|
اريد أن اصبح لا شيئ 00 و أولى شمعات العنف
سميه عريشه
الحوار المتمدن-العدد: 1652 - 2006 / 8 / 24 - 09:22
المحور:
الادب والفن
أريد أن أصبح لا شئ !!
في البدء كانت تناقشه وتحاوره ، بغية أن يفهمها وتفهمه 0 لكن يده سرعان ما كانت تمتد ، تنهى ذلك الحوار وتلك المجادلة 0
تعلمت أن تكظم غيظها حتى تهدأ ، تقبل عليه تعتذر عن خطأ لم ترتكبه 0
بالخبرة وجدت أن ذلك ينهى الخلاف أسرع 0 وكان هو لا يجد للسكوت بديلا ، فيصمت والعبوس يملأ وجهه 0 تسرع بفتح المذياع ، عله يبتسم0
لما انتبه إلى حيلتها ، قذف بالمذياع إلى الحائط 0 فتوقف صوت الأغنيات 0 صدرها يعلو ويهبط في انتظام أسرع كأنما يستنجد 0 سبابته أمام وجهها تلوح وتهدد 0تراجعت للخلف ، وبحركة لا شعورية وضعت يديها على خديها ، بينما عيناها ترجوان في خوف 0
المذياع المهشم على الأرض يصدر صفيرا حادا 0 يلف روحها القلق ، كغريقة تفتش بعينيها ، تبحث عن ابتسامة قديمة وملمح طفولة ، طالما أحبتهما في وجهه 0 تغوص تبحث عن ظل ، عن رقة ، عن قطرة ماء ، عن نبته 0 تشتاق لأغاني الحب ، لتلامس أرنبة الأنف وتناغم دقات القلب 0 تلوح بالمنديل الأبيض يمزقه 0 يشملها الاغتراب والحزن 0
دمعة صغيرة انزلقت في صمت إلى فمها ، تشكو إليه حزن العينين وصمتهما 0 وذابت ملحا وهى تئن 0
لمح الدمعة في عينيها 0 لمعت عيناه ، ابتسم في نشوة منتظرا أخريات ، أغضبه ذلك الامتناع وجواب الصمت ، تقدم بجسده الضخم 0 تراجعت 00 ( عيناه جاحظتان ، فمه تتطاير منه أحرف الكلام ، وصوته الأجش يطبق على المكان ، وسبابته لازالت تلوح وتهدد)
ملأتها الرغبة في الصمت أكثر 0 استشاط غضبا ، تقم 0 تراجعت 0 تقدم 0 تراجعت ، احتضن ظهرها الحائط 0
نظرت في عمق العينين ولم ترمش 0 وكان قد اعتاد أن عينيها أبدا لا تواجهانه 0 فارتبك لحظة 0 أدهشتها وأغضبته ، فاندفع يطبق على رأسها يهزه بعنف 0 لم تصرخ ، غاصت في عمق العينين أكثر 0 ارتجف 0 أمسكت الضعف القابع بهما 0 انتبه ، هاجمها : أنت بدوني لا شئ ، أنت بدوني لا شئ 0
شعرت أن صوته يجهضها عنوة ، فاندفع جسدها نحو الباب صارخة في غضب : ( أريد أن أصبح لا شئ ، أريد أن أصبح لا شئ )0فتسمرت قدماه في الأرض ، لفه الخرس 0
استقبلتها أصوات الليل ووحشته وفضول القوم ، أوهنتها لحظة خوف 0 توقفت 0 سبت أذنيها جملته( أنت بدوني لا شئ ) ، مختلطة ببكاء منهار غث 0 فتلاشى منها الخوف0 تملكتها رغبة أن تبتعد 0 ضربت بقدميها في الأرض 0 -------------------------------- أولى شمعات العنف فوجئ برد فعلها 0 لم يكن يتوقعه 0 صارت في غاية الغضب وهى الرقيقة دوما 0 رفعت للعناد علما 0 عبرت باب المعبد موثرة الهجر0
تمنى أن تعود بعد لحظة ، أو أن يخرج وراءها يرجوها أن تبقى ، أو أن يضمها إليه ، يحتضن الحلم فيها ويعتذر ، فقولته : ( أنها بدونه لا شئ ) معنى لم يكن يقصده 0 لكنه فوجئ بغضبتها، بهت ، تسمرت قدماه في الأرض ، لفه الخرس0
جلس القرفصاء ، وجم ، هجم على عينيه وقلبه طوفان من الدمع لا يرغبه لكنه يغلبه ويغلبه 000 ينخرط في بكاء ممزوج بتوقد الوجد وآلام الفقد : ( القلب يزخر لها ببحور الحب ، وهى فيه كل مراكبه ، فلماذا معها يتفجر فيه ذلك العنف ؟!!0
- صاح بصوت عال : هيّ السبب 0 - واجهت عيناه المرآة ، خجل واّثر الهرب : انطوى ينثر الغيم ، يقلب أشياءها ، يشتم الملابس ونوع العطر ، يفتش في القواميس عن حرف مرادف للمعنى ، يجعل منه مفعولا به وهىّ التي تستحق اللوم
