أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - الظاهرة السارترية ح13.....إصالة الوجود















المزيد.....

الظاهرة السارترية ح13.....إصالة الوجود


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7073 - 2021 / 11 / 10 - 21:25
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


إصالة الوجود
في هذا المبحث الجديد في طرحه بعيدا عن الفلسفات الوجودية وتأسيسا لنظرية جديدة تقوم على البحث عن الإصالة في الوجود من خلال سبق التكوين الوجودي الأول والمؤسس لما نعرفه، بمعنى أننا نبحث في مرحلة ما قبل الوجود وكيفية تكوينه والبحث في إصالة أيهما أسبق والأصل الوجود أم العدم، من خلال البحث عن أقدمية الضياء أم الظلام أو ما يعرف حديثا وحديثا جدا بــ (علم الظلام)، ولا بد لنا أن نسجل لأنفسنا السبق الفكري في هذا المبحث وعلى مستوى الفلسفة وعلم الفيزياء معا، فقبل أن يكون الضياء ماذا كان الوجود يعيش من حال فيزيائي عام؟ هل كان الظلام أولا؟ وكيف ولد الضياء خاصة وأن التفسير العلمي المطروح الآن للظلام هو إنسحاب طاقة الضوء من المكان ليكون الظلام واقعا؟ السؤال هنا هل الضياء سابق وموجود ليناقض حالة الظلام؟ السؤال الأخر ما تفسير الضياء؟ والسؤال الأخير متى ولد أول ضياء في الوجود؟.
ستحاول في الإجابة من خلال العودة إلى ما قبل التكوين المادي للوجود وننظر لهذه الماهية الفريدة في التكوين، ووفق معظم النظريات الفيزيائية التي خصصت دراساتها لهذا الواقع نجد أن الكون وقبل أن يحدث الأنفجار الكوني كأحد الأفتراضات العلمية تقول أن الوجود كان عبارة عن "مادة الظلام" التي منها وفيها حدثت متتاليات الوجود والتي ما زالت تتوسع من جهة وتتقلص من جهة أخرى مكونات تلك المادة، بعد نظرية كوبرنيكوس ونسبية أينشتاين وجد العلماء أنفسهم أمام مشهد جديد في مسيرة العلوم، إذ أن المادة "العادية" (التي تشكل كل شيء وتدخل في تركيبة البشر وجميع الكائنات الحية) ما هي إلا نسبة بسيطة من الكتلة الكلية للكون فهناك عنصر آخر يدخل في تركيبته، وهو عنصر غير معروف ولا يصدر عنهُ الضوء، وكانت هناك آثار يمكن تتبعها ولكن ليس هناك ما يمكن رؤيته، حيث تُشكّل المادة المظلمة 23% من محتوى كتلة وطاقة الكون المنظور مقابل 4.6% للمادة العادية، وتَعزي النسبة الباقية إلى الطاقة المظلمة، وفقاً لهذه الأرقام تشكل المادة المظلمة 83% من المادة في الكون، في حين تشكل المادة العادية نسبة 17% فقط.
لعبت "المادة المظلمة" دوراً أساسياً في تخليق النجوم في البدايات الأولى من الكون، فإذا كانت المادة المظلمة على هذه الحالة فيجب أن تشتمل المادة المظلمة على الجزيئات المعروفة بـ"النيوترونات العقيمة"، وقد قام بيتر بيرمان من معهد ماكس بلانك لعلوم الفلك الإشعاعي في بون، وألكسندر كوسينكو، من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، بإظهار أنه عندما تضمَحل النيوترونات العقيمة، فإنها تُسرّع عملية خلق جزيئات الهيدروجين، هذه العملية ساعدت على إضاءة النجوم الأولى فقط منذ حوالي 20 إلى 100 مليون سنة بعد الانفجار الكبير، كل هذه المُعطيات تعطينا تفسيراً بسيطاً لبعض الملاحظات المحيّرة الأخرى التي تتعلق بالمادة المظلمة، النيوترونات العقيمة، والمادة المضادة.
من أول هذه التفسيرات أن جزء من هذه المادة "مادة الظلام" تحول نتيجة تفاعلات داخل النيوترونات العقيمة منشأها طبيعي ذاتي أدى إلى حركة داخل المادة تلك لتتعاظم نتيجة القوى المغناطيسية والنووية الذاتية لتشكل أهتزاز داخل جسيمات النيترون العقيم لتعيد شكل التركيبة الفيزيائية فيه مما تسبب بأضطراب داخلي أثر على محيطه وأنتقل بالطاقة الأهتزازية المتولدة مما أدى إلى حدوث أول حركة مؤثرة ولدت زمنها الخاص من خلال المكان الخاص من خلال ما يعرف (المادة المظلمة الباريونية) التي يمكنها ولوحدها أن تشكل ذرات، التي معها وبها تعاظم التأثير وصولا لما يعرف بالأنفجار الكوني الذي هو عبارة عن (عملية تمدد الكون عندما كانت درجة الحرارة حوالي مليار كلفن والكثافة تساوي تقريبًا كثافة الهواء، توحّدت النيوترونات مع البروتونات لتشكيل ديوتريومات الكون وأنوية ذرات الهيليوم)، من هنا نستنتج أن جزء من المادة المظلمة الباريونية تحول نتيجة عملية التمدد تلك إلى أول شكل من أشكال الذرات المعروفة اليوم وهو عنصر الهليوم الأساسي لكل المادة الحالية*.
