مؤيد عليوي
الحوار المتمدن-العدد: 7062 - 2021 / 10 / 30 - 22:47
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
جميع الظواهر الكونية متصلة ببعضها كما تقول الفلسفة الماركسية، ومن المنطلق الماركسي ذاته لم يكن احتلال العراق في 2003 دون اتصال بظاهرة اقتصادية عالمية وهي الازمة العالمية للرأسمالية المتوحشة التي كشفت عن نفسها سنة 2008 وظهرت بحدتها في خسارة الأسواق المالية لنظام العولمة الراسمالي المالي سنة 2009 ، أذ كان سعر النفط دوليا اقل من 20 دولار للبرميل الواحد قبل الاحتلال ، وبعد الاحتلال مباشرة صار سعر برميل النفط العالمي يتصاعد حتى وصل الى 100 دولار في خضم سيطرة امريكا ومن جاء معها من الراسمالين على نفط العراق وثرواتها. فكانت ظاهرة الميوعة عند الشباب والاسهاب بـ(المودرن) في كل شيء، يقابله الضد الثقافي المتطرف هو الاخر لكنه يلبس لباس الدين، في غياب للوسطية واحتكام العقل مع فقدان القراءة عند الشباب العربي، ففي دخول الاحتلال وثقافته وتطوره الى أية ارض تنخلق ظروف يريدها هو أو يتحكم بخلقها هو، وهذا ينطبق على الكثير من الدول العربية التي لم يدخل ارضها احتلال لكن الانظمة الحاكمة كانت هي من تمارس الميوعة في طريقة التفكير اتجاه العالم فتلك الانظمة لم تدرك بعد أن التطبيع دون مقابل ملموس على الارض كأن يكون السلام لأسرائيل مقابل الارض العربية المحتلة كما فعل محمد انورالسادات وهو المنتصر في حرب اكتوبر 1973 ، لم تدرك تلك الانظمة بعد أن هكذا تطبيع هو أهانة لها فحتى التاجر يريد مقابل مِن بيع منتج غيره، فكيف بالدول تطبع علاقاتها مع اسرائيل الصهيوينة دون مقابل؟!.
فلم تكن الرأسمالية المتوحشة بقيادة امريكا وبريطانيا، تعمل على الاقتصاد واحتلال الدول، بل الاخطر من هذا هو نشر ثقافة الاستهلاك في كل شيء ومفاهيم الانانية والجشع تحت مسمى "الحريات الشخصية"، فالحريات الشخصية حاجة ماسة للشعوب العربية بسبب تركيبة الانظمة وكذلك تركيبة المجمتع والتقاليد التي تحكمه، إلا أن هذا النوع من الحرية لا تتنافى معه ان يكون المواطن العربي منتجا متطورا صناعيا وغير مستهلك، عندما تكون الوفرة في فرص العمل التي يجب أن تخقلها الانظمة لمواطنيها، هذه الثقافة وصلت ان يستهلك الانسان نفسه دون علم منه مرة انانيا مائعا بلا معنى وبلا هدف، ومرة متطرفا دينيا يفجر نفسه ؟! في ظل نظام العولمة الاقتصادية والثقافية التي تذهب دائما في أذابة الطبقة الوسط في جميع الدول العربية والدول المجاورة للمحيط العربي من ايران الى الدول الافريقية ..، من خلال النظام الاقتصادي للعالم وشروط صندوق النقد الدولي، ومن خلال حروب الجيل الرابع – الحروب الداخلية في كل بلد على اساس عرقي أو ديني مختلف – .
فلم نسمع فلاحا او عاملا أو مدرسا أو صاحب كشك أو كادحا عربيا يقبل بالتطبيع مع اسرائيل، بمعنى لا يقبل بالتطبيع لأنه ليس مائعا كما لأنه يعمل ويأكل من كد يمينه، فلا يكون متطرفا في جهة ما تدعي الاسلام او احد مذاهبه ليدافع عنهما، بل نسمع هذا الصوت النشاز من خلال بعض أدعياء الثقافة ومراكزها في عواصم ومدن الدول العربية، وكلما نبحث عن هذا النوع نجده مائعا يريد التطبيع.
#مؤيد_عليوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