لما انقضى الليل وأيقن من خلود وحدته 0 عاد إلى المرآة 0 إلى الفعل 0 فدائما في حشايا النفس هاجس خوف ، يغمض عينا ويفتح عينا ، يخشى وينتظر - لحظة الفقد - كما القدر في اشتداد الألم نستعجله 0
يد قاسية تجذبه لطفولته : ( يتشبث بجلباب أمه ، يفطره الدمع ، يرجوها أن تبقى أو تأخذه معها 000 يدا الوالدين تتنازعا نه ، ينشطر إلى نصفين ، جسد يظلله الأب ، وروح تشقى برحيل الأم 0 يرضع كأس اليتم 0 يكبر فيه شبح الفقد والرفض 0 يكسر فازة الورد !!!! فتضاء بداخله : ( أولى شمعات العنف ) 0
اليد تضرب الحائط ، تلكمه ، يتساءل في غضب : لماذا لم تجاملني ، لماذا لم تجاملني ؟!!0 فكل النساء يجب أن يجاملن 0 فحين ينخر الضعف في وجداننا نتوق لسماع ما يؤكد خارق قوتنا ، نغمض أعيننا ، نعيش الحلم الكذب نحتمل 0
إنها ( محبو بتي ) وهىّ الوحيدة التي يمكن أن تستوعبني ، فلماذا لم تجاملني ؟!!0 تلك ( الغبية) التي أحبها حبا جما ، لو كانت قد همست بأنني لها ( كل شئ ) ، أو أنني في غرقها (الطوق ) ، لو كانت ، لو 00لو كلمة كتلك ، كانت كفيلة بأن ( تشملني ) ، تهدئ من بركاني وثورته ، تفجر بذلك ( الضعف ) فيها ، تأجج الروح وفورة الجسد 0 تنصرني في عريني ، أصبح فيه ( الأسد :
فالقلب باستطاعته احتمال كل الهزائم إلا أمامها ، مرة هي هزيمته ، مرة هي هزيمته
شئ ما بعينيها يشعره بأنها دائما في حالة عطش ، وان بحوره مالحة 0 رغم أن ثغرها أبدا لم يقل شيئا 0 فتزداد غضبته وثورته ، يلوح بسبابته0 لا يحتمل ، يصبح دائما مشهر السيف0
#سميه_عريشه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كراهية أم انعدام الثقة؟
-
الفساد والأحتكار سر فساد الدراما المصرية
-
العودة
-
غموض ساحر
-
مفتــرق طــــرق
-
عن التوافق الجنسي وأشياء أخر
-
جـــذور التربيـــــــة
-
أدب الحـــــرب
-
هل سنتغير طواعية أم ؟!!
-
الأمن القومي المصري
المزيد.....
-
60 فنانا يقودون حملة ضد مهرجان موسيقي اوروبي لتعاونه مع الاح
...
-
احتلال فلسطين بمنظور -الزمن الطويل-.. عدنان منصر: صمود المقا
...
-
ما سبب إدمان البعض مشاهدة أفلام الرعب والإثارة؟.. ومن هم الم
...
-
بعد 7 سنوات من عرض الجزء الأخير.. -فضائي- يعود بفيلم -رومولو
...
-
-الملحد- يثير الجدل في مصر ومنتج الفيلم يؤكد عرضه بنهاية الش
...
-
رسميًا إلغاء مواد بالثانوية العامة النظام الجديد 2024-2025 .
...
-
مسرح -ماريينسكي- في بطرسبورغ يستضيف -أصداء بلاد فارس-
-
“الجامعات العراقية” معدلات القبول 2024 في العراق العلمي والأ
...
-
175 مدرس لتدريس اللغة الصينية في المدارس السعودية
-
عبر استهداف 6 آلاف موقع أثري.. هكذا تخطط إسرائيل لسلب الفلسط
...
المزيد.....
-
في شعاب المصهرات شعر كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
(مجوهرات روحية ) قصائد كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
كتاب نظرة للامام مذكرات ج1
/ كاظم حسن سعيد
-
البصرة: رحلة استكشاف ج1 كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
صليب باخوس العاشق
/ ياسر يونس
-
الكل يصفق للسلطان
/ ياسر يونس
-
ليالي شهرزاد
/ ياسر يونس
-
ترجمة مختارات من ديوان أزهار الشر للشاعر الفرنسي بودلير
/ ياسر يونس
-
زهور من بساتين الشِّعر الفرنسي
/ ياسر يونس
-
رسالةإ لى امرأة
/ ياسر يونس
المزيد.....
|