لا يعد الانفجار العظيم انفجارًا للمادة المظلمة بذاتها التكوينية لكن حدثت التفاعلات داخل المادة جسيمات ما بعد التشكيل الذري الذي ولد حرارة نتيجة الإندماج والأنفلاقات النووية في آن واحد، هذه التفاعلات ولدت الحرارة اللازمة والكافية (ان الكون ممتلئًا بصورة متجانسة وقياسية بجسيمات ذات كثافة طاقة ودرجات حرارة وضغوط هائلة، وأنه تمدد وبَرُد بسرعة فائقة، وخلال ما يقرب من 10 󔼭 ثانية في التمدد، تسبب تحول طوري في تضخُّم الكون ونموه نموًا أُسيًا، وبعد توقف التضخم، تألّف الكون من بلازما كوارك-غلوونية، وغيرها من جميع الجسيمات الأولية الأخرى، كانت درجات الحرارة في تلك الحالة مرتفعة حتى تسنّى تحرك الجزيئات عشوائيًا وفق سرعات نسبية، ونتجت أزواج ومضاداتها من كل نوع بصفة مستمرة، بل وتلاشى بعضها عبر الاصطدامات، وفي مرحلة ما حدث تفاعل يسمى بنشأة الباريونات لم يحافظ على رقم باريون، مما أدى إلى وجود فائض صغير جدًا من الكواركات والليبتونات يفوق مضادات الكوارك ومضادات الليبتونات بنحو جزء واحد من 30 مليون جزء، أدى ذلك إلى هيمنة المواد على المواد المضادة في الكون الحالي)، ومن هذا التمدد تتحرك المادة الحديثة نحو الخارج لملء "كون فارغ" **، ولكن بمرور الوقت يتمدد الكون في كل إتجاه وتتزايد المسافات الفعلية بين الأجرام السماوية، وهذا ما تشير إليه الأرصاد الفلكية الحديثة، ونظرًا لكون إحداثيات روبرتسون- ووكر تفترض توزيعًا منتظمًا للكتلة والطاقة، فإنها تنطبق فقط على القياسات الكبيرة، أما النطاقات المحدودة من المادة مثل مجرتنا المترابطة تجاذبيًا فلا تنطبق عليها نظرية التمدد واسع النطاق كما في الفضاء خارج مجرتنا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*. تكون مادة مظلمة باريونية: الأجسام الفلكية مثل هالة الأجسام الثقيلة المُدمَجة المؤلّفة من مادة عادية تبعث القليل أو لا تبعث على الإطلاق أي اشعاع كهرومغناطيسي، ويشير التوافق مع المشاهدات الأخرى إلى عدم إمكانية الغالبية العظمى من المادة المظلمة الموجودة في الكون لأن تكون مادة مظلمة باريونية أي أنها غير مُشكّلة من الذرات ولا يمكنها التأثر مع المادة العادية عبر القوى الكهرومغناطيسية ولا تحمل جسيماتها أي شحنة كهربائية، وتتضمن المادة المظلمة غير الباريونية النيوترينوهات مع إمكانية وجود جسيمات افتراضية مثل الأكسيومز أو الجسيمات فائقة التناظر، وعلى عكس المادة المظلمة الباريونية، لا تساهم المادة المظلمة غير الباريونية في تشكيل العناصر في بداية الكون "الاصطناع النووي للان فجار العظيم" وبالتالي يتم الكشف عن وجودها فقط من خلال تجاذُبها الثِقالي، بالإضافة إلى ذلك لو كانت الجسيمات المؤلِفة للمادة المظلمة غير الباريونية فائقة التناظر فإنها من الممكن أن تخضع لتفاعلات الإفناء مع نفسها مما يؤدي إلى ملاحظتها من النواتج الفرعية مثل الفوتونات والنيوترينوهات "كشف غير مباشر".
**. لا يوجد في نظري كون فارغ قبل حدوث الأنفجار العظيم وبعده بل أن المادة ذاتها توسعت وتمددت في زمكان يتولد مع القدرة على التوسع، فالفراغ ليس عدما بل هو وجود بشكل مادي لا يمكن ملاحظة ما بداخله إلا من خلال وسائط علمية كشفية، فلو قلنا بوجود فراغ يعني نقر بهذا الوجود المادي الراهن قبل أو معاصر لوجود عصر المادة الظلامية أو أنها من نفس الكون فيكون التمدد داخل الفضاء ذاته أي داخل نطاق المادة المظلمة وهذا هو الصحيح، وهنا يكون لدينا وجودان كل منهم يحمل سمة مختلفة في أن واحد.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الظاهرة السارترية ح12 مفهوم الصراع والحرية بين هيجل وسارتر ج ...
- نداء..... أيها العربي
- ماهرون
- مقامات عباسية 2
- الظاهرة السارترية ح12 مفهوم الصراع والحرية بين هيجل وسارتر ج ...
- الظاهرة السارترية ح11 الهوية ومفهوم التشكيل والتحديث ج2
- الظاهرة السارترية ح11 الهوية ومفهوم التشكيل والتحديث ج1
- المحطة الأخيرة
- مقامات عباسية
- المعرفة وماهية الوعي
- الوعي التوصيفي والوعي الجوهري
- أنا وسارتر من جديد
- الظاهرة السارترية ح 10 في الوجودية الواقعية ج2
- الظاهرة السارترية ح 10 في الوجودية الواقعية ج1
- رواية جان فالجان البغدادي ح المتحف البغدادي 2
- رواية جان فالجان البغدادي ح المتحف البغدادي 1
- رواية جان فالجان البغدادي ح الطوبجي
- رواية جان فالجان البغدادي ح البيروتي
- الظاهرة السارترية ح9
- الظاهرة السارترية ح 7


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - الظاهرة السارترية ح13.....إصالة الوجود