الغرفة الزهراء-.. زنزانة إسرائيلية ظاهرها العذاب وباطنها ال ...
- نوال الزغبي تتعثر على المسرح خلال حفلها في بيروت وتعلق: -كنت ...
- موكب الخيول والموسيقى يزيّن شوارع دكا في عيد الفطر


المزيد.....

- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جلال حسن - كبرنا مبكرا