|
باب المندب وما أدراك ما هذا الباب / كما هو نعيمي ايضاً هو باب جحيمي …
مروان صباح
الحوار المتمدن-العدد: 7063 - 2021 / 10 / 31 - 14:14
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
/ من الطريف للمجتمع الدولي أن يعرب عن قلقه إزاء تدهور الأوضاع الإنسانية في اليمن 🇾🇪 ، لأن الثابت المشترك بينهم ، هو من يتفلسف أكثر ضمن رطانة فاقعة لا يعود نفعها على اليمنيين ومأساتهم المستمرة ، ولا عجب أيضاً أن الجميع يتباكى إعلامياً باستثناء الإيرانيون ، فبعد سيطرتهم على معظم بلاد سندبان والشام تخوض إيران 🇮🇷 حربها الأوسع في منطقة البحر الأحمر ، وهذا يفسر لماذا 😟 تُلقي بثقلها العسكري والمالي في المسألة اليمنية 🇾🇪 ، بل حرب اليمن 🇾🇪 تعتبر بالنسبة لنظام الملالي بالمفصلية ونتائجها ستحدد من هي الجهة التى ستعتمد الدول الكبرى عليها في هذه المنطقة الحساسة ، والتى كما هو معروف ، تُعتبر من أهم ممرات العالمية ، ولأن التنافس أو بالأحرى التدافع بات شيء صريح وواضح بين الصينين 🇨🇳 والأمريكيون 🇺🇸 ، فإن واشنطن هنا 👈 وهو أمر ملاحظ ، تخطئ عندما تتعامل مع الحرب بهذا الفتور لحد اللامبالاة ، لأن انتصار ✌ الحرس الثوري سيتيح للصينين التوسع كما يخططون ويخطط أيضاً الكثير من الدول التى تعتقد 🤔 بأن هذا المسار البحري والذي ينقل سنويًا من خلاله بضائع تجارية أكثر من 800 مليار دولار 💵 غير مسموح 🚫 التفرد به أو تجاهله ، وبالتالي ، التنافس الدولي اليوم بات يتمحور بين خمسة محاور أساسية ، الأول البحر الأحمر ، يليه طريق الحرير ، ايضاً يأتي بعد ذلك ، أفريقيا الصاعدة والتى تعتبر أرض فتية وقابلة لابتلاع الأسواق الخارجية ، أما الرابع هو ، الهيدروكربونات ، فالأخير له عائد اقتصادي كبير نظراً لتعدد ما يحمل من مكونات ، الغاز الطبيعي / الوقود الحفري / البترول وغيرهم والأخير بالطبع ، نقل الكهرباء والغاز إلى أوروبا 🇪🇺.
نعم 👍 باب المندب وما أدراك ما يعني هذا الباب ، قد أُطلق عليه أمريكياً 🇺🇸 بالطريق الأسرع إلى الكوكب ، لهذا الإيرانيون يضعون من خلال مشروعهم الطائفي جُلّ ثقلهم في معركة السيطرة على اليمن🇾🇪 ، يعمل مندوب الحرس الثوري عبد الرضا شهلائي كمسؤول عن غرفة العمليات ويُعتبر هو الحاكم الفعلي لصنعاء ، ولأن اليمن 🇾🇪 كموقع أستراتيجي يطل وشريك الممكلة السعودية 🇸🇦 على البحر الأحمر من الجانب الشرقي 😎، فإن موطأ قدم الإيراني هنا 👈 يجعله الشريك والتهديد معاً ، لأنه سيصبح شريك الدول التالية ، إرتيريا ( غرب وجنوب ) البحر والسودان 🇸🇩 غرباً ومصر 🇪🇬 شمالاً وجنوباً والصومال جنوباً وتقع شماله قناة السويس وجنوبه مضيق باب المندب ، وعليه ، كان هو الدواء وهي الداء ، وهو بالفعل أمر غير ببعيد ، عندما قام الحرس الثوري مع جهاز مخابرات الأسد بتأسيس تنظيم داعش ودفعه للوصول إلى شبه جزيرة سيناء في مصر 🇪🇬 ، باتت السويس كلها تحت 👇 ⬇ مجهر الرصد والتتبع والتفنيد ، فالقناة كانت ومازالت العمود العصبي للنظام المصري 🇪🇬 عبر التاريخ الحديث وتضاعفت قيمتها عندما أصبح العالم يعتمد على نقل المشتقات النفطية عبرها ، بأعتباره أقصر وأسرع ممر مائي بين الغرب والشرق ، بالفعل ، يمر منه البترول والتجارة وأيضاً يستخدم عسكرياً من قبل الدول الكبرى .
