صلاح زنكنه
الحوار المتمدن-العدد: 7065 - 2021 / 11 / 2 - 22:24
المحور:
الادب والفن
ترددت كثيرا في الأعوام الأخيرة, معزوفة (أدب الداخل / أدب الخارج) وثمة من يميز خواص هذا عن ذاك, ويفضل ذاك على هذا, وينحاز لأحدهما على حسب الآخر.
والحقيقة الناصعة هي أن الأدب العراقي هو أدب واحد, كل لا يتجزأ ولا يتفرع, يكتبه الأديب العراقي سواء كان هنا أو هناك, متناولا هموم وهواجس الإنسان العراقي, في بحثه الدائم والدؤوب عن الحرية والحياة الكريمة.
أما التصنيف والتقسيم المجحف للأدب الى داخل وخارج, وتوصيفه بمسميات خارج المتن الأدبي, والسياق الثقافي العام, حسب الأمزجة والأدجلة والولاءات المبطنة, هي فرية يراد بها تفريغ المحتوى الفني من اصالته ودلالته وديمومته, وتحريف مراميه لغايات أخرى غير ثقافية, وبالتالي تجسيده لخطاب تجزيئي محدد سلفا, وهذا ما يسيء الى وظيفة الأدب وصدقيته, كخطاب إنساني, بل يشوه هذا الخطاب برمته.
إن هؤلاء وأولئك من الذين يشيعون وينظرون لتقليعة أدب الداخل / أدب الخارج, هم دخلاء على الأدب والثقافة العراقيتين, وغير معنين برقي وسمو كل ما هو أصيل ورصين, فالداخل والخارج متلاصقان متداخلان متشابكان لا ينفصلان, كونهما يستمدان وينهلان من ذات المنهل, ويصبان في ذات المجرى.
فالأدب الذي كتب في المنافي البعيدة وتشرب بنزيف الجرح العراقي, هو من دون شك أدب العمق العراقي, والأدب الذي انبثق من تحت سماء القنابل والقمع والحصار, هو أدب منفى وغربة واغتراب, فالذاكرة واحدة رغم اختلاف الأمكنة.
وأخيرا أختم وأقول أن أصحاب هذه (التقسيمات) غير الموضوعية وغير الدقيقة اعتمدت معاير جغرافية - سياسية (مشبوهة) هم أنفسهم الذين يروجون للأدب النسوي / الرجالي, والأدب البصري / والموصلي, وهلم جرا, وبالنتيجة هكذا (تقسيم) غبي هو مجرد هراء في هراء, وأعتقد جازما أن هناك أدب جيد, وأدب رديء, وشتان ما بينهما.
...
جريدة الأنباء 9 / 11 / 2003
عمودي الأسبوعي الثابت (على حافة الثقافة)
#صلاح_زنكنه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