أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سارة عزب - قصيدة نثرية (عشر قطع من الشكولاتة الداكنة)














المزيد.....

قصيدة نثرية (عشر قطع من الشكولاتة الداكنة)


سارة عزب

الحوار المتمدن-العدد: 7070 - 2021 / 11 / 7 - 16:12
المحور: الادب والفن
    


(القطع الأول)
كتبتُ أمنياتي للعام الجديد في ورقةٍ بيضاء ممشوقة القوام،
ثم انكمشت إثر دموعٍ لا أذكر مصدرها.
إلا أن حروفى كانت منمقةً وهادئةً على غير عادتها، كمن أعدَّ خطةً بعنايةٍ فائقةٍ استغرقت ليالي عدةً كي تُحكِم حبكتها.
ثم قمت بتمزيقها بثقةٍ وقلبٍ باردٍ وإصرارٍ عن غير غضب، كمن تيقَّن بأن ما أعدَّه سرابًا، ومصيره سلة المهملات!
لا مزيد من أمنيات بعد اليوم!
(القطع الثاني)
‏تئن رأسي بصداع يحتضنها بالكامل
أصل بالرؤية إلى نصفها
بالكاد أرى الوجود مشوَّشًا
الفئران في رأسي لا تستطيع الرقص
فجميعها تحت تأثير المخدر
أعتذر يا (إيمان) عن توقف رقصها
أعرف أنَّ هذا قد يُفسد ما صنعتِ بديوانكِ الأخير
(الفئران أيضًا تُجيد الرقص)
إلا أن ما لديَّ توقَّف عن إجادة أي شيء.
(القطع الثالت)

