صلاح زنكنه
الحوار المتمدن-العدد: 7065 - 2021 / 11 / 2 - 21:26
المحور:
الادب والفن
يحلو لبعض البطرين من الأدباء والمتأدبين, أن يصنفوا الأدب العراقي وكتابه, حسب أهوائهم وأمزجتهم, بل وضيق أفقهم أيضا، الى خانات وطبقات وتصنيفات ما أنزل الله بها من سلطان, عبر توصيف عشوائي فج, لا يستند الى معيار نقدي, ويفتقر الى الصدقية والموضوعية.
فتسمية (أدباء المحافظات) يقصد بها بشكل أو بآخر, الحط والتقليل من شأن النتاج الأدبي لأولئك الأدباء الذين يقطنون في المحافظات, كونهم من المرتبة الثانية أو الثالثة وفق وجهة نظرهم القاصرة.
ناسين ومتناسين أن خيرة أدباء العراق من الأسماء اللامعة المبدعة هم, من المحافظات, ولنا في السياب وسعدي يوسف وبريكان ومحمد خضير وبلند الحيدري وحسين مردان وكوران وشيركو بيكس وعبد الرحمن مجيد الربيعي وجليل القيسي وفاضل العزاوي وسركون بولص ومحمود جنداري, خير مثال على ما نقول ونعني, ووووووووو القائمة طويلة.
وناسين ومتناسين أيضا أن بغداد هي محافظة حالها حال المحافظات الأخرى, وأن لكل المحافظات فروع لإتحاد الأدباء, عدا بغداد التي تحصنت بالإتحاد العام, وكأن فوق رأسها ريشة.
والمصيبة أن بعض أدباء المحافظات, يسهمون في تكريس هكذا مصطلح مجاني, بإعداد ملفات وتقارير, وتحرير صفحات خاصة واصدار كتب (تجميعية) بأدباء المحافظات, سعيا للنشر والشهرة والحضور, والاعلان عن كينونتهم الأدبية.
يقينا أن تشجيع وترويج هكذا تصنيفات, واصطلاحات تعتمد المعيار المناطقي أو الطائفي, يضر ببنية الثقافة العراقية, ويسيء الى منجزها الإبداعي الرصين, ويؤدي بالتالي الى (الشللية) حتى إننا قد لا نستغرب بعد حين, ثمة من يتحدث عن أدب الأقضية والنواحي والقرى, وقد يدبج أحدهم مقالة (فاشوشية) عن أدب مدينة الثورة أو الشعلة أو البياع .. وجيب ليل واخذ عتابة.
...
جريدة الأنباء 7 / 12 / 2003
عمودي الأسبوعي الثابت (على حافة الثقافة)
#صلاح_زنكنه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