حيدر الكفائي
كاتب
(Hider Yahya)
الحوار المتمدن-العدد: 7071 - 2021 / 11 / 8 - 17:52
المحور:
الادب والفن
يروح ويغدو بسرعة مذهلة في فضاءات ليس لها حد محدود ، لكن روحه لا زالت يجتاحها الشوق الى رؤية عياله اذ يطّلع عليهم فيراهم مشغولون بالبكاء عليه والعويل عند رأسه ، يتكاثر المحزونون حول جسده شيئا فشيئا وقد عرف منهم الكثير فوجوههم لم تتغير هي هي بتمام هيئتها ، حتى اؤلئك الجيران الذين طالما نابزوه ونصبوا له العداوة هاهم يذرفون الدموع بحرقة ويضربون على رؤوسهم وعلى صدورهم جزعا وحرقة عليه ، فقد تجمعوا حوله ،،،،لكن جسده لازال ممددا في تلك الثنية قد حاولوا لمرات عديدة ان يعيدوا له الحياة بطرق شتى .
مساكين اهل الارض لا يدرون ما الذ حياة الارواح عندما تنفصم عراها عن اثقال ذلك الجسد لتصبح كما هي مترنحة تشرق وتغرب بلا قيد ولا شرط .
وهو بهذا الحال تذكر ذلك الشيخ الجليل حينما كان يرتاد مجلسه العامر وهو يوعظ الناس ويحذرهم يوم التناد ويوم ولوج عالم البرزخ فيشرح لهم اصناف العذاب من ساعة نزع الروح الى يوم يبعثون ، حتى ان ولده البكر الذي كان يصاحبه الى تلك المحافل كان لا يمكنه النوم لوحده عند عودته للدار فيترك فراشه وينام بجانب ابيه وأمه لشدة خوفه من تلك الاحاديث المرعبة التي كان يتناولها الشيخ في وصف عذاب البرزخ واهواله …..
لماذا كنتم تخيفوننا ايها الاجلاء من هذا العالم الجميل ،، من اجاز لكم ان تعبثوا بنفوس عباد الله وتبعدوهم عن هذا العالم المليء بالسحر والجمال ، عالم لم نسمع عنه ولم نقرأ شيئا عنه .
انه عالم ليس فيه سوى الله الرحمن الرحيم …..!
يتبع………
#حيدر_الكفائي (هاشتاغ)
Hider_Yahya#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