جسد مترهل في العشرين
فعلة رسام أحمق
كنت أظنه (إلهًا)
لم يخبر أحدًا عن حقيقته المزيفة
سوى لعاهراته اللواتي يرتعن في أكوانه لياليَ عطلته..
حاشاه أن يجمع بينهن في ليلة واحدة
إنه المخلص لعهره
الحريص على معاملة لوحاته بقدسية تفوق كل روح يضاجعها
النفحات الإلهية تسمو فوق أجساد الجميلات.
(القطع الرابع)
أُتقنتُ دوري
وعندما رأيتها -ذاتي- فوق الشاشات عارية الساقين
ممزقة الهندام دونما خجلٍ أو تردد
أيقنت
أن بناتي تحررن
والغانية الجاثمة على صدري تهاوت
تركتها
نائمة فوق أحد أرصفة زقاقات المدينه البائسة
تشارك السكارى تقاسيم جسدها الرقيق.
‏دون أن تتنبه أو تأبه إلى مدي قذارتهم
آثار أصابعهم و أقدامهم المتسخة فوق جسدها
تناسب ستائر المسارح البوهيمية
والأنفاس بقايا أرواحهم هامت بلا جسد
اقتربت الواقعة
بينما يكافح الواقع لاستحضار الصورة من جديد..
(القطع الخامس)
‏‏وحدي أسدد فواتيرى القديمه
ادفع تهوري و اندفاعاتي الساذجة ثمنا بخسا للحياة
كيف تجري تلك اللعينة - الحياة-
في شرايين غيري؟!
من أفضل مني تبرجا بزينتها
من يحبها
يهب لها إخفاقاته عن طيب خاطر
وأنا فعلت ...
من يبيعها
يجادل الناس عن سعر لعناتها
وانا ابتعتها من دون تفاوض ..
في جعبتي مزيد من الذنوب ..
تحت الدولاب
و خلف شباك
وفي قيعان كأسى تستقر خطايا
لعلها ذات يوم
تبعث الحياة في تلك الحياه ...
(القطع السادس)
‏أحتسي الكثير من الويسكى كي يُمكِّنني من رؤية سواك
إلا أن الأمر لا ينجح في كل مرة
أضاجع الألم بدلًا منك وأشعر بالذنب لخيانتك المتعمدة
إلا أنني أعترف بأن
خياناتي جميعها كانت بكامل وعيي وإرادتي كنت أعرف أنني في الكأس الثالثة سأُقبِّل هذا الرجل بنشوة قد تقودنا إلى النوم عاريين في غرفته
لكن أقسم بأنني كنت أحبك أكثر تحديدا
بعد كل مرة أخونك فيها..
(القطع السابع)
‏دعني أخمن الطريقة التي ستموت عليها
ربما حينما أعترف أمامك بكل ما اقترفته في حق نفسي منذ الصغر دون أن أخبر به أحدًا
سوى دميتي المشوهة بأقلامي الجافة
ستموت حينما
أُحدِّثك عن حماقاتي وتهوري وفضولي الذي أحمله في جيناتي منذ يومي الأول في الحياة
لكن حينها أقسم بأنني لن أدعك تموت
سأصلي لأجلك وأبتهل وربما قد أحرق جسدي وأقدمه قربانًا كي تنجو أنت بالأخير
(القطع الثامن)
‏أردد اسمك بصوتٍ عالٍ كلما تمكَّن مني الخمر وكلما ضاجعتُ أحدًا غيرك بنشوة قد تصل بي إلي شبقٍ يُنعشني
و أحدثك بعدها مباشرة لأتطهر من عهري بمجرد أن أسمع اسمي بصوتك
صوتك كافٍ ليُطهرني كمن لا ذنب له
الجميع شاخصو الأبصار تكسو ملامحهم طبقةٌ بيضاءٌ تُعكر الرؤية..
لكنني أراك وحدك بوضوح
(القطع التاسع)
‏أخشى أن أحبك أكثر فأنتهي
في الذروة التلاشي هكذا أخبرونا عند المراهقة
في دروس التاريخ والفلسفة
وأن النشوة ما هي إلا طريق عنيف لفقدان السعادة الحالية والعودة إلى القاع من جديد.
أعرف أنه من الأفضل أن نبقى في القاع
(القطع العاشر و الأخير )
‏أربعون قدحا من الشاي
لم يغلقوا نافذة الحديث بيننا
الصداع يطوف حولك
مهما امتلأ بالاغراض المتهالكة
وأبي في رأسى يزرع القلق
-هل تسمع قرع فأسه؟-
لا تُجب
انت مختار الصمت
‏و انا محظية الحديث
لا تتبدل الادوار
لقد سئمت
تسكنني الحماسه و الإنطلاق و بقدرهما يسكنني الخوف..
و الأصابع حول عنقي في كل ليلة تنام فيها فجأة
متجاهلا خبر " أنت جميلة"
...
‏يا عزيزي
تبت فصالحتني السماء و ألقت في سريري نجمه
ببلاهة اضعتها وعدتُ إلى أعقاب الخمر و الرقص عارية فوق جثث القتلي
لن أدعي أن ما يحدث لا يعنيني
لا يعنيني شيء على الإطلاق ..



#سارة_عزب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الحلقة الاولى مترجمة : متي يعرض مسلسل عثمان الجزء السادس الح ...
- مهرجان أفينيون المسرحي: اللغة العربية ضيفة الشرف في نسخة الع ...
- أصيلة تناقش دور الخبرة في التمييز بين الأصلي والمزيف في سوق ...
- محاولة اغتيال ترامب، مسرحية ام واقع؟ مواقع التواصل تحكم..
- الجليلة وأنّتها الشعرية!
- نزل اغنية البندورة الحمرا.. تردد قناة طيور الجنه الجديد 2024 ...
- الشاب المصفوع من -محمد رمضان- يعلق على اعتذار الفنان له (فيد ...
- رأي.. سامية عايش تكتب لـCNN: فيلم -نورة- مقاربة بين البداوة ...
- ماذا نريد.. الحضارة أم منتجاتها؟
- 77 دار نشر ونحو 600 ضيف في معرض مكتبة الإسكندرية للكتاب


المزيد.....

- الرفيق أبو خمرة والشيخ ابو نهدة / محمد الهلالي
- أسواق الحقيقة / محمد الهلالي
- نظرية التداخلات الأجناسية في رواية كل من عليها خان للسيد ح ... / روباش عليمة
- خواطر الشيطان / عدنان رضوان
- إتقان الذات / عدنان رضوان
- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سارة عزب - قصيدة نثرية (عشر قطع من الشكولاتة الداكنة)