تتشابه المسألتين السودانية 🇸🇩 واليمنية بالخصوصية الجيو / سياسية / استراتيجية ، النظامان لم يدركان سابقاً أهمية جغرافيتهما ، وأيضاً الدول المحيطة لم تساهم كما توجبت المساهمة في بناء دول فيهما ، فعدم بناء 🚧 🔨مؤسسات ومجتمعات منتجة ، جعلهما عرضة للتدخل الخارجي واتاح للبعض مثل إيران 🇮🇷 أو تركيا ملء الفراغ ، اليوم إيران 🇮🇷 لديها جيش كامل من الحوثيين تقدر أعدادهم 300 ألف مقاتل ، كما أن تركيا 🇹🇷 في عهد المخلوع البشير حاولت إعادة إحياء جزيرة 🏝 سواكن في السودان 🇸🇩 ، بالطبع ، هدف المشروع التركي 🇹🇷 هو صنع خط موازي في البحر الأحمر لإدراكهم حجم التموضع الدولي والإقليمي على إمتداد هذا الخط ، فسواكن كجزيرة لها بعد ضارب في التاريخ ، بالفعل ، تعاقب على أرضها أربعة قوى كبرى ، اليونانيون والبطالسةُ ، وهو وريث الاسكندر الأكبر وأيضاً العثمانيين وأخيراً سجل التاريخ سيطرة المصريين عليها ، في المقابل ، وفي همة نوعية ولافته ، تُعتبر بناء 🔨 مدينة نيوم الحديثة وعلى هذا المستوى الحضاري في شمال وغرب البحر الأحمر وخليج العقبة ، مشروع موازي للمشاريع الأخرى ، استعادت السعودية 🇸🇦 قدرتها الحركية في غضون أعوام قليلة ، ولأنها واقعة في موقع استراتيجي وأيضاً لأنها ستربط بينها وبين مصر 🇪🇬 وعمق القارة الأفريقية عبر جسراً سيقطع البحر والتى ستشهد تنافس على الطبقات الاستهلاكية الصاعدة ، بالطبع ، لا ينسى المرء أهمية ، مدينتي أملج والوجه اللتين سوف تشهدان نهضة معمارية وسياحية .
لم تكن الدول العربية سابقاً تأخذ هنا 👈 هذا المسار مأخذ الجدّ😮 ، ولأن هذا الممر أو المسار التجاري الهام ، تسابقت وتتسابق الدول الكبرى والإقليمية على إيجاد مواطئ أقدام ( كقواعد عسكرية ) لها في الدول الأفريقية المطلة على البحر الأحمر واستئجارها بمبالغ مغرية ، لقد عبروا عن بالغ اهتمامهم في ذلك ، لما يجتمع في الممر البحري من فضائل ، فتركيا 🇹🇷 في الصومال بنت قاعدة عسكرية ومركز يختص بتدريب الجيش الصومالي ، ايضاً الإمارات 🇦🇪 تعددت قواعدها ، في جزيرة ميون اليمنية 🇾🇪 المتاخمة لباب المندب التى تصنف من أهم جزر العالم ، وذلك لأنها تعتبر نقطة عبور للبضائع بين آسيا والجزيرة ، كما أقامت القوات الإماراتية بالإضافة للقاعدة الأولى قاعدتين اضافتين في ارتيريا ( ميناء العصب ) والتى تواجه تماماً ميناء المخاء وهي من أقدم وأهم الموانئ منذ العهد العثماني ، ويعود أهمية الميناء لأمرين ، الأول لأنها كانت النقطة التى تستريح السفن وبالتالي يتم دفع 💰 المال فيها والأمر الآخر ، لأن الميناء أعتبر سابقاً المصدر الأساسي للقهوة ويعود ايضاً اسم الموكا إلى الميناء ( المخاء ) ، تغير هنا 👈 فقط اللفظ عند الايطاليين 🇮🇹 ، بالفعل ، كانوا اليمنيون 🇾🇪 يقدمونها بتركيبة خاصة من القهوة السادة الثقيلة بمقدار الثلث ، وثلث من الشوكولاتة الحارة ( السادة ) ، وثلث من الحليب الفوار إلى درجة إخراج رغوة ، أما القاعدة الثانية فهي في الصومال 🇸🇴 في الشق المنشق عن الحكومة ، أنشأت الإمارات 🇦🇪 في مدينة بربرة قاعدة عسكرية على ساحل خليج عدن ، في المقابل ، تحتضن دولة جيبوتي 🇩🇯 العديد من القواعد والتى تدر على خزينتها أموال كبيرة ، القاعدة الفرنسية 🇫🇷 والأمريكية 🇺🇸 والإيطالية 🇮🇹 والصينية 🇨🇳 والأسبانية 🇪🇸 وهناك محاولات سعودية 🇸🇦 واماراتية 🇦🇪 جادة في بناء قواعد عسكرية 👈 ، على سبيل المثال ، دولة مثل الصين 🇨🇳 ، تعتبر قاعدة جيبوتي 🇩🇯 كنز لا يقدر بثمن ، لأنها حلقة الوصل بين تجارتها في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وايضاً الإتحاد الأوروبي 🇪🇺 التى تزوده يومياً عبر خليج عدن بسلع تقدر مليار دولار 💵 في اليوم ، كما أنها تستقبل نفطها من ذات الخليج والبحر الأحمر .
