أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبد الكريم يوسف - بيتي – محمية الريف السوري














المزيد.....

بيتي – محمية الريف السوري


محمد عبد الكريم يوسف
مدرب ومترجم وباحث

(Mohammad Abdul-karem Yousef)


الحوار المتمدن-العدد: 7070 - 2021 / 11 / 7 - 13:54
المحور: الادب والفن
    


كان في نيتي منذ البدء أن أكون قرويا عصريا ، آخذ من المدينة ما يناسبني ومن الريف ما يناسبني وأحفظ تراث سورية الريفي فكرا معنويا و وايقونات مادية ، تعيد الإنسان إلى أصوله وتحفظ له تراث أجداده في عصرن يلتهم كل شيء بدءا من القيم إلى الحرف إلى العادات والتقاليد.
هناك من يعولم كل شيء . فالإنسان البسيط الذي يعيش في قمم الجبال النائية ، إن لم يكن أميا ( من الناحية الثقافية طبعا) يمكن أن يتفاعل مع التكنولوجيا العصرية مثل المواطن الأمريكي الساكن في وسط نيويورك. إنها التكنولوجيا التي تقرب البعيد وتفتت القريب وتلتهم القيم وتفيض بالجديد الوافد بسرعة الريح.
في بيتي ، هنا مدحلة أصلية على سطح ترابي ومفتاح عتيق في باب منسي وشرفة متوحدة مكشوفة تعد منها النجوم وتراقب السماء المسكونة بالطائرات والمسيرات والأقمار الصناعية متعددة الانتماء ، وثمة شرفة جميلة تتأمل منها غروب الشمس وازدحام الناس وغربتهم واغترابهم ، ومنديل حرير عتيق أهديته لابنتي عندما فكرت بالحجاب ، ومندلون يحن إلى مذاق التذكار وفخار يكتب الرسائل إلى دوري لم يعد ينسج في عبه عشه ليفرضه عليك في زاوية نافذة أو شباك عتيق مهجور أو قفل شجرة قريبة . وأما الجرن والمدقة بنوعيها الأبيض والأسود فتذكرك بالقمحية اللذيذة والطبيخ والمتبلة بأنواعها – الذرة والقمح والشعير . وثمة حوض ورد قاحل يعطش ترابه لهمس الزهور ودرج ترابي تنزل عليه الأقدام وتضيع طريق العودة فينبت بين أسنانه اليباس . وهناك عريشة على سطح أو جزع شجرة غافلة عن زوبعة عناقيدها وعصافير تأكل منها ما تشاء وتترك ذكرياتها ريشا على الأوراق وبين كروم العنب والتين . أما عبود فلازال يعتبر ثمار التين ملكية عامة حتى لو كانت مسيجة بأسلاك شائكة . أما الدست والتفي والمقيلة الفخارية فلازالت تجد في مكان ما من داري الريفي ، ناهيك عن العنبر والنملية براد البيت . وهناك في زاوية ما تنتصب حجر الرحى طاحون البيت تنتظر من يديره وبجانبه تنتصب غرزة طاحون الزيتون شاهدا على عصر مضى ولن يعود. لقد انتسب إلى عصر الأوابد والأوابد تحكي تاريخنا وبقايا صور.
بيتي محمية للريف السوري بكل ما فيه من تفاصيل ودقائق. أهو الإحساس بالحنين نحو ماض رحل وعشعش في الذاكرة أو أنه الشكر الذي تربينا عليه.
لقطات مؤثرة وشريط صور وذكريات فنهر الأبتر العتيق والقبب الأثرية والسنديان والبلوط والمريجة والتنور والخبز الشهي ورائحة زيت الزيتون والنعناع البلدي وهيصة الزوار في يوم جمعة وبيدر النسوان والمصطبة وايوان يسترجع ذكريات الجد وخوان قيد الاصلاح بالمسامير . إنه الزمن الهارب بين العصر والهصر وبين ضمة بيوت تستريح على السفح لتبقى صدى الأيام التي لن تعود روحا ومادة.
ألم يقل صديقي الشاعر بدوي الجبل يوما:
ورود الربى بعد الربيع بعيدة *** ويدنيك منها في قواريره العطر
عندما ترى الماضي الجميل سيعلق بالتأكيد في أهداب عينيك ولن تنسى أبدا أن اليوم هو الابن العاق للأمس القريب.
محبتي لكم جميعا ، أصدقائي وصديقاتي



#محمد_عبد_الكريم_يوسف (هاشتاغ)       Mohammad_Abdul-karem_Yousef#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- للتباعد الاجتماعي ايجابياته
- السياسة في رحلات جاليفر
- الروح تختار مسافتها الاجتماعية
- قلق الفيروس، جين لانج
- المرأة التي تشكل ظاهرة ، مايا أنجيلو
- ربيع هادئ في بلدة بين مدينتين ، دوج تيري
- الصمت ، دهاروفي فاساني
- النساجة الشابة، توماس لوف بياكوك
- فن واحد ، إليزابيث بيشوب
- فيروس، بريان غرانت
- القيادة الاستثنائية في الظروف الاستثنائية
- إلى السيدة الشابة التي تحيك
- المواطنة انتماء قبل أي شيء آخر
- في الليل عندما ينام الأخرون بعمق، أنا برادستريت
- التواصل ومستوياته
- الحب في زمن كورونا
- إلى زوجي العزيز والمحب ، آن برادستريت
- الذكورة السامة
- لماذا تموت الصداقة؟
- الحب والصداقة ، ايميلي يرونتي


المزيد.....




- فيديو طريف.. فنان سوداني يوقظ أحد الحضور من سبات عميق في حفل ...
- وفاة الإعلامي السوري صبحي عطري
- عندما تتكلم الشخصية مع نفسها.. كيف تنقل السينما ما يدور بذهن ...
- الفكر والفلسفة في الصدارة.. معرض الكتاب بالرباط يواصل فعاليا ...
- أول تعليق لمحمد رمضان على ضجة -حمالة الصدر- في مهرجان كوتشيل ...
- أكاديمية السينما الأوراسية تطلق جائزة -الفراشة الماسية- بمشا ...
- آل الشيخ يقرر إشراك الفنان الراحل سليمان عيد في إحدى مسرحيات ...
- نظرة على فيلم Conclave الذي يسلط الضوء على عملية انتخاب بابا ...
- فنان روسي يكشف لـCNN لوحة ترامب الغامضة التي أهداها بوتين له ...
- بعد التشهير الكبير من منع الفيلم ونزولة من جديد .. أخر إيراد ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبد الكريم يوسف - بيتي – محمية الريف السوري