أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ابراهيم أحمد السلامي - بين حمار حمورابي وشيخ زياد بن ابيه 3














المزيد.....

بين حمار حمورابي وشيخ زياد بن ابيه 3


ابراهيم أحمد السلامي

الحوار المتمدن-العدد: 1653 - 2006 / 8 / 25 - 06:38
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


من الاقوام التي لم تحارب الاحتلال على حقيقته هم العراقيون , ولو لم يقع في بلدهم أي احتلال ,لألتمسنا لهم العذر ولكنهم من اكثر الشعوب التي تعرضت للاحتلال, أما ان بدت منهم أية مقاومة فهي نابعة من دوافع شخصية بحته وليست بدوافع وطنيه وانا هنا اتحدث عن ظاهرة ولا أتحدث عن استثناءات , فالظاهره العامة عند العراقيين هي السلوك الجمعي الذي يحث على المصلحة والبحث عنها بعيدا عن نكران الذات , فحينما يقع احتلال على بلدهم يكون موقفهم بين حالتين الاولى تتمثل بأولئك الذين فقدوا السلطة والجاه بسبب الاحتلال , فهم سيقاومونه ويحرضون عليه فأن قدم لهم الاحتلال مصالحهم الشخصيه عادوا متوائمين معه كالعسل والزيت
فأن قاوموه وشعروا بعد ذلك ان مصالحهم وامتيازاتهم السابقه قد تعرضت للتآكل أو الضياع أو تعرضوا للخطر بسبب الفئة الاخرى المخاصمه لهم استعانوا بالاحتلال على بني جلدتهم ودون شعور بالندم, أما الحالة الثانية فتتمثل بأولئك الذين كانوا يعيشون تحت نير الطغيان الذي كانت تمثله السلطة قبل اسقاطها من قبل الاحتلال فأنها ستشعر بالحرية وتحاول ان تفلسف الامور وفقا لهواها لا وفقا للمصلحة العامة وستقوم بالاستعانه بكل مصلحي ونفعي ومحب لذاته ومصالحة وكأن الامر هو سباق من أجل ملئ الجيوب التي أفرغتها السلطة السابقة و او هو التعطش لكل ما حرموا منه, ثم تحاول الحالة الاولى ان تتقرب من الحالة الثانيه للمشاركة بمنافع السلطة الجديدة بعد أن يكونوا قد مروا بحرب ضروس بينهم , فدعواتهم لطرد الاحتلال أو محاربته هي دعوات فضفاضه غير حقيقية , أما حروبهم فيما بينهم فهي حروب حقيقية , مريرة يكون القتل فيها مستباحا ومستحبا وقد يعززون ذلك بأدلة عقلية ونقلية من القرآن والسنة وسيرة السلف الصالح كما اعتادوا على تسميتهم, وقد تسمع همسا هنا وهمسا هناك عن مقاومة الاحتلال فهو همس خجول, أما من يملأ فمه بالشتم اللاذع والسب اللامع ويرفع قبضته الى الاعلى مهددا بطرد المحتلين بقوة السلاح وبمؤازرة المجاهدين , فهو اما تاجر أفلس أو رجل دين لم يحصل على حصتة من أموال الزكاة أو مراهق جديد في عالم السياسة , هكذا هم العراقيون ليسوا تواقين حقيقة لمحاربة الاحتلال , ولكنه شعار يحملونه لمحاربة بعضهم البعض و لذا فالعراقيين تتلاقفهم الاقدار وتستغل توجهاتهم وتناقضاتهم السياسات والشعوب والحضارات المجاورة.
فالعراقيون كانوا غالبا اسيروا الحضارات المجاورة , وكانت تلك الحضارات تؤثر فيهم تأثيرا كبيرا في حين لم يكن بأمكانهم أن يتركوا تأثيرهم على الاقوام التي تجاورهم حتى وان كانت أدنى منهم ثقافة ورقي , فقد كان العراقيون أسيروا حضارة الفرس في الشرق وحضارة الترك في الشمال , وقد تـاثرنا بهم كثيرا فقد أخذنا منهم عاداتهم وسلوكهم وأدخلنا حتى الفاظهم ومصطلحاتهم بلهجتنا حتى ان بعض القابنا القبلية او العشائرية أو العائلية كانت تحمل مصطلحات تلك الحضارات ك(( الطبقجلي)) و (( الجوخجي)) و (( الجرخجي)) وغيرها من المصطلحات التي تحمل الجيم المعجمة ,كما أطلقنا مصطلحاتهم على الكثير من المهن لدينا وكأن تلك المصطلحات جزء من لهجتنا ك (( الخستخانه)) و(( العبخانه)) و(( البانزينخانه)) و((البوليس خانه’)) وغيرها. ولاعيب في أن تتأثر الحضارات ببعضها ولكن العيب أن لاتستطيع احدى الحضارات من التأثير بالاخرى.
أن مشكلتنا نحن العراقيون تكمن بعجزنا عن تفهم معنى الحضارة والتحضرأو التواصل مع مستجدات الحضارة , كما تكمن مشكلتنا في اننا قد نستمد بعض من ثقافتنا من أشياخنا الذين تصوروا أنفسهم ظل الله على الارض , ذلك الشيخ الذي يجلس في المسجد ليلقي محاضرته الروحيه على الملأ وهو يحذرهم من غرائز وشهوات الدنيا ويذكرهم بالموت الذي ينتظرونة والعذاب الذي ينتظرهم وكأن الله خلق لناهذه الحياة من أجل أن نتخلى عنها بتفجير وقتل أنفسنا قربانا الى الله , في الوقت الذي يعود فيه هذا الشيخ الى داره لتستقبله زوجاته الثلاثة أو الاربع , غير عابيء بذلك الفتى الذي لايستطيع اكمال نصف دينه لعدم امتلاكه نصف دينار. ودون أن يعي ذلك الفتى أن الشيخ الجليل الذي طالبه بمقاطعة البضائع الامريكيه والاوركوندشن الاسباني والدادسن الياباني والسيجار الكوبي لانها تنتج في دار شرك , أن هذا الشيخ نفسه يقود سيارة كلاديلاك أمريكية ويرتدي عباءة ايطاليه وربما يصلي ويركع على سجادة اسبانية تحت هواء اوركوندشن ياباني منعش , والحمد لله الذي هدانا وما كنا لنتهدي.



#ابراهيم_أحمد_السلامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أضواء على لائحة وكلاء المدعين بالحق الشخصي 3
- بين حمار حمورابي وشيخ زياد بن ابيه
- بين حمار حمورابي وشيخ زياد بن ابيه 2


المزيد.....




- سفير الإمارات لدى أمريكا يُعلق على مقتل الحاخام الإسرائيلي: ...
- أول تعليق من البيت الأبيض على مقتل الحاخام الإسرائيلي في الإ ...
- حركة اجتماعية ألمانية تطالب كييف بتعويضات عن تفجير -السيل ال ...
- -أكسيوس-: إسرائيل ولبنان على أعتاب اتفاق لوقف إطلاق النار
- متى يصبح السعي إلى -الكمالية- خطرا على صحتنا؟!
- الدولة الأمريكية العميقة في خطر!
- الصعود النووي للصين
- الإمارات تعلن القبض على متورطين بمقتل الحاخام الإسرائيلي تسف ...
- -وال ستريت جورنال-: ترامب يبحث تعيين رجل أعمال في منصب نائب ...
- تاس: خسائر قوات كييف في خاركوف بلغت 64.7 ألف فرد منذ مايو


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ابراهيم أحمد السلامي - بين حمار حمورابي وشيخ زياد بن ابيه 3