فتحي البوزيدي
الحوار المتمدن-العدد: 7063 - 2021 / 10 / 31 - 22:14
المحور:
الادب والفن
"لا أهل..
لا وطن..
لا كأس..
لا سكن.."
لاجئ أنا أيضا يا أبا الطّيّب!
لاجئ لكنّي لست مقطوعا من شجرة!
هي –فقط- شجرة سقط منها أبي و أختي..
صارا سمادا لحزني.
أنا لاجئ أشبه أبا حيّان أكثر ممّا أشبه المتنبّي:
"غريب في وطني"
ربّما كنت أسعد من
أبي الطيّب..
من التّوحيديّ..
أسعد أيضا من المعذّبين في أرض "طه حسين".
على خلافهم جميعا..
على خلاف كلّ اللّاجئين
أملك
Verre ballon
سرقتُ الكأس من "حانة الكون" قبل أن يعيّنوا بها حارسا.
الحرّاس نفوس مؤمنة,
يعرفون الله..
يعرفون الحفاظ على أموال الأغنياء.
لست سعيدا بكأسي فقط!
كنت سعيدا أيضا لأنّني أقطع من رأس كلّ شهر قارورتيْ نبيذ أملأ بهما رأسي.
قد أقطع من رأس الشّهر قطعة جبن
gruyère
لم أكن فأرا
غير أنّي أحبّ سخرية "جيري" من مخالب "طوم"..
أحبّ اللّجوء إلى ثقوب الجبنة لأنسى أنّي
"بلا سكن".
لعلّي صرت فأرا لاجئا لغيابي عن خطاب الرّئيس حين وعد بتوزيع مساكن شعبيّة
على كلّ الحاضرين!
بعد الخطاب,
قرّر وزير التّربية:
حذفَ عبارة "لا سكن" من قصيدة أبي الطيّب..
إلغاءَ كلّ القصائد الّتي تهدّد أمن الدّولة من برنامج البكالوريا.
في الغد
لم أحسن إعداد جذاذة درسي.
أنا لا أفهم النّصّ الّذي أكل الحاكمُ قلبَه!
صرت مجرّد أستاذ برتبة فأر نسي نظّاراته على الطّاولة.
و كان الدرس مثلي غريبا.
و مازلتُ منشغلا عن وعد الرّئيس بالتقاط رأسي الذي سقط في الكأس.
في الشّراب:
لا معنى لالتقاط رأسك ما لم يحملك إلى دورة المياه!
لا معنى لالتقاطه إن لم يكن ثقيلا..
و فيه تدور ألف كأس..
و دندنة النوّاب:"يبول عليهم و يسكر"
#فتحي_البوزيدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