|
لا حرية ولا تحرير بدون تحرير العقول
راسم عبيدات
الحوار المتمدن-العدد: 7073 - 2021 / 11 / 10 - 10:34
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ما جرى من احداث واستخدام للأسلحة الرشاشة في تلك الواقعة المخزية قرب جامعة القدس،هذا الأسم الكبير والذي يفترض في إدارة الجامعة ومجلس أمنائها الحفاظ عليه،فالسياسات الخاطئة قد تكون سبباً في إشعال ازمات وحروب عشائرية وقبلية،تضعضع الثقة بإدارة الجامعة والقائمين عليها، وما جرى يؤكد بأن المحتل الذي لا يبعد عشرات الأمتار عن ساحة المعركة والإشتباك،لو كان لديه شك 1%بالمئة بأن هذا السلاح قد يتحول ضد جنوده ومستوطنيه لحرث الأرض حراثة،ولم يترك احداً من القائمين عليه قتلاً او اعتقالاً، ولذلك هو يدرك تماماً بان هذا السلاح لن يكون يوماً من الأيام في خدمة الوطن او أنه سيوجه نحو جنوده ومستوطنيه،والذين يجثمون على أراضي البلدتين....سلاح قبلي وعشائري دولة الإحتلال من سهلت الحصول عليه،وهي تدعم بقاءه بكل قوة،ما دامت وجهته "البطولات" الزائفة في حروب عشائرية وقبلية تغذيها المصالح ونزعات التسيد القبلي والعائلي ...سلاح يراد له ان يسهم في تفكيك وتدمير النسيجين الوطني والمجتمعي وتهديد السلم الأهلي والمجتمعي .....هذه المليشات ومافيات تجار السلاح التي تنمو وتكبر وتمارس البلطجة والعربدة في الضفة الغربية ...السلطة القائمة هي من تتحمل المسؤولية عن ما وصلنا اليه من كارثة والوصول للقاع،لأنها هي من عززت من سلطة العشائر والقبائل، وجعلت حكمها وقراراتها فوق القانون والمساءلة والمحاسبة،وتعاملت مع تلك العشائرية والقبلية وفق منطق نفعي مصلحي...ما نشهده في الداخل الفلسطيني- 48 - من جرائم متصاعدة واستشراء للعنف،اعترفت مؤسسة الإحتلال الشرطية،بأن جزء كبير من تلك المافيات والعصابات التي تمارس القتل والعنف وترهيب وتخويف الناس والتعدي على اعراضهم وممتلكاتهم مرتبطة بجهاز الأمن العام الإسرائيلي " الشاباك"،وهذا ما يصعب من محاربة الجريمة والعنف في المجتمع العربي .... وما يحدث في مجتمعنا من تنامي ظاهرة العنف وتصاعد الجريمة،وخاصة في المناطق المصنفة (جيم) والمسيطر عليهاً امنياً ومدنياً من قبل الإحتلال،جعلها تتحول الى بؤر ومربعات امنية محمية ومرتع خصب لممارسة كل الموبقات من بلطجة وعربدة وزعرنة وسرقة السيارات والتعدي على الممتلكات وتزوير وثائق وعقود الأراضي والممتلكات وتسويق المنتجات منتهية الصلاحية وادخال بضائع المستوطنات ...الخ، هذه المافيات والعصابات ومن يسعّرُون من حدة الإشكالات والخلافات المجمعية والإجتماعية، يجري توظيفهم في إنهاك المجتمع داخلياً،بحيث يوصلون الناس الى مرحلة أن ترى في وجود الإحتلال" نعمة"....بحيث يصبح مطلب وجوده مشروعاً. ولذلك يجب شن حرب بلا هوادة على كل من يعملون على هتك وتفكيك والسعي لإختراق جدران النسيج المجتمعي... من قبل تلك الجماعات التي لا أشك بان لها حواضن منتفعة ومستفيدة تسهم في التستر عليهم وإفلاتهم من العقاب،في ظل فساد مستشري من قمة الهرم حتى قاعدته ...ولذلك لا بد من اتخاذ اجراءات رادعة في قضايا إمتلاك هذا السلاح والمحرضين على استخدامه...سواء عبر الإحتراب العشائري والقبلي أو "طخيخة" الأعراس" والجنازات" و"شوفيني يا بنت" ..... ويجب ان يكون هناك اجراءات وقائية،وكذلك السعي لإعادة تربية وتوعية مجتمعية في ظل تنامي الجهل والتخلف والنزعات القبلية والعشائرية وتقديم مصلحة العائلة او الحمولة والعشيرة على الوطن، فتلك الثقافة لن تبني لا اوطان ولا مجتمعات مدنية،بل تسهم في تنفيذ مشاريع ومخططات المحتل في تحويل السلطة في الضفة لصالح المليشيات والمافيات،أو ما يعرف بمشروع البرفسور الإسرائيلي مردخاي كيدار "الإمارات " الثمانية. العلاج يجب ان يكون بعيداً عن " الطبطبه" و"تبويس" اللحى،وصلح