فلاح أمين الرهيمي
الحوار المتمدن-العدد: 7065 - 2021 / 11 / 2 - 18:41
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يقال في كتب التاريخ أن أحد السلاطين استدعى مدير الشرطة العام وطلب منه منع المواطنين من قراءة وتلاوة القرآن الكريم وطلب منه الذهاب إلى المساجد والجوامع وجمع صحف القرآن الكريم منها ومنع الناس من تداولها وقراءتها وطلب منه أن تقوم مجاميع من الشرطة بالتجول في أماكن العبادة والطرقات ومراقبة واعتقال كل من يرتل ويقرأ القرآن الكريم .. ومرت على هذه الحالة عدة أشهر وكان الناس يرتلون ويقرأون القرآن الكريم فعلم السلطان بذلك وطلب حضور مدير الشرطة إليه فأنبه وحذره وقال له أن الناس لا زالت تقرأ وترتل القرآن الكريم .. فقال له مدير الشرطة : سيدي لقد جمعنا جميع صحف القرآن الكريم من المساجد والجوامع وأماكن العبادة وهم يقرأون القرآن من خلال حفظه غيباً بدون وجود القرآن لديهم.
والآن الشعب العراقي بعد انفجار ثورة الجوع والغضب التشرينية واستمرارها بعناد وإصرار رافعة شعار (نزلت أطالب بحقي) واهزوجة (شكد حلو من تخدم وطن وتروح للكلية) وشعارات وهتافات ضد المحاصصة الطائفية والفساد الإداري واستغلال الدين للسياسة وتجنيده لمصالح حزبية أنانية وقدمت سبعمائة شهيد وخمسة وعشرون ألف جريح واستمرت مدة سنة ونصف وشملت مدن العاصمة بغداد والوسط والجنوب وأدت إلى إقالة رئيس الوزراء والانتخابات المبكرة .. هذه الثورة وإفرازاتها خلقت يقظة وعي فكري للواقع العراقي وتغييره وكان انعكاس ذلك على الانتخابات المبكرة في 10/ تشرين أول/ 2021 وأفرزت نتائج ضد الكتل والأحزاب السياسية التي مارست سلطة الحكم في الفترة الماضية .. إن الانتخابات جرت تحت رقابة من الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي وجامعة الدول العربية إصافة إلى الإشراف المباشر من رئيس الوزراء والدقة والحزم والضبط في العملية اللوجستية للانتخابات. من أجل حريتها ونزاهتها وكل ما يقال من أعذار وتبريرات غير واقعية ولا تؤدي إلى حلول ونتائج وإنما مشاكل وأزمات والمفروض الاتعاظ والاستفادة من التجربة للمستقبل لأن الشعب يمهل ولا يهمل.
#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