والحال أن عسكر السودان 🇸🇩 ، كانوا غيرهم أذكى بكثير وأعلى مرتبة وأقوى حضوراً على الأرض 🌍 ، إذ سبق أنهم حاولوا التهرب من الاستحقاق في بناء الدول ، ففكرة الاستقلال الوطني لم تكتمل في الوطن العربي وتحديداً في كل من اليمن 🇾🇪 والسودان 🇸🇩 ، الدولتان الواقعتان في مواقع الجيو / إستراتيجية بالغةُ الأهمية ، وتعبران بوابتين للأمن القومي العربي ، للأسف الدولتان دمرهما الفساد وسوء الإدارة والعزلة والحروب الأهلية ، وبالتالي ، كما تبحث الدول الإقليمية عن إطلالة على البحر الأحمر ، أيضاً يتوجب العمل بجهد أكبر لترسيخ نظام في كلتا الدولتين ، يتبنى العدالة وتداول السلطة ( الديمقراطية ) والمحاسبة والشفافية ، لأن كل ذلك باختصار ، يبني شراكة طبيعية بين الشعوب ولا يقتصر على الأنظمة كما هو حاصل والتى بدورها الشراكة الصحيحة والسليمة تبدد الحدود وتخلق تجارة وسياحة وصناعة تنافسية ، وبالتالي كل ذلك يصنع مجتمعات عابرة للإقليم وقادرة على حماية الجغرافيا من الاختراق والتقسيم . والسلام ✍
#مروان_صباح (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
السودان 🇸🇩 أصبح له مناعة من الانقلابات ، لن
...
-
التعرية بقرار ذاتي / من عين المخبر إلى عدسة كاميرات 🎥
...
-
حتى الآن 800 آلف مقاتل 👮♂👩🏿&
...
-
الاستعمار مازال مستمر / لكن بطريقة تتناسب مع التطور الكوني /
...
-
مافيويون بأقنعة سياسيين ، مافيِة كل شيء …
-
التاريخ والذاكرة والهوية الجامعة 🌝 🇯🇴
...
-
أنتصار ✌أكتوبر 🇪🇬 ، العبور الذي غير ال
...
-
هل صياح الديك 🐓 🇫🇷 كافي لإيقاظ أمةً
...
-
بين فقدان الثقة ومضاعفة الثقة / اغتصابات بلا كعب 👠 و
...
-
فرنسا 🇫🇷 تكرم العملاء ، من يكرم أحرار فرنسا
...
-
عقدة 🪢 التجديد / انفق ابو رؤوف ...
-
من سيشكل الشرق الأوسط الثاني ...
-
الهوية الجامعة والتراث المتعدد
-
رايات لا تصلح إلا للتنكيس برحيل اللصوص ...
-
نعم 👍 أنها خزياً وندامة ....
-
زحزحة لبيد الاقتصادية لقطاع غزة ..
-
صراع داخل البيت ...
-
درس المغرب 🇲🇦 / تفصيل حاسم وذات دلالات هامة
...
-
ببساطة ، إن ذهبت ستموت ☠ 💀 / الجريمة المفتوحة
...
-
الاستيقاظ من حلم الانتصار✌/ ماذا 😶 بعد ذلك ...
المزيد.....
-
الكونغو الديمقراطية: مصرع 50 شخصًا على الأقل في حريق قارب شم
...
-
برفقة ابنته.. كيم جونغ أون يدشّن مجموعة جديدة من المباني الس
...
-
بوتين يهنئ تروفانوف بإطلاق سراحه من قطاع غزة ويقول: علينا إب
...
-
بيسكوف: بوتين وويتكوف لم يناقشا الملف الإيراني في اجتماع بطر
...
-
وسائل إعلام: إيقاف ثالث مسؤول في البنتاغون عن العمل على خلفي
...
-
مفتي مصر السابق يثير تفاعلا بحديثه عن هجوم 7 أكتوبر
-
ربما هناك أمل.. ماسك يشيد بقرار المحكمة العليا البريطانية حو
...
-
حكومة نتنياهو تصف الوضع بالـ-خطير على أمن إسرائيل- وتتحرك لإ
...
-
إعلام: الرسوم الأمريكية قد تكلف ألمانيا نحو 290 مليار يورو ب
...
-
دوديك: على الغرب التوقّف عن شيطنة روسيا و محاولة فهم ما تريد
...
المزيد.....
-
فهم حضارة العالم المعاصر
/ د. لبيب سلطان
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3
/ عبد الرحمان النوضة
-
سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا-
/ نعوم تشومسكي
-
العولمة المتوحشة
/ فلاح أمين الرهيمي
-
أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا
...
/ جيلاني الهمامي
-
قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام
/ شريف عبد الرزاق
-
الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف
/ هاشم نعمة
-
كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟
/ محمد علي مقلد
-
أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية
/ محمد علي مقلد
-
النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان
/ زياد الزبيدي
المزيد.....
|