عربي اصيل ومهرجان الوحدة الوطنية،وغيرها من العبارات الإنشائية لا تصمد في ظل واقع مخترق،يحتاج الى بناء واعادة بناء، يحتاج الى جهد جدي وحقيقي والى جرأة في المعالجات واتخاذ القرارات والمساءلة والمحاسبة ،و"فنجان" القهوة صاحب الحلول السحرية،يجب ان يترك جانباً،وكذلك يجب تجريد من يعملون على إثارة النعرات والفتن من حواضنهم العائلية والعشائرية ورفع الغطاء عنهم في أجهزتهم وأحزابهم وفي حواضنهم الأمنية والسياسية . نحن في وضع تتعمق فيه أزماتنا الداخلية،نحن نعيش ازمات عميقة على كل الصعد وفي المقدمة منها نظام سياسي مأزوم بكل مكوناته ومركباته من السلطة للأحزاب وللمنظمة والمجتمع المدني ،وكذلك نحن نعيش ازمات اجتماعية عميقة، حيث تتنامى ثقافة الدروشة والجهل والتخلف ، ويجري تقديم مصلحة الفرد على المجموع والقبيلة على الوطن،ونشهد حالة إنهيار غير مسبوق لمنظومة كاملة من القيم،انهيار في الجوانب الأخلاقية والسلوكية،والحديث عن أن ما يحدث غريب عن سلوكنا وعاداتنا وتقاليدنا،أصبح غير مقنع لطفل صغير،فهذا يجب أن يلمس في الواقع وفي السلوك والأخلاق والحياة العامة،وليس في الشعارات والبيانات والخطب الرنانة . واقعة أو "غزوة" الجامعة" وبالتأكيد هي ليست بالحجة على السواد الأعظم من أبناء البلدتين،فالغالبية الساحقة منهم ترفض مثل هذا النمط من السلوك الذي يدمر العلاقات الإجتماعية ويعمق من حالة الشرخ والإنقسام المجتمعي،وبالمقابل ادارة الجامعة ومجلس امنائها وكل القائمين عليها،يجب ان تكون قراراتهم وتصرفاتهم تتصف بالحكمة وبعد النظر،وبما يمكن من احتواء المشكلة والحد من تفاقمها،لأن أي صرف أو قرار خاطيء،قد يشعل لهيب احتراب عشائري وقبلي لا تحمد عقباه.
فلسطين – القدس المحتلة 10/11/2021 [email protected]
#راسم_عبيدات (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المرجل المقدسي يغلي ...والإنفجار قادم
-
القصة ليست تصريح قرداحي،بل أبعد من ذلك
-
أهداف الحملة الإحتلالية على المؤسسات الأهلية الفلسطينية
-
زيارة بينت لموسكو ...و- الفوبيا- الإيرانية
-
قضية الشيخ جراح ...تتطلب جرأة في اتخاذ القرار
-
جريمة الطيونة نقلة نوعية في استدراج ا ل م ق ا و م ة لمربع ال
...
-
ليس هكذا يكون تعزيز صمود المقدسيين وتمكينهم.....؟؟
-
الأحياء والأموات في القدس مستهدفون
-
يكفينا ذلاً واستجداءً يا سيادة الرئيس
-
خطة الألف خنجر -الإسرائيلية- لمواجهة ايران
-
الكل يعد ...ولكن لا احد يريد تلبية نداء القدس
-
اما آن الأوان لهذه السجون أن تقذف هؤلاء الأبطال...!!!
-
في زيارة الوفد المقدسي لمدينة الناصرة
-
نحن لسنا بالشعب الخارق ...ولنكف عن جلد الذات
-
عندما تعلو أخلاقهم على حريتهم
-
حملة مشبوهة على أهلنا وشعبنا في الداخل- 48-
-
رغم اعادة الإعتقال... عملية -نفق الحرية- ترسم معادلات جديدة
-
نجاح الأسرى الستة في تحرير أنفسهم...هل سيشعل عود الثقاب نحو
...
-
مبادرة -طحن- الماء
-
أبعاد ومخاطر تسوية الأملاك في مدينة القدس
المزيد.....
-
إلهام شاهين تعيش الطفولة مع -آخر العنقود- في عائلتها
-
الشرع يوضح موعد أول انتخابات رئاسية في سوريا ورده على من طال
...
-
فرنسا تستعد لمحاكمة طبيب متهم بالاعتداء جنسياً على أطفال تحت
...
-
الحكم على جندي بريطاني سابق بالسجن 14 عامًا بتهمة تسريب معلو
...
-
بوتين يقيل نائب وزير العدل من منصبه
-
سموتريتش: لا يمكن إنهاء المعركة قبل تدمير حماس بالكامل واتفا
...
-
حاكم المصرف المركزي: هكذا تبخر 21 مليار دولار في سوريا!
-
ترامب: حققنا تقدما كبيرا في مسألة حل الصراع بين روسيا وأوكرا
...
-
القضاء المصري يقضي بسجن بريطاني 3 سنوات
-
روسيا.. تطهير أكثر من 350 كيلومترا من سواحل البحر الأسود بعد
...
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|